تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

المقصود اجتهادات جديدة تناسب تعقد الحياة في عصرنا هذا، وتغير بعض الظروف والأحوال فهذا شيء مطلوب، وهذا هو ما يحصل في أغلب دولنا الإسلامية، وهو يحدث في اجتهادات العلماء والجماعات الإسلامية.

5 - عجزت العقول العلمانية العربية والأجنبية عن إيجاد تفسير لعودة الناس للتمسك بالإسلام، وبالتالي تفسير قوة الاتجاه الإسلامي من إندونيسيا حتى المغرب، في حين أن العلمانية كانت وستبقى ضعيفة مع دعمها من أمريكا وأوربا، قالوا: الإسلام ينتشر في بيئات الفقر والجهل، ونقول أن انتشاره واضح في الدول الخليجية وماليزيا وحتى أوروبا وأمريكا وغير ذلك من الدول. فالشعب الكويتي هو أكثر الشعوب الإسلامية غنى وترفا، ومع هذا فاتحاد الطلبة يسيطر عليه الاتجاه الإسلامي منذ أكثر من عشرين عاماً بانتخابات حرة ونزيهة. وسيطر الإسلاميون على نقابات المحامين والأطباء وغيرهم في مصر وغيرها. ولن يستطيع العلمانيون قراءة الواقع بصورة صحيحة، وذلك لأن الله سبحانه وتعالى أعمى بصائرهم قال تعالى: (فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور). (46) سورة الحج.

6 - يظن العلمانيون إنك إن لم تقتنع بالعلمانية فأنت ضد الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والتفكير الإبداعي والحوار والسلام.وهذا من أغرب وأجهل التهم فإذا لم نعتبر الشذوذ الجنسي من الحرية، فإن هذا لا يعني أننا ضد الحرية بل مع الحرية النظيفة. ونحن إذا عارضنا بعض ما يسمى حقوق الإنسان بالمفاهيم العلمانية، فلسنا ضد حقوق الإنسان ولو نظرنا للأمر من زاوية أخرى لوجدنا العلمانية الرأسمالية تحتكر معاني الحرية والمساواة وحقوق الإنسان، ...... الخ وتريد أن تجبر كل أصحاب العقائد الدينية والعلمانية الأخرى على تطبيقها بالصورة العلمانية، وهذا في حد ذاته ضد حرية الإنسان والدول. هذا ما تفعله أمريكا وأوربا لأنها دول غنية،وقوية، فلا صوت يعلو فوق صوتها حتى ولو كان صوت الأنبياء والعقل والحرية الحقيقية.

7 - لا نستغرب أن يتهم الإسلام بتهم كثيرة كاذبة فأحياناً هو مثالي لا يصلح للتطبيق (مع أنه مطبق في حياة كل مسلم ملتزم وكل دولة ملتزمة) وأحياناً توجد به اختلافات (والاختلافات الاجتهادية دليل مرونة وتنوع وحرية رأي) ... الخ وإذا فخر المسلمون بإنجازات عظيمة بتاريخهم اتهموا بأنهم يريدون أن يعيشوا في الماضي، ويتركوا الحاضر والمستقبل مع أن هذا أمر تفعله كل شعوب الأرض، ولو سكت المسلمون، ولم يتكلموا عن تاريخهم لأتهمهم العلمانيون بأنهم ليست لهم إنجازات طيبة ... المهم أن اتهامات العلمانيين لم ولن تنتهي وهي نابعة من الجهل أو الحقد أو الغباء!!. 5

لماذا نرفض العلمانية؟

لا شك أن العلمانية لا تستدعي في حقيقة الأمر كبير جهد لبيان تناقضها مع دين الله "الإسلام" فهي من ذلك النوع من الاتجاهات والأفكار التي قال عنها علماؤنا قديماً: إن تصوره وحده كافٍ في الرد عليه ..

فالتوحيد .. الذي هو جوهر الإسلام .. يتضمن إفراد الله بحق الحكم والتشريع بينما العلمانية .. تقر بحق التشريع والحكم لغير الله .. الشعب أو البرلمان أو الحزب أو الحاكم ..

و"لا إله إلا الله" .. التي هي شعار الإسلام .. تعني الكفر بالطاغوت والإيمان بالله، وتقتضي تحكيم شريعة الله، والحكم بها، والتحاكم إليها. بينما العلمانية .. نظام طاغوتي يقوم على الحكم بغير ما أنزل الله، ويحمل على التحاكم إلى غير شريعة الله.

والإسلام .. الذي هو دين الرسل جميعاً .. حقيقته هي الاستسلام المطلق لله، ورفض الاستسلام لسواه ..

بينما العلمانية .. حقيقتها الاستسلام لغير الله ـ معه أو من دونه ـ سواء كان هذا الغير هو الدستور أو السلطة التشريعية أو الحزب أو غيرها ... والشرك .. ذنب البشرية الأعظم، ونقيض الإسلام الأكبر .. أصله هو تحكيم غير الله والتلقي عن غير الله، فهو تمرد على شرع الله تعالى وعدم تحكيمه في شؤون الحياة بعضها أو كلها.

والعلمانية .. ترفض شريعة الله، وتمنع من قبول حكم الله رجوعاً إلى شريعة أخرى .. هي ما تشرعه الأمة أو الشعب أو الحاكم أو غيرهم من البشر ..

وإذن فالإسلام والعلمانية طريقان متباينان، ومنهجان متغايران .. طريقان لا يلتقيان ولا تقام بينهما قنطرة اتصال .. واختيار أحدهما هو رفض للآخر .. ومن اختار طريق الإسلام .. فلا بد له من رفض العلمانية ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير