تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة أجمالا وتفصيلا وخاصة أبا بكر وعمر وعثمان وعليا.

وبشر هؤلاء بالجنة في جماعة آخرين من الصحابة وحذر من سبهم فقال: " لا تسبوا أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصفه " رواه مسلم في صحيحه من طريق أبي هريرة وابي سعيد الخدري فمن سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو شتمهم وخاصة الثلاثة: ابا بكر وعمر وعثمان المسؤول عنهم فقد خالف كتاب الله وسنة رسوله وعارضهما بمذمته إياهم وكان محروما من المغفرة التي وعدها الله من تابعهم واستغفر لهم ودعا الله ألا يجعل في قلبه غلا على المؤمنين ومن أجل ذمه لهؤلاء الثلاثة وأمثالهم يجب نصحة وتنبيهه لفضلهم وتعريفه بدرجاتهم وما لهم من قدم صدق في الإسلام فإن تاب فهو من إخواننا في الدين وإن تمادى في سبهم وجب الأخذ على يده مع مراعاة السياسة الشرعية في الإنكار بقدر الإمكان ومن عجز عن الإنكار بلسانه ويده فبقلبه وهذا هو أضعف الإيمان كما ثبت في الحديث الصحيح. اللجنة الدائمة

[فتاوى اسلامية ج 1/ 112]

.

(25) لا يجوز تخصيص علي بـ ((عليه السلام))

س / أثناء اطلاعي علي موضوعات كتاب عقد الدرر في اخبار المنتظر في بعض الروايات المنقولة عن علي بن أبي طالب أجدها على النحو التالي: عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يخرج رجل من أهل بيتي في تسع رايات " … ما حكم النطق بهذا اللفظ أعني عليه السلام أو ما يشابهه لغير رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ج / لا ينبغي تخصيص علي، رضي الله عنه بهذا اللفظ، بل المشروع أن يقال في حقه وحق غيره من الصحابة (رضي الله عنهم) أو رحمه الله، لعدم الدليل على تخصيصه بذلك وهكذا يقول بعضهم كرم الله وجهه، فإن ذلك لا دليل عليه ولا وجه لتخصيصه بذلك، والأفضل أن يعامل كغيره من الخلفاء الراشدين ولا يخص بشيء دونهم من الألفاظ التي لا دليل عليها.

[فتاوى اسلامية ج1،61ـ62]

(26) هل الرسول أوصى بالخلافة لعلي؟

س / ما الحكم في قوم يزعمون أن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بالخلافة لعلي رضي الله عنه ويقولون أن الصحابة رضي الله عنهم تآمروا عليه؟

ج / هذا القول لا يعرف عن أحد من طوائف المسلمين سوى طائفة الشيعة وهو قول باطل لا أصل له في الأحاديث الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما دلت الأدلة الكثيرة على أن الخليفة بعده هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه وعن سائر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه صلى الله عليه وسلم لم ينص على ذلك نصا صريحا ولم يوص به وصية قاطعة ولكنه أمر بما يدل على ذلك حيث أمره بأن يؤم الناس في مرضه ولما ذكر له أمر الخلافة بعده قال عليه الصلاة والسلام " يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر " ولهذا بايعه الصحابة رضي الله عنهم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ومن جملتهم علي رضي الله عنه وأجمعوا على أن أبا بكر أفضلهم وثبت في حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يقولون في حياة النبي صلى الله عليه وسلم " خير هذه الأمة بعد نبينا أبو بكر ثم عمر ثم عثمان " ويقرهم النبي صلى الله عليه وسلم وتواترت الآثار عن علي رضي الله عنه أنه كان يقول " خير هذه الأمة بعد نبينا أبو بكر ثم عمر " وكان يقول رضي الله عنه: " لا أوتى بأحد يفضلني عليهما إلا جلدته حد المفتري " ولم يدع يوما لنفسه أنه أفضل الأمة ولا أن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى له بالخلافة ولم يقل أن الصحابة رضي الله عنهم ظلموه وأخذوا حقه ولما توفيت فاطمة رضي الله عنها بايع الصديق بيعة ثانية تأكيدا للبيعة الأولى وإظهاراً للناس أنه مع الجماعة وليس في نفسه شيء من بيعة أبي بكر رضي الله عنهم جميعا ولما طعن عمر وجعل الأمر شورى بين ستة من العشرة المشهود لهم بالجنة ومن جملتهم علي رضي الله عنه لم ينكر على عمر ذلك لا في حياته ولا بعد وفاته ولم يقل أنه أولى منهم جميعا فكيف يجوز لأحد من الناس أن يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول إنه أوصى لعلي بالخلافة وعلي نفسه لم يدع ذلك ولا ادعاه أحد من الصحابة له بل قد أجمعوا على صحة خلافة أبي بكر وعمر وعثمان واعترف بذلك علي رضي الله عنه وتعاون معهم جميعا في الجهاد والشورى وغير ذلك ثم أجمع المسلمون بعد الصحابة على ما أجمع عليه الصحابة؟ فلا يجوز بعد هذا لأي أحد من الناس ولا لأي طائفة لا الشيعة ولا غيرهم أن يدعوا أن عليا هو الوصي وأن الخلافة التي قبله باطلة كما لا يجوز لأي أحد من الناس أن يقول إن الصحابة ظلموا عليا وأخذوا حقه بل هذا من أبطل الباطل ومن سوء الظن بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن جملتهم علي رضي الله عنه وعنهم أجمعين.

وقد نزه الله هذه الأمة بالمحمدية وحفظها من أن تجتمع على ضلالة، وصح عنه صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الكثيرة أنه قال: " لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة " فيستحيل أن تجتمع الأمة في أشرف قرونها على باطل، وهو خلافة أبي بكر وعمر وعثمان، ولا يقول هذا من يؤمن بالله واليوم الأخر، كما لا يقوله من له أدنى بصيرة بحكم الإسلام.

[فتاوى إسلامية ج1،45]

ص27

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير