1 - عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «سيكون في آخر أمتي ناس يحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم» رواه مسلم في مقدمة صحيحه (12).
قال البغوي رحمه التعالى بعده: (قد أخبر النبي لهم عن افتراق هذه الأمة، وظهور الأهواء والبدع فيهم، وحكم بالنجاة لمن اتبع سنته، وسنة أصحابه رضي الله عنهم، فعلى المرء المسلم إذا رأى رجلاً يتعاطى شيئاً من الأهواء والبدع معتقداً، أو يتهاون بشيء من السنن أن يهجره، ويتبرأ منه، ويتركه حياً وميتا، فلا يسلم عليه إذا لقيه، ولا يجيبه إذا ابتدأ إلى أن يترك بدعته، ويراجع الحق) (13).
والنهي عن الهجران فوق ثلاث فيما يقع بين الرجلين من التقصير في حقوق الصحبة والعشرة دون ما كان كذلك في حق الدين، فإن هجرة أهل الأهواء والبدع دائمة إلى أن يتوبوا) اهـ.
2 - عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم قال: «لكل أمة مجوس، ومجوس أمتي الذين يقولون لا قدر، إن مرضوا فلا تعودوهم، وإن ماتوا فلا تشهدوهم».
رواه أحمد، والطبراني والحاكم (14).
والأحاديث بمعناه كثيرة عن حذيفة، وأبي الدرداء، وعبد الله بن عمرو، وعمر، وابن عباس، وغيرهم رواها جميعاً الإمام أحمد في مسنده، وشاركه في رواية بعضها: أبو داود، والترمذي، والحاكم، والطبراني، وغيرهم. والله أعلم ..
3 - عن عائشة رضي الله عنها قالت: تلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذه الآية ((هُوَ الَذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتَابِ وأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ وابْتِغَاءَ تَأَوِيلِهِ ومَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلاَّ اللَّهُ والرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ومَا يَذَّكَّرُ إلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ)) قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
"فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه، فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم"متفق عليه (15).
وابتغاء المتشابه من مآخذ أهل البدع في الاستدلال، وقد حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- منهم بقوله: «فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم».
4 - حديث الصحيفة المشهور عن علي رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وفيه: «المدينة حرم مابين عير إلى ثور، فمن أحدث فيها حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ... » الحديث. متفق عليه (16).
5 - حديث: «سيكون بعدي أمراء فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه، وليس بوارد علي الحوض» (17) رواه الترمذي.
6 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما من نبي بعثه الله تعالى في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب، يأخذون بسنته،ويقتدون بأمره، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف: يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون مالا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل» رواه مسلم (18).
7 - الأحاديث المتكاثرة في: هجر النبي لأهل المعاصي حتى يتوبوا، ثبت ذلك في وقائع متعددة، رواها عن النبي -صلى الله عليه وسلم- جماعة من الصحابة رضي الله عنهم، منهم: كعب بن مالك، وابن عمرو روى حديثين، وعائشة وأنس، وعمار، وعلي، وأبو سعيد الخدري، وغيرهم رضي الله عنهم (19).
فهجر النبي -صلى الله عليه وسلم- كعب بن مالك وصاحبيه رضي الله عنهم لما تخلفوا عن غزاة تبوك، واستمر هجرهم خمسين ليلة، حتى آذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بتوبة الله عليهم (رواه الشيخان وغيرهما).
وهجر -صلى الله عليه وسلم- زينب بنت جحش رضي الله عنها قريباً من شهرين لما قالت أنا أعطبى تلك اليهودية - تعنى صفية رضي الله عنها. رواه أبو داود من حديث عائشة رضي الله عنها.
وهجر -صلى الله عليه وسلم- صاحب القبة المشرفة بالإعراض عنه حتى هدمها. رواه أبو داود من حديث أنس رضي الله عنه.
¥