الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ}.
وفضله رضي الله عنه ونصرته لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) وتعلقه به وتفانيه في حبه أشهر من الشمس. فلا عجب أن يكون رحمه الله أحد العشرة المبشرين بالجنة والذين توفي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو عنهم راض.
وإني أرى أن من أعظم الرد على مفتريات الشيعة على هذا الصحابي الحليل رضي الله عنه وطعنهم في قراءته أن نقف لمحة مع الحافظ الذهبي وهو يعرض لنا سيرة هذا الحبر الإمام رضي الله عنه وبيان كونه أول من جهر بالقرآن وصدع به ولم يخف في الله لومة لائم ووصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته بأن يأخذوا القرآن منه لحفظه القرآن واستظهاره له وبيان عظيم فضله في اختيار رسول الله صلى الله عليه وسلم له بأن يقرأ عليه
قال الذهبي (أعلام النبلاء 1/ 461): عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس ابن مضر بن نزار.
الامام الحبر، فقيه الامة، أبو عبد الرحمن الهذلي المكي المهاجري البدري، حليف بني زهرة.
كان من السابقين الاولين، ومن النجباء العالمين، شهد بدرا، وهاجر الهجرتين، وكان يوم اليرموك على النفل، ومناقبه غزيرة، روى علما كثيرا. حدث عنه أبو موسى، وأبو هريرة، وابن عباس، وابن عمر، وعمران بن حصين، وجابر، وأنس، وأبو أمامة، في طائفة من الصحابة، وعلقمة. والاسود، ومسروق، وعبيدة، وأبو وائلة، وقيس بن أبي حازم، وزر بن حبيش، والربيع، بن خثيم، وطارق بن شهاب، وزيد بن وهب، وولداه أبو عبيدة و عبد الرحمن، وأبو الاحوص عوف بن مالك، وأبو عمرو الشيباني، وخلق كثير.
وروى عنه القراءة أبو عبد الرحمن السلمي، وعبيد بن نضيلة، وطائفة.
قال قيس بن أبي حازم: رأيته آدم خفيف اللحم، وعن عبيدالله بن عبد الله ابن عتبة قال: كان عبد الله رجلا نحيفا، قصيرا، شديد الادمة، وكان لا يغير شيبه.
وروى الاعمش، عن إبراهيم قال: كان عبد الله لطيفا، فطنا ....
وعن ابن المسيب قال: رأيت ابن مسعود عظيم البطن، أحمش الساقين .... وروى المسعودي: عن سليمان بن مينا، عن نويفع مولى ابن مسعود، قال: كان عبد الله من أجود الناس ثوبا أبيض، وأطيب الناس ريحا.
محمد بن أبي عبيدة بن معن المسعودي: عن أبيه، عن الاعمش، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه قال: قال عبد الله: لقد رأيتني سادس ستة وما على ظهر الارض مسلم غيرنا.
وقال ابن إسحاق: أسلم ابن مسعود بعد اثنين وعشرين نفسا، وعن يزيد ابن رومان قال: أسلم عبد الله قبل دخول النبي، صلى الله عليه وسلم، دار الارقم ...
عبيدالله بن موسى، وغيره: حدثنا إسرائيل، عن المقدام بن شريح عن أبيه، عن سعد قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحن ستة، فقال المشركون: اطرد هؤلاء عنك فلا يجترئون علينا، وكنت أنا، وابن مسعود، ورجل من هذيل، ورجلان نسيت اسمهما، فوقع في نفس النبي، صلى الله عليه وسلم، ما شاء الله، وحدث به نفسه، فأنزل الله تعالى: (ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي) [الانعام: 52، 53] ().
ابن إسحاق: حدثني يحيى بن عروة بن الزبير، عن أبيه قال: أول من جهر بالقرآن بمكة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن مسعود ().
أبو بكر: عن عاصم، عن زر قال: أول من قرأ آية عن ظهر قلبه عبد الله بن مسعود ().
وأخرج البخاري والنسائي من حديث أبي موسى قال: قدمت أنا وأخي من اليمن، فمكثنا حينا، وما نحسب ابن مسعود وأمه إلا من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، لكثرة دخولهم وخروجهم عليه ().
حدثنا السلفي: حدثنا الثقفي أنبأنا ابن بشران، أنبأنا محمد بن عمرو، حدثنا محمد بن عبد الجبار، حدثنا حفص بن غياث، عن الحسن بن عبيدالله، عن إبراهيم بن سويد، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا عبد الله، إذنك علي أن ترفع الحجاب، وتسمع سوادي حتى أنهاك " ().
المسعودي: عن عياش العامري، عن عبد الله بن شداد قال: كان عبد الله صاحب الوساد والسواك والنعلين ().
¥