تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال ابن الجزري في النشر في أثناء كلام له عن أول من جمع القراءات في كتاب، وعن عدد القراء الذين تنسب إليهم القراءات، قال: (وإنَّما أطلنا في هذا الفصل لما بلغنا عن بعض من لا علم له أن القراءات الصحيحة هي التي عن هؤلاء السبعة، أو أن الأحرف السبعة التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم هي قراءة هؤلاء السبعة، بل غلب على كثير من الجهال أن القراءات الصحيحة هي التي في الشاطبية والتيسير، وأنها هي المشار إليها بقوله صلى الله عليه وسلم: {أنزل القرآن على سبعة أحرف} ... وإنَّما أوقع هؤلاء في الشبهة كونهم سمعوا {أنزل القرآن على سبعة أحرف} وسمعوا قراءات السبعة، فظنوا أن هذه السبعة هي تلك المشار إليها ... )

المذهب العاشر: مذهب القاضي عياض ومن معه، ويرى أصحاب هذا المذهب أن المراد بالسبعة في الحديث التيسير والتسهيل والثقة، لا حقيقة العدد، مستدلين على ذلك أن لفظ السبعة يطلق في اللغة ويراد به الكثرة في الآحاد، كما يطلق السبعون في العشرات، والسبعمائة في المئين، ولا يراد بها العدد المعين.

ويرد على هذا القول بالأحاديث التي تضافرت في الدلالة على أن المراد بالسبعة حقيقة العدد منحصراً فيها خصوصا حديث أبي بن كعب المتقدم.

ثانيا بيان الدخيل في كلام الكاشاني قي مقدمته الثامنة

تعرض الكاشاني لحديث نزول القرآن على سبعة أحرف فقال في صدر المقدمة: قد اشتهرت الرواية من طريق العامة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: نزل القرآن على سبعة أحرف كلها كاف شاف وقد ادعى بعضهم تواتر أصل هذا الحديث. انتهى) وهذا يشعر بأن الكاشاني يصحح هذا الحديث وقد استشهد له واحتج به ونقل شواهد له مما يرويه أئمته وتكلم في تفسيره وتأويله وهذا فرع تصحيحه إلا أن الكاشاني لم يلبث حتى فجعنا بقوله (. وبإسناده (يعني الكليني) عن الفضيل بن يسار قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام إن الناس يقولون إن القرآن نزل على سبعة أحرف. فقال: كذبوا أعداء الله ولكنه نزل على حرف واحد من عند الواحد ... )

كذا قال!! وأنت إذا علمت أن الحديث يرويه البخاري ومسلم وغيرهما من غير وجه واتفق أهل الإسلام على صحته وتلقوه بالقبول، وحكى الحفاظ تواتره علمت قدر جرأة هؤلاء الروافض على الله وميلهم إلى استحلال الكذب في دين الله بلا حياء ولا أدنى خجل. وقد استشهد الكاشاني وغير الكاشاني بهذا الحديث وذكروا أن أئمتهم قد رووه واحتجوا به فلم ينفرد أهل السنة بروايته بل رواه طوائف من الشيعة، كما في وسائل الشيعة (ج 6ص165) وبحار الأنوار (ج 31/ص210) وغيرهما، لكن السر الذي جعل الشيعة يلجئون إلى طرح هذا الحديث واختلاق الأكاذيب ثم نسبتها إلى أئمتهم في رده يكمن فيما أفصح عنه الكاشاني عندما حاول أن يحمل الحديث على معتقده الردئ الذي صرح به من قبل وهو وقوع التحريف في القرآن؛ فكشف اللثام عنه بقوله (واما حمل الحديث على سبعة أوجه من القراءات ثم التكلف في تقسيم وجوه القراءات على هذا العدد كما نقله في مجمع البيان عن بعضهم فلا وجه له مع أنه يكذبه ما رواه في الكافي باسناده عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن القرآن واحد نزل من عند واحد ولكن الاختلاف يجيئ من قبل الرواة ... والمقصود .... واحد وهو أن القراءة الصحيحة واحدة الا أنه عليه السلام لما علم أنهم فهموا من الحديث الذي رووه صحة القراءات جميعا مع اختلافها كذبهم.!!!)

فتعليله رد الحديث بأن القرآن قد نزل من عند واحد فيجب أن يكون واحدا جهل بالغ، فإن أحدا من أهل الإسلام لم يقل بأن كل حرف من الأحرف السبعة قرآنا على حدة فيلزم تعدده كما تعددت، بل قالوا إن كل حرف مع أخيه كالآية مع أختها فكما لا يلزم من تعدد آيات القرآن وسوره تعدد القرآن تبعا فكذا هذا.

وقوله ((القراءة الصحيحة واحدة وأن الاختلاف يجيء من جهة الرواة غلط واضح، ومعتقد أثيم فإن هذا مخالف لما وعد الله به من حفظ كتابه من أيدي العابثين وتحريف المبطلين في مثل قوله (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) ولو كان هذا لذهب إعجاز القرآن, وكان معرّضاً أن تبدل ألفاظه حتى يكون غير الذي نزل من عند الله

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير