قلت الحديث المذكور: هو حديث رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:"أنزل القرآن على سبعة أحرف، لكل آية منها ظهر وبطن"رواه الطبري: 1/ 22 - 23 برقم (10، 11) بإسنادين ضعيفين، أما أحدهما: فلانقطاعة بجهالة راويه وأما الآخر: فمن أجل إبراهيم الهجري. فهو ضعيف، ضعفه ابن معين والنسائي وقال أبو حاتم: ليس بالقوي الجرح والتعديل 2/ 131، تهذيب الكمال 2/ 203، الضعفاء والمتروكين ص 40 ميزان الاعتدال 1/ 65 تهذيب التهذيب 1/ 164، تقريب التهذيب. والفقرة الأولى منه عند البخاري في فضائل القرآن، باب أنزل القرآن على سبعة أحرف: 9/ 23.ومسلم في صلاة المسافرين، باب بيان أن القرآن على سبعة أحرف برقم (818): 1/ 560.ورواه أيضًا: ابن حبان برقم (74)، قال الهيثمي: رواه البزار وأبو يعلى والطبراني في الأوسط باختصار آخره، ورجال أحدهما ثقات، (رواه البزار وأبو يعلى في الكبير ورجاله ثقات) والحديث ضعفه الألباني في ضعيف الجامع الصغير رقم [1338] ص 193، وهو في السلسلة الضعيفة رقم [2989].
فالحديث ضعيف من طريق أهل السنة وأما من طريق الشيعة فأضعف وأضعف
وهذا المذهب ضعيف لضعف استدلالهم بالحديث المذكور، وعلى فرض التسليم بصحته، فالظاهر والباطن والحد والمطلع أوصاف للأحرف وليسوا أعيانها.
وقول الكاشاني ((وهذا نص في البطون وتأويلات)) يعني على مذهبه في الظاهر والباطن وقد تقدم تقريره والرد عليه
المذهب الثامن:أن المراد بالأحرف السبعة سبعة أصناف من المعاني أنزل الله القرآن عليها وهذه الأصناف هي: (أمر ونهي، ووعد ووعيد،وحلال وحرام، ومحكم ومتشابه) وهذا المذهب أشار إليه الكاشاني فقال: روت العامة عنه عليه السلام ايضا انه قال: نزل القرآن على سبعة أحرف أمر وزجر وترغيب وترهيب وجدل وقصص ومثل. وفي رواية أخرى: زجر وأمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال، والمستفاد من هاتين الروايتين إن الأحرف إشارة إلى اقسامه وأنواعه.
قلت: لفظ الحديث عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {كان الكتاب الأول نزل من باب واحد على وجه واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أوجه: زاجر، وآمر، وحلال، وحرام، ومحكم، ومتشابه، وأمثال، فأحلوا حلاله وحرموا حرامه، واعتبروا بأمثاله، وآمنوا بمتشابهه، وقولوا ءامنا به كل من عند ربنا)
قال في الدر المنثور أخرجه ابن جرير والحاكم وصححه وأبو نصر السجزي في الابانة عن ابن مسعود وأخرجه ابن أبي حاتم عن ابن مسعود. موقوفاً.
وقال الحافظ في الفتح: (وقد صحح الحديث المذكور ابن حبان والحاكم وفي تصحيحه نظر لانقطاعه بين أبي سلمة وابن مسعود، وقد أخرجه البيهقي من وجه آخر عن الزهري عن أبي سلمة مرسلاً، وقال: هذا مرسل جيد)
قال الزرركشي قال ابن عبد البر ... وهو حديث لا يثبت وهو مجمع على ضعفه
فالحديث ضعيف من طريق أهل السنة –كما ترى- أما طريق الشيعة فظلمات بعضها فوق بعض -
وبناء عليه فهذا المذهب ضعيف ويزيده ضعفا معارضته للأحاديث المتقدمة.وبأن الزجر والأمر والترغيب والترهيب ونحو هذه الأمور لا تسمى حروفا. وأيضا قد أجمعنا على أن التوسعة لم تقع في تحليل حلال ولا في تغيير شيء من المعاني
المذهب التاسع: حكي عن الخليل بن أحمد الفراهيدي شيخ العربية أن الأحرف هي القراءات السبع المشهورة، وهو أوهى الأقوال وأضعفها حتى حكي الإجماع على خلافه. قال القرطبي: قال كثير من علمائنا كالداودي وابن أبي صفرة وغيرهما: هذه القراءات السبع التي تنسب لهؤلاء القراء السبعة ليست هي الأحرف السبعة التي اتسعت الصحابة في القراءة بها، وإنما هي راجعة إلى حرف واحد من السبعة وهو الذي جمع عليه عثمان المصحف. ذكره ابن النحاس وغيره.
¥