تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تعقيب على الشيخ سلمان العودة في مقاله "بين الولاء الإسلامي والفطري "]

ـ[هيثم بن جواد الحداد]ــــــــ[18 - 04 - 07, 08:32 م]ـ

[تعقيب على الشيخ سلمان العودة في مقاله "بين الولاء الإسلامي والفطري "]

بقلم: هيثم بن جواد الحداد

[email protected]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،

فقد كتب الشيخ سلمان العودة حفظه الله مقالا بعنوان "بين الولاء الإسلامي، والفطري" وقام موقع الإسلام اليوم بترجمته مباشرة إلى اللغة الإنجليزية، على خلاف عادته في كثير من المقالات التي تنشر في الموقع بقسمه العربي، وقد بنى الشيخ مقاله ذلك على أمرين اثنين، الأول أن الولاء الفطري لا ينافي الولاء الإسلامي، وأن مناط بغض الكافر أو البراءة منه عداوته وحربه، وقد كان هذان الأمران مدار ورقة عمل كتبتها قبل مدة، الأمر الذي جعلني أسجل هذه التعقبات الجذرية على ما قاله الشيخ حفظه الله، وحدث في هذه المقالة شيء من الطول، جرى به القلم أملا في تحرير هذه القضية التي كثر الحديث عنها، وظهرت حولها شبهات جديدة، سيما بعد أحداث سبتمبر، وربما تردد في أجواء بعض أهل السنة عبارات مفادها بأن أهل العلم وطلبته ممن تحدث في موضوع الولاء والبراء في القديم والحديث لم يحرروا هذه القضية تحريرًا دقيقًا، أو أنهم أخذوا بظاهر القول فيها دون تأمل من جهة، ودون مراعاة لأحوال جدّت من جهة أخرى، كانعدام الدولة الإسلامية قوية المنعة، التي يمكن أن تحمي بيضة الإسلام، وتؤوي المستضعفين من المسلمين، وأن طروء حالة الضعف العامة، توجب النظر بفقه جديد يكون أقرب إلى روح الإسلام، ومتفقة مع مقاصده العظام، سيما مع وجود عدد كبير من المسلمين بين ظهراني دول "غير إسلامية" كثير منها آوى أعدادا كبيرة من المسلمين، ومن دعاتهم، فأضحت لهم ملجأ، فمأوى، ثم وطنًا، بعدما تنكرت الديار له ... كل هذا، أوجب مراعاة تلك المتغيرات وتحرير مناط الأحكام التي بنى عليها السابقون أقوالهم، من أجل الإتيان بقول يناسب تلك المتغيرات، ولا يصادم الشريعة بحال ...

وبعد، فلا بد من التأكيد قبل البدء، أنها ليست ملاحظات يمكن أن تؤويها مظلة الاجتهاد، الذي يجمع الناس، ولا يثرب على مخالف استظل به، فذهب إلى رأي لا يعدو أن يكون رأيًا شرعيا معتبرًا، ولكنها تعقبات فيما ليس للاجتهاد فيه مدخل كما سيأتي بإذن الله تعالى.

هذا، ومدار هذه التعقبات على مؤاخذات ثلاث:

أولا: استعمال مصطلح جديد، في شأن قديم، فكان موهمًا في باب شأنه غاية الدقة والوضوح.

ثانيا: مساواة الشيخ بين الحب الفطري، والولاء، ولو مع تقييده، فإن هذا التقييد لا ينفي هذه المساواة، لا سيما مع ما يأتي في ثالثاً:.

ثالثا: جعل مناط بغض الكافر، الاعتداء، أو العناد، أو الظلم، هكذا بعبارات غير دقيقة، وتبعًا لذلك مال الشيخ إلى جعل ذلك مناط البراء من الكفار أيضا.

"الولاء الفطري" مصطلح جديد، أم معنى جديد؟

لقد أقام الشيخ سلمان حفظه الله مقالته تلك على مصطلح عبر عنه بالولاء الفطري، وهذا مصطلح جديد، لم يعهد من قبل، ومعرفة أقوالهم في هذه المسألة، لا سيما مع وسائل التقنية الحاسوبية الحديثة أمرًا ليس بالمستحيل، هذا المصطلح أدخله الشيخ في قضية عقدية خطيرة، على الرغم من أن المتقرر والمعلوم أن أهل السنة والجماعة لا سيما في أبواب العقائد حذرون كل الحذر من استعمال عبارات لم يرد الشرع بها، ذلك حتى لا توقعهم في محذور شرعي، ونهجُهم السديد رحمهم الله أنهم يستفصلون عن المعنى، ويرجعون اللفظ الحادث إلى أحد الألفاظ الشرعية، وهذا وإن كان أولى ما يصدق عليه باب الأسماء والصفات، إلا أن قصرها على هذا الباب لا برهان به، بل إن كلام العلماء في هذا الباب، أعني الالتزام بالألفاظ الشرعية في أبواب الشرع، يتجاوز أبواب الأسماء والصفات ليشمل أبواب الفقه، لا سيما تلك الألفاظ التي جاءت منصوصًا عليها في كلام الشارع، كمصطلح الكفر، والإيمان، والطهارة، والوضوء، والنكاح، والطلاق، والإيلاء، ومنه كذلك مصطلح الولاء.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير