3 - اغترار بعض الفئات الإسلامية بالنظريات العلمية و الأوروبية المنتشرة خلال النصف الأول من القرن العشرين، وتفسير الحقائق الإسلامية على ضوءها، والتوفيق بينها وبين الإسلام. وقد ترأس أتباع أحمد خان إيجاد هذا الانسجام، ثم تبعهم القرآنيون في هذا المسلك، لوجود الصلة الروحية بين الفريقين.
4 - ولعل السبب المباشر لنشأة القرآنيين بين المسلمين هو شعورهم بضرورة وحدة الصف الإسلامي، والخلاص من الفرق المتعددة والمذاهب – من الحنفية والحنابلة والشافعية وجعلهم المسلمين تحت راية واحدة. وقد استغلت الدولة هذا الأمر وشجعت على المضي فيه».
ويقول العلامة المحدث حبيب الرحمن الأعظمي في كتابه (نصرة الحديث ص 17) وهو يتحدث عن نشأتهم: " إن فتنة إنكار الحديث في الهند قد أثارها- ظاهرة الأمر – عبد الله الجكر الوي البنجابي، لكن الحق أنه قد غرس بذرتها قبله بكثير طائفة الطبيعيين، أما عبد الله الجكر الوي فإنه قد سقى تلك الشجرة الملعونة، فنمت وازدهرت، حتى رأى الناس – بوجه عام – أنه هو الذي أحدث هذه الفتنة.
ثم إن طائفة الطبيعيين، لم تكن تبدي هذه العقيدة، بطريق تكون أكثر شناعة، ولكن الجكر الوي قد أظهر خرافاته، ومعتقداته الباطلة، دون احتشام واستحياء، واتخذ لها أسلوباً فيه شيء كثير من الإلحاد والكفر والزندقة، فلذلك كله نسبت إليه فتنة إنكار الحديث».
(أبرز دعاتهم):
قبل أن نذكر دعاتهم يستحسن أن نذكر من ذهب إلى إنكار حجية السنة والاعتماد على القرآن وحده من الفرق الضالة ومن تبعهم على ذلك على مر العصور.
يقول الدكتور عبد الموجود محمد عبد اللطيف في كتابه (السنة النبوية بين دعاة الفتنة وأدعياء العلم ص 88 - 89):
" إنكار حجية السنة اعتماداً على القرآن وحده:
إلى ذلك ذهب الخوارج، والزنادقة، وطائفة من غلاة مذهب الرافضة، وتابعهم عليها أذيالهم في الأزمنة المتأخرة في القارة الهندية ... وكذا أذيالهم في مصر ... »
أبرز وأهم دعاتهم:
القرآنيون لهم دعاة في الهند ومصر وغيرهما من البلدان، فأما دعاتهم في الهند فهم ما يلي:
1 - عبد الله جكر الوي
2 - أحمد الدين الأمر تسري.
3 - أسلم جراجُبوري.
4 - غلام أحمد برويز
ويوجد في الهند في الوقت الحاضر أربع فرق من القرآنيين هي امتداد لمدارس الأربعة المذكورين وبعض هذه الفرق تتلمذ دعاتها عليهم. وهي ما يلي:
1 - الفرقة الأولى: (فرقة أمة مسلم أهل الذكر والقرآن).
2 - الفرقة الثانية (فرقة أمة مسلمة).
3 - الفرقة الثالثة: (فرقة طلوع إسلام).
4 - الفرقة الرابعة: (فرقة تحريك إنسانيت).
وقد فصل الباحث خادم حسين بخش في تراجم أهم دعاتهم وفرقهم من المتقدمين والمعاصرين في كتابه (القرآنيون ص 25 - 64) فمن أراد التوسع فليراجعه.
وكذا ظهر إنكار السنة الكلي في مصر والاكتفاء بالقرآن وكان أبرز الدعاة ما يلي:
1 - الطبيب محمد توفيق صدقي.
2 - محمود أبو رية.
3 - الطبيب أبو شادي أحمد زكي.
4 - الدكتور إسماعيل أدهم.
5 - محمد أبو زيد الدمنهوري.
وكما أن هناك دعاة إلى إنكار السنة كلها والأخذ بالقرآن، كذلك هناك دعاة اجتهدوا في إنكار جزئيات من السنة وهم في مصر ويشاركهم بعض الدعاة في أغلب البلدان.
ودعاة إنكار السنة الجزئي أبرزهم في مصر هم:
1 - محمد رشيد رضا.
2 - أحمد أمين.
3 - العقيد معمر القذافي. وهوفي ليبيا.
4 - عبد الله عنان.
5 - الشيخ محمود شلتوت.
6 - أحمد فوزي.
7 - الشيخ محمد بخيت المطيعي الحنفي.
8 - عبد المتعال الصعيدي.
وقد فصل الباحث خادم حسين بخش في كتابه (القرآنيون ص 153 - 202) في ذكر تراجم ومناهج دعاة إنكار السنة الكلي والجزئي، لم أجد هذا في غيره من الكتب، فمن أراد التوسع في معرفتهم فليراجع هذا الكتاب القيم.
(شبهاتهم حول السنة والرد عليهم):
الشبهة الأولى: القرآن يستغنى به عن السنة لأنه تكفل بذكر الأمور الدينية كلها بالشرح والتفصيل.
¥