: نص سيبويه:" ولولا الإطباق لصارت الطاء دالا " ننظر ماذا يقول علماء التجويد.
قال مكي:" كذلك لولا الإطباق والاستعلاء اللذان في الطاء لكانت دالا .. " الرعاية صـ99
قال عبد الوهاب القرطبي:" ولولا الإطباق الذي في الطاء لصارت دالا ولولا الجهر الذي في الدال لصارت تاء فأحسن تخليصها منهما " الموضح 76
قال المرعشي:" .. ويفترق الطاء عن الدال بالإطباق والاستعلاء والتفخيم، فلولا هذه الثلاثة لكانت دالا، ولولا أضدادها في الدال لكانت طاء .. " جهد المقل صـ 57
وقال أيضا:" واحذر عن إعطاء الطاء همسا كما يفعله بعض الناس، حتى إذا أزلت إطباقه وتفخيمه علي ما لفظوا به يصير تاء، وحق الطاء أن يكون بحيث إذا أزلت إطباقه وتفخيمه يصير دالا " الدراسات الصوتية صـ 213
قال المقدسي في بغية المرتاد:" أما الضاد الذي يشبه الدال المفخمة والطاء المهملة الذي ينطق به أكثر المصريين ولنسمه بالضاد الطائية " من كتاب الدراسات الصوتية لغانم قدوري صـ209
قال ابن الجزري في التمهيد:" ومنهم من لا يوصلها إلي مخرجها بل يخرجها دونه ممزوجة بالطاء المهملة لا يقدرون علي غير ذلك وهم أكثر المصريين وبعض أهل المغرب .. " صـ 82
قال الصفا قسي في كتابه " تنبيه الغافلين .. : " قال في التمهيد: ومن الناس من لا يوصلها إلي مخرجها بل يخرجها ممزوجة بالطاء وهم أكثر أهل مصر وبعض أهل المغرب " انتهي وفي قوله لا يقدر صوابه لا يعرف إذ المعلوم أنهم غير عاجزين عن ذلك بل لو علموا لتعلموا .. وقوله بعض أهل المغرب يريد الأقصى وأما الأدنى فإنهم يبدلونها ظاء معجمة كما تقدم وليس هذا مختصا بأهل مصر والغرب بل يفعله كثير ممن يدعي العلم ومعرفة علم التجويد .. " أ. هـ صـ87
أقول: انظر إلي هذه الفقرة" بل يفعله كثير ممن يدعي العلم ومعرفة علم التجويد .. " إذا كان هذا هو الحال ممن يدعي العلم ومعرفة علم التجويد كما قال الصفا قسي فما ظنك بأهل هذا الزمان؟؟ .. إنا لله وإنا إليه راجعون ..
هذه نصوص صريحة واضحة وضوح الشمس في علاه بأن الطاء القديمة هي الضاد الحالية، بل وذكر سيبويه الطاء التي كالتاء في الحروف الغير مستحسنة في القرآن وذكر أنها لغة بعض الأعاجم .. هذا مع قول المرعشي السابق.
إذن الجميع مجمعون علي ان الضاد الحالية هي صوت الطاء القديمة ولا يماري في ذلك إلا جاهل أو متعسف، وبعد أقوال النحاة وإمامهم والقراء القدامي ننظر ماذا قال علماء الأصوات الحاليين في ذكرهم وجود الطاء القديمة ـ الضاد الحالية ـ في العالم العربي:
قال د/ عبد الصبور شاهين قائلا:" .. وربما زاد في ثبات الصورة الجديدة تطور آخر حدث للطاء حين فقدت جهرها،فصارت مفخمة مهموسة، لتصبح نظير التاء المرققة المهموسة، وبذلك حدث تبادل في المواقع ـ يقصد بين الطاء والضاد ـ وتعدل في نظام الهجائية العربية "صـ 117
وذكر ا. د غانم قدوري في الدراسات الصوتية " .. أن بعض المحدثين ذكر أن الطاء العربية القديمة (الدال المطبقة) لا تزال تسمع في بعض البلدان مثل جنوبي الجزيرة العربية، حيث يقولون (مضر) يريدون (مطر) ... ينطقون بالطاء ضادا مثل التي تنطق في مصر اليوم "صـ 209
قال أ. د / محمد حسن حسن جبل في الطاء:" .. وأن نطق أهل صعيد مصر للطاء يكاد يطابق ضادنا المصرية. فهو النطق الفصيح لأنه يتحقق فيه مقررات الأئمة عن الطاء. ولا عجب في هذا فأهل صعيد مصر جمهورهم قبائل عربية نزحت من الجزيرة العربية ثم هم معروف عنهم قوة الحفاظ علي الموروث أما الطاء التي ينطقها أهل شمال مصر وتشيع الآن فهي مهموسة فليست هي الفصحي قطعا. ولعل طاءنا هذه هي المقصودة بالكلام عمن ينطقون الطاء تاء.
ثم ذكر في هامش الكتاب سيبويه وابن جني وابن سنان وابن يعيش،قال: والفيروزبادي وسماها طاء العجز " ا. هـ المختصر في أصوات اللغة العربية صـ 139
أقول: حتى من جهة الحس ـ أي التجربة ـ تجد صحة قولهم، قد قرر علماء التجويد أن الطاء أقوي الحروف فلو قلت (طال) (ضال) لوجدت الضاد أقوي في السمع من الطاء فدل ذلك علي صدق قول القدامى.
¥