هل وُجد جابر بن حيان أصلاً؟!
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[17 - 04 - 07, 05:29 م]ـ
أنا في شكّ من وجود جابر بن حيان أصلاً، فضلاً عن تأليفه لذلك العدد الهائل من الكتب!
ويقال إنه كان تلميذاً لجعفر الصادق المتوفى سنة 148، بل زعمو أنه تلقى منه كل هذه العلوم الدخيلة على المسلمين، التي لا علاقة لها بالكتاب والسنَّة! بل ربما زعموا أن جعفر الصادق هو مؤلفها!
ويزول هذا الشكّ بإبراز نصّ لأحد معاصريه أو القريبين من عهده، كالجاحظ، يذكره فيه! وهيهات!
وقد كان الجاحظ عظيم الاطلاع والاهتمام بالموضوعات التي توجد في كتب جابر، ومع ذلك لم يذكره في كتبه! ولم أجد أحداً من علماء القرن الثاني أو الثالث يذكره، والذين ذكروه بعد ذلك كانوا يذكرونه باعتباره صاحب تلك المؤلفات الكثيرة المنسوبة إليه، أي إنهم لم يثبتوه معرفة.
وأسلوب رسائله ومضامينها لا تلاءم عصر جعفر الصادق وتلاميذه!
ورسائل إخوان الصفا لا يُعرف أصحابها، وهي تشبه رسائل جابر، أي إن أصل وجود جماعة سرية تصنِّف الكتب والرسائل الكثيرة في هذه العلوم لا شكَّ فيه.
وقد اختلف المستشرقون في وجود جابر، وغاية ما يحتجّ به المثبتون لوجوده أنه صاحب هذه الرسائل الكثيرة ... إلخ
وهذا هو ما قاله ابن النديم، وإليك كلامه:
هو أبو عبد الله جابر بن حيان بن عبد الله الكوفي المعروف بالصوفي واختلف الناس في أمره فقالت الشيعة أنه من كبارهم وأحد الأبواب وزعموا أنه كان صاحب جعفر الصادق رضي الله عنه وكان من أهل الكوفة وزعم قوم من الفلاسفة أنه كان منهم وله في المنطق والفلسفة مصنفات وزعم أهل صناعة الذهب والفضة أن الرياسة انتهت إليه في عصره وأن أمره كان مكتوماً وزعموا أهه كان يتنقل في البلدان لا يستقر به بلد خوفاً من السلطان على نفسه وقيل أنه كان في جملة البرامكة ومنقطعاً إليها ومتحققاً بجعفر بن يحيى فمن زعم هذا قال أنه عني بسيده جعفر هو البرمكي وقالت الشيعة إنما عني جعفر الصادق وحدثني بعض الثقات ممن تعاطى الصنعة أنه كان ينزل في شارع باب الشام في درب يعرف بدرب الذهب وقال لي هذا الرجل أن جابراً كان أكثر مقامه بالكوفة وبها كان يدبر الأكسير لصحة هوائها ولما أصيب بالكوفة الازج الذي وجد فيه هوان ذهب فيه نحو مائتي رطل ذكر هذا الرجل أن الموضع الذي أصيب ذلك فيه كان دار جابر بن حيان فإنه لم يصب في ذلك الأزج غير الهاون فقط وموضع قد بني للحل والعقد هذا في أيام عز الدولة بن معز الدولة وقال لي أبو اسبكتكين دستاردار أنه هو الذي خرج ليتسلم ذلك وقال جماعة من أهل العلم وأكابر الوراقين أن هذا الرجل يعني جابراً لا أصل له ولا حقيقة وبعضهم قال أنه ما صنف وإن كان له حقيقة إلا كتاب الرحمة وأن هذه المصنفات صنفها الناس ونحلوه إياها وأنا أقول أن رجلاً فاضلاً يجلس ويتعب فيصنف كتاباً يحتوي على ألفي ورقة يتعب قريحته وفكره بإخراجه ويتعب يده وجسمه بنسخه ثم ينحله لغيره إما موجوداً أو معدوماً ضرب من الجهل وإن ذلك لا يستمر على أحد ولا يدخل تحته من تحلى ساعة واحدة بالعلم وأي فائدة في هذا وأي عائدة والرجل له حقيقة وأمره أظهر وأشهر وتصنيفاته أعظم وأكثر ولهذا الرجل كتب في مذاهب الشيعة أنا أوردها في مواضعها وكتب في معان شتى من العلوم قد ذكرتها في مواضعها من الكتاب وقد قيل أن أصله من خراسان والرازي يقول في كتبه المؤلفة في الصنعة قال أستاذنا أبو موسى جابر بن حيان.
وقال أبو حيان التوحيدي في الهوامل والشوامل، في كلام عن الكيمياء:
وما هو [الكيمياء] أولاً؟ وهل له حقيقة؟ فقد طال خوض الخائضين فيه، وكثر كلام الناس عليه، واصطرع الحق والباطل، والخطأ والصواب، والإحالة فيه. فكأن الذي يثبته غير متحقق به، والذي يدفعه غير ساكن إلى دفعه وإبطاله. هذا، وقد تمت من الناس به حيل على الناس. ومتى وقفت على هذه المسألة وقفت من الحقائق على غيب شريف، ومعنى لطيف. وهل ما يعزى إلى جابر بن حيان حق، ولم يسند لخالد بن يزيد أصل؟
وهذان هما أقدم من ذكر جابراً، مع أنهما عاشا بعده بقرنين من الزمان! ولا يخفى أن كلامهما يزيد من الشكّ في وجود هذا الرجل!
وقال الجرجاني في الوساطة:
[وقال] جابر بن حيّان:
وإنْ يقتسِمْ مالي بنيَّ ونسوتي * فلم يقسِموا خُلُقي الكريمَ ولا فِعلي
أقول: هو تصحيف جابر بن حباب أو حبان، والببيت في حماسة أبي تمام
فما عندكم في هذا الموضوع بارك الله فيكم؟
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[18 - 04 - 07, 01:19 م]ـ
إضافات:
مجموع فتاوى ابن تيمية - (ج 7 / ص 59)
وَأَمَّا جَابِرُ بْنُ حَيَّانَ صَاحِبُ الْمُصَنَّفَاتِ الْمَشْهُورَةِ عِنْدَ الْكِيمَاوِيَّةِ فَمَجْهُولٌ لَا يُعْرَفُ وَلَيْسَ لَهُ ذِكْرٌ بَيْنَ أَهْلِ الْعِلْمِ وَلَا بَيْنَ أَهْلِ الدِّينِ
تفسير الألوسي - (ج 15 / ص 197)
وقد نص جابر بن حيان وهو إمام في هذه الصنعة وإنكار أنه كان موجوداً حمق في كتابه سر الأسرار على ما قلنا حيث قال ... إلخ
مقدمة ابن خلدون - (ج 1 / ص 303)
ثم ظهر بالمشرق جابر بن حيان كبير السحرة في هذه الملة
الوافي بالوفيات - الصفَدي - (ج 3 / ص 497)
تلميذ جعفر الصادق جابر بن حيان، أبو موسى الطرسوسي قال القاضي شمس الدين أحمد بن خلكان: ألف كتاباً يشتمل على ألف ورقة يتضمن رسائل جعفر الصادق وهي خمسمائة رسالة في الكيمياء.
قلت وأنا أنزة الإمام جعفراً الصادق رضي الله عنه عن الكلام في الكيمياء، وإنما هذا الشيطان أراد الإغواء بكونه عزا ذلك إلى أن يقوله مثل جعفر الصادق لتتلقاه النفوس بالقبول ورأيته إذا ذكر الحجر يقول بعدما يرمزه: وقد أوضحته في الكتاب الفلاني فيتعب الطالب حتى يظفر بذلك المصنف المشؤوم فيجده قد قال: وقد بينته في الكتاب الفلاني.
فلا يزال يحيل على شيء بعد شيء.
ووجدت بعض الفضلاء قد كتب على بعض تصانيفه، إما الفردوسي أو غيره،: - من مجزوء الكامل -
هذا الذي بمقاله ... غر الأوائل والأواخر
ما أنت إلا كاسر ... كذب الذي سماك جابر
وتصانيفه في هذا الفن كثيرة وليس تحتها طائل واستطرد الكلام معي في أول شرح لامية العجم إلى الكلام على الكيمياء وحقيقتها وليس هذا موضعه.
¥