ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[19 - 04 - 07, 01:06 م]ـ
قول أبي بكر الرازي الطبيب عن جابر: (أستاذنا) معناه (أستاذ الصناعة وإمامها)؛ لأنه لم يدركه يقينا فبينهما أكثر من مائة سنة.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[19 - 04 - 07, 01:59 م]ـ
هناك أسباب كثيرة في خفاء كثير من ملامح حياة جابر بن حيان بن عبد الله الأزدي أبي عبدالله، و الذي ولد على أشهر الروايات في سنة 101هـ (721م) وقيل أيضاً 117هـ (737م).
السبب الأول:
النظرة المتشككة من هذا العلم لدى علماء المسلمين حيث ارتبط هذا العلم في بداياته بكثير من السحر و الشعودة و الخيمياء و غير ذلك ما كان أحيانا قد يصرف الممارس له من الاتصال الكبير بالعلم الخارجي.
بل وأقرب مثال وأغربه ما كان من أمر برائد الكيميايين خالد بن يزيد بن معاوية الذي انصرف عن ابهة الملك الى الانزواء بعيدا عن الاضواء بعد أن هجر الإمارة , و من بعدها الخلافة، و ارتحل في طلب العلم لاسيما الكيمياء وكتب إلى أبيه قائلا:
أيا راكبا نحو الشآم عشية **************يؤم دمشقا قف وحمل كتابيا
وبلغ يزيدا حين يتلو رسالتي***********وقل خالد قد نال ماكان راجيا
ألا قد ملكت الشمس والبدر عنوة ************وحزتهما من بعد طول عنائيا
إلى أن يقول:
إذا كنت في كل الأمور مدانيا ***************أخانا فقد نلت الذي كنت راجيا
وإلا فلا ترتع بها فهي جنة ***************قد امتلأت للرائدين أفاعيا
إلى أن يقول في تأصيل المنهج التجريبي
أعد نظرا فالظن كالعين لايرى ***************على البعد أجرام الجسوم كما هيا
أبالظن والتخمين يدرك سرنا *****************وقد بلغت فيه النفوس التراقيا
وهل فحوى هذين البيتين إلاَّ دعوةً صريحة لانتهاج التجربة، وأنَّها هي المحكُّ الأوَّل والأخير لدى التعامُل مع مختلف الظواهر الطبيعيَّة التي أوجدها مَن أحسنَ كُلَّ شيءٍ خَلَقَهُ ثمَّ هَدى سُبحانَهُ وتعَالى
السبب الثاني:
هو الفترة الزمنية التي ولد فيها، حيث كانت فترة انتقالية قلقة بين الخلافة الأموية و الخلافة العباسية و لاضطلاع ابيه حيان بنشر الدعوة العباسية في خراسان فلذلك عاش حياة مضطربة أخفت كثيرا من ملامح ترجمته.
و لذلك أيضاً فقد اختلفت الروايات على تحديد أصل جابر، وكذلك مكان مولده فمن المؤرخين من يقول بأنه من مواليد الكوفة على الفرات، ومنهم من يقول أن أصله من مدينة حران من أعمال بلاد ما بين النهرين ويوجد حتى من يقول أن أصله يوناني أو أسباني.
ولعل هذا الانتساب ناتج عن تشابه في الأسماء فجابر المنسوب إلى الأندلس هو عالم فلكي عربي ولد في إشبيلية وعاش في القرن الثاني عشر الميلادي.
بينما معظم المصادر تشير إلى أنه ولد في مدينة طوس من أعمال خراسان.
و الأصح كون والده حيان بن عبد الله الأزدي قد هاجر من اليمن إلى الكوفة في أواخر عصر بني أمية، وعمل في الكوفة صيدلياً وبقي يمارس هذه المهنة مدة طويلة، وعندما ظهرت دعوة العباسيين ساندهم حيان، فأرسلوه إلى خراسان لنشر دعوتهم، وهناك ولد النابغة جابر بن حيان المؤسس الحقيقي لعلم الكيمياء،ولعل مهنة والده كانت سبباً في بدايات جابر في الكيمياء وذلك لارتباط العلمين.
وعندها استشعر الأمويون خطر نشاط حيان بن عبد الله الأزدي في بلاد فارس ألقوا القبض عليه وقتلوه. ولهذا اضطرت عائلة حيان الأزدي أن تعود إلى قبيلة الأزد في اليمن. وهناك ترعرع جابر بن حيان الأزدي. وعندما سيطر العباسيين على الموقف سنة (132هـ) في الكوفة واستتب الأمن، رجعت عائلة جابر بن حيان إلى الكوفة. وتعلم هناك ثم اتصل بالعباسيين وقد أكرموه اعترافاً بفضل أبيه عليهم وكان أيضاً صاحب البرامكة. وتوفي جابر وقد جاوز التسعين من عمره في الكوفة بعد فر إليها من العباسيين بعد نكبة البرامكة وذلك سنة 197هـ (813م) [4] وقيل أيضا ً 195 هـ (810م) [5].
وقد وصف بأنه كان طويل القامة، كثيف اللحية مشتهراً بالإيمان والورع وقد أطلق عليه العديد من الألقاب ومن هذه الألقاب " الأستاذ الكبير " و " شيخ الكيميائيين المسلمين " و " أبو الكيمياء " و " جابر الصوفي " و "جابر الشيعي".
¥