ثم ذكر الشيخ عبد الرزاق أن الشيخ السباعي هو الوحيد كان ينطق بالضاد الظائية ثم حكي إنه ضرب وأهين وقالوا له (أفسدت علينا صلاتنا يا شيخ) ثم علق بأنها لم تلق قبول الناس وهو دليل بطلانها " صـ 139/ 140
وقال ا. د غانم قدوري:" ولا يخفى عليكم أن قراء مصر والشام هم أعلى الناس إسناداً في القراءة، وليس من السهولة تخطئتهم بناءً على دعاوى غير مسندة ولا مُتَيَقَّنَة، وإذا كنا نشكك في ضبط أكثر أصحاب الإجازات في القراءة فعلى من سنعتمد في ضبط القراءة؟! وقولك عنهم:إنهم "يقلدون كما علِّموا"، هو المنهج الصحيح في تلقي القراءات، وقد جاء في الأثر:" اقرؤوا كما عُلِّمْتُمْ ".ا. هـ
هذا قول نحرير في هذا العلم الشيخ عبد الرزاق علي موسي يثبت أن الشيوخ المشهورعنهم الضاد الظائية لم يتلقوها بأسانيد عن شيوخههم بل تلقوها من كتب النحو كما هو في الفقرة السابقة. والشيخ علي سبيع سنده من حسن بدير عن المتولي والشيخ عامر تلميذ علي سبيع والذين نقلوا عن المتولي لم ينقلوا هذه الضاد ولا اشتهر عنه القول بها فدل ذلك علي أنهم لم يتلقوها عن شيوخههم، وهذا القول يصدق علي الشيخ محمد مكي نصر صاحب كتاب " نهاية القول المفيد " حيث يصل سنده إلي المتولي.
وقد أفادني فضيلة الشيخ إبراهيم الجور يشي (مشرف الإجازات والأسانيد في منتدي البحوث والدراسات القرآنية) عندما طلبت منه: هل الأسانيد مدارها علي العبيدي في مصر؟؟ فقال:بالنسبة لأسانيد أهل مصر فهي تنتهي لعده مشايخ غير الشيخ العبيدي وهناك عدة أمثلة أسوقها لكم ... مثال: أن الشيخ أحمد بن محمد سلمونه أخذ القراءات العشر الصغرى عن الشيخ سليمان بن مصطفى البياني وهو على شيخه صالح الزجاجي وهو على شيخه علي البدري وهو على أحمد بن عمر الأسقاطي ...
واليكم أيضا مثال أخر وهو: أن أسانيد أهل العراق لا تمرُّ بالشيخ العبيدي نهائيا وهي تصل إلى الشيخ محمد البقري مباشرة وأيضا توجد أسانيد أخرى تركية تلتقي عند الشيخ سليمان المنصوري وغير ذلك من الأسانيد
أما عن أسانيد الأفغاني ليس عندي الآن، وإذا عثرت عليه أرسله لكم وجزاكم الله خيرا
محبكم في الله
إبراهيم الجوريشي " ا. هـ كلامه ــ حفظه الله ــ
هؤلاء عليهم مدار الأسانيد كما تري لم يشتهر عن أحد منهم القول بالضاد الظائية .. ونقول لإخواننا الظائيين .. هل يستطيع أحد منكم أن يعرض لنا سندا من طريق آخر كلهم يقولون بالضاد الظائية؟؟ فإن قال قائل: هذا يحتاج أن تبحث في أسانيد العالم بأسره حتى تخلص لك هذه النتيجة؟؟ قلنا: هذه هي الأسانيد المقروءة بها في هذه الأيام وهذا ما عليه الناس، فنحن أثبتنا صحة قولنا فاثبتوا أنتم صحة قولكم، وطالما أنكم لم تجدوا سندا واحد متصلا كل رجاله ممن يقولون بالظاء .. بل قولكم ودل علي انقطاع دعواكم في اتصال أسانيدكم، وثبت صحة قولنا والحمد لله رب العالمين.
وقبل إثبات أن الضاد الحالية لها أصل أحكي لإخواني طرفة وجدتها من أحد الظرفاء الذين كنت أناظرهم في الضاد الظائية.
طريفة:
ذكرت للظريف أقوال العلماء في الطاء .. فقال الظريف بداية: أنا لا أجد حلا لهذه المسألة .. ولأن الظريف لا يريد أن يعترف أنه انهزم .. جاء ثانية وقال وجدت نصوصا تفيد بتشابه الطاء والتاء دون الدال ...
لما رأيت هذه النصوص وجدتها تتحدث عن باب (افتعل) يعني مثل كلمة (اصتبر) علي وزن (افتعل) ولمَّا لحظ العرب قوة الصاد أبدلوا التاء طاء لكي تتلائم مع الصاد فأصبحت (اصطبر) واختاروا الطاء لأنها من من مخرجها وهي مطبقة كالصاد، فحذر العلماء من التهاون في نطق الطاء لئلا ترجع إلي أصلها التي هي التاء .. فظن الظريف أن الطاء أصلها التاء ... والطريف في الموضوع أن أقوالهم في شبه الدال وباب افتعل في صفحة واحدة أو قل في باب واحد أو قل في كتاب واحد .. فلو كان عنده مثقال ذرة من عقل لحاول الجمع بينهما،ولكنها لا تعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور ..
ثم نعود لقضية إثبات الضاد الحالية ولنجعلها علي هيئة سؤال:
والسؤال هل للضاد المصرية أصل؟؟
قال د/محمد حسن حسن جبل فى كتابه "المختصرفى أصوات اللغة العربية " ــ وهو ممن يقولون بالضاد القريبة من الظاء ــ
¥