تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بهذا الفهم تتسق الأدلة، وتسير على نسق لا تعارض وفيه، ويحمى فيه سياج الأمة من المخاطر التي تقفز إليها من تلك العاطفة المحمومة، الحب، ويبقى ذلك الأمر في دائرة ضيقة، لتسمح بالمشاعر، والمعاملة لتسير بشكل طبيعي، لا غلو فيه، ولا تعقيد، وهو ما يرنوا إليه الشيخ سلمان.

البعد الاستراتيجي للولاء والبراء، فأمر هذا شأنه يحتاط فيه ما لا يحتاط في غيره.

وهنا، لا بد أن أسجل كلمة تعد اختصارًا لموضوع كنت قد شرعت الكتابة فيه، بعنوان "الولاء والبراء، عقيدة استراتيجية لحفظ كيان الأمة"، إذ أن عقيدة الولاء والبراء هي أكثر ما ركز القرآن عليه بعد ذكر أنواع التوحيد الثلاثة، وما ذلك إلا لأهميته على المستوى العقدي الاستراتجي لحفظ كيان الأمة، ولينظر المتأمل في أحوال بعض الفرق الضالة التي طعنت في خاصرة الإسلام، فاغتالت الخلافة مرة، وتواطأت مع المحتل مرات، ولنتأمل في أحوال بعض الجماعات الإسلامية التي أضحت تشكل عبئًا على الحركة الإسلامية، نجد أن أكبر خلل عند تلك وأولئك كامن في عقيدة الولاء والبراء، فيوالى العدو تحت حجج سمجة، تصل إلى حد التحالف معه ضد المخالفين، وتحشد الأدلة الشرعية لتسويغ ذلك الخطأ الاستراتيجي، ويحصر الخلاف حول بعض الآراء العلمية الموروثة عن علمائنا السابقين، فازداد وهن الأمة وهنا على وهن، الله أعلم بمدة حمله، وفصاله.

لقد أدركت الفرق الإسلامية كلها، من خوارج، ومعتزلة، وحتى المغرقين في التصوف حساسية هذه القضية العقدية السياسية الاستراتيجية، ولم يسجل لنا التاريخ أي فرقة سوى فرقة الرافضة، تمالأت مع الكافر، ضد المسلم مهما اختلفت معها، وما وهنت الأمة لتسقط مدرجة بدمائها إلا لما تمالأ بعض الأمراء مع النصارى ضد منافسيهم من المسلمين، فعاقب الله الجميع بذل مخز لا نزال نتجرع غصصه حتى نرجع عن هذا الانحراف العقدي الاستراتيجي السياسي.

هذا أيها الإخوة هو الداعي، لأن يسجل الإنسان ملاحظاته حول كلام الشيخ سلمان حفظه الله، أني أعيش في الغرب في هذه السنون، وأدرك خطورة ما قال الشيخ، ولست أدري هل يدرك الشيخ خطورة ما يقول أم لا، ولست أدري – مرة أخرى - ما هو سبب جرأة موقع الإسلام اليوم المفرطة في المبادرة لترجمة هذا المقال إلى اللغة الإنجليزية مع أن كثيرًا مما يكتبه الشيخ أو يكتب حتى في موقع الإسلام اليوم لا يترجم.

ولست أدري لم يحب الشيخ القفز إلى ما وراء التاريخ – وليست هذه بالأولى -، ليعيد نبش ماض استقر الأمر عليه، بحجة أن كثيرًا من المسلمين يتشددون في الأمر، فيتجه إلى التقريب بين عوائد الناس وبين الشريعة بلغة أدبية عامة، فيُخدشُ الحمى، وكم من خدش أهلك.

إن حساسية هذا الأمر وخطورته، يجعلنا نتوخى جانب الحذر في كل ما نكتب، ولذا اقتصرت في نقاش هذا الموضوع على تلك الجزئية التي ذكرها الشيخ سلمان، مع إقراري بأن ثمت أمور أخر يجب تحريرها فيما يتعلق ببغض الكافر، ودرجاته، ودرجات الكافر، وحكم من يعيش بين أظهرهم، وحال المسلمين عند غياب الخلافة الإسلامية، وحالهم كذلك في حالة الصلح والمعاهدات الدولية وما إلى ذلك.

والله المستعان، وهو المجؤور إليه بالدعاء، أن ينزل غيث القلوب، والعقول، وأن يهب الهداية، وأن يجنب الغواية.

حرره في لندن مساء الأربعاء، الثاني والعشرين من ربيع الأول 1428 للهجرة النبوية.

هيثم بن جواد الحداد

ـ[أنس زيدان]ــــــــ[09 - 09 - 07, 08:07 ص]ـ

أخي هيثم .. جزيت خيرا على المقال .. ولي رجعة مع المقال عندما أطبعه وأقرأه جيدا ..

قد اقتطفت من مقالك بعض العبارات .. لكي اسالك وإن كنت لا أرغب في تغيير فكرة الموضوع .. ألا تلاحظ بأن الشيخ سلمان قد تغيرت بعض أفكاره .. فصار يغلب على كلامه الطابع الفكري، والغرق في عموميات هلامية غير واضحة .. فمثلا قرأت له مقالاً عن التعددية لم أفهم إذا كان مؤيدا لها أم ضدها؟

وقد اخترت بعض ما ورد في تعقيبك كي أؤكد ما ألاحظه عليه، ولم أجد من يشاركني هذا الرأي .. فهل تتفق معي؟

جزيت خيرا على هذا المقال .. ووفقك الله لما يحبه ويرضاه

ـ[محمد الفاتح]ــــــــ[09 - 09 - 07, 10:40 ص]ـ

جزيت خيراً يا الحداد وإن شاء الله لنا عودة بعد القراءة

بارك الله فيكم

التي كان احبارنا

الحبر: هو عالم التوراة ولا أحبار في الإسلام وإنما علماء شريعة مخطئ ومصيب

ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[09 - 09 - 07, 11:52 ص]ـ

أخي (الموسى)

لقد أعطيت الشيخ الداعية المفضال سلمان العودة فوق ما يستحقه من التبجيل والهالة "الإعلامية".

له مواقفه وفضائله وحسناته ومقامه العالي وقدره المحفوظ .. لكن لا يعني أن لا تناقَش كتاباته، لا سيما أن كثيراً منها أصبح على هذه الوتيرة من التسهيل والهلامية والكلام في المصيريات (إن صح التعبير) دون تدقيق.

وأرجو من الإخوة إيصال هذه الرسالة التي كتبها الأخ وغيرها من الملحوظات للشيخ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير