الجواب واضح: وهو صعوبة هذا الحرف فتخفف الناس من صعوبتها حتى أصبحت لا وجود لها وأقوال العلماء في صعوبتها كثيرة .. قال غانم قدوري: الضاد صوت صعب الأداء ومن ثم أخذت ألسنة الناس تنحرف في نطقه إلي أصوات أخري ويبدوا أن ذلك ظهر في القرون المتقدمة حتي وجدنا عبد الوهاب القرطبي يصرح في القرن الخامس أن أكثر القراء ينطقونها ظاء ثم يأتي ابن وثيق بعد قرن من ذلك ليقول:" قل من يحكمها في الناس " ثم يقول ابن الجزري في أواخر القرن الثامن:" ألسنة الناس فيه مختلفة وقل من يحسنه." الدراسات الصوتية عند علماء التجويد صـ 231.
وللأسف جاء في زماننا من يقول بعدم صعوبة هذا الحرف .. فالعجب أن نجد من يقول بسهولة الضاد الظائية .. كما يقول ذلك الشيخ فرغلي العرباوي في بحث الضاد وكان يقول بالضاد الظائية والشيخ فرغلي نقل فتوى علماء الأزهر في الضاد ولم يصرح إلي الآن هل رجع هو عن ضاده أم لا؟؟ وما زال بحث الضاد الظائية موجودا في موقعه لمن أراد التحميل!!
قال في صدر هذا العنوان:" هل الضاد أصعب المخارج كما اشتهر أم لا " ثم قال:" قال أحمد بن عيسى السيلي الحنبلي في (السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة (1/ 203)
((والضادُ مخرجه عسير جدا ... من أول إحدى الحافتين يبدا ((
((مع ما يلي الأضراس مستطيلُ ... رخو ومن يقرأ كذا قليل)) ُ
((قارئه بالصفة المقررة ... سبحان من يسره وعسره))
ثم قال:" .. بل تطورت الضاد الفصيحة وصارت مفخم الدال في تلفظهم اليومي لأصوات الكلام ... فالله المستعان كيف نقرأ القرآن ونبدل الضاد العربية الفصيحة بمفخم الدال ولكن هذا هو واقع بعض الدول العربية الآن في نطقها للضاد ومنهم من يبدلها ظاءا خالصة فما بالكم بالعجم وغير العربي كيف له أن يحسن النطق بالضاد الفصيحة فهؤلاء ومن على شاكلتهم الضاد أصعب المخارج عليهم أما من تدرب عليها برياضة الفك واللسان معا فهي سهلة ويسرة كباقي الحروف قال ابن الجزري رحمه الله في المقدمة الجزرية:
((وليس بينه وبين تركه ****** إلا رياضة امرئ بفكه))
ثم قال:" ولا داعي من إثارة الرعب والخوف في قلوب من أراد تعلم القرآن من تخويفه بالضاد وصعوبتها وغير ذلك من الألفاظ ونجد في بعض الكتب التي صنفت في التجويد من قولهم أن خروجها من الأيمن أيسر ومن الأيسر أعسر ومنهما عسير فكلٌ يعبر عن سهولة ما تيسر له وعن عسر ما صعب عليه من نطقها وكل هذا الرعب الذي يسيره بعض طلاب العلم وبعض الشيوخ من تخويف الناس من صعوبة مخرج الضاد لا أحبه وكم من شخص قرأ علي وكانت الضاد صعبة عليه وعلمته كيف يتدرب عليها فأحسن نطقها ولله الحمد والمنة. " ا. هـ
فهذا الكلام عجيب وغريب ولم ينفرد به غير الشيخ فرغلي وهذا دأب من يكتب في موضوع دون الرجوع للعلماء حيث لا يدري أنه خالف " أمة لا إله إلا الله " والرد عليه لا يحتاج لعناء قال ابن الجزري في التمهيد:" واعلم أن هذا الحرف خاصة إذا لم يقدر الشخص علي إخراجه من مخرجه بطبعه لا يقدر عليه بكلفة ولا بتعليم " ا. هـ صـ 82
هذا مع ما نقله عن العلماء القائلين بصعوبة الضاد حيث قال فرغلي:" اشتهر وانتشر من خلال استقرائي لكتب المتقدمين والمعاصرين الإجماع على قولهم: إن الضاد أصعب الحروف على الإطلاق وهذا لا يعني إسقاط التكليف في إخراجها من مخرجها كما يتوهم البعض" ا. هـ.!!!
أقول: هذا ابن الجزري يقول:" لا يقدر عليه بكلفة ولا بتعليم" وهذا فرغلي يقول:" وكم من شخص قرأ عليّ وكانت الضاد صعبة عليه وعلمته كيف يتدرب عليها فأحسن نطقها". ففرغلي استطاع أن يفعل ما لم يستطع ابن الجزري فعله ـ ما شاء الله ـ هل نحن في زمن المعجزات؟؟؟
ولكني أري أن السبب في ذلك أن فرغلي لا ينطق الضاد الذي يقول به ابن الجزري أصلا لأن هذه الضاد ليست لها وجود من الأصل كما ينطقها القدامي.
ثم نسأل هؤلاء الظائيين: بماذا تحتجون في قولكم بالضاد الظائية؟؟ أجابوا بنصوص القدامي، وإن قلت لهم وماذا تفعلون بما عليه الناس الآن؟؟ قالوا نحن نقدم النصوص علي ما عليه الناس؟؟ قلنا لهم: فماذا تفعلون في نص هو أوضح من نص الضاد؟ قالوا وما هو؟ أجبنا نصوص الطاء فنصوص القدامي مجمعة علي أن الضاد الحالية هي صوت الطاء القديمة!!! فإن قالوا كيف ذلك؟ قلنا لهم هذه هي الأدلة:
¥