هي وليس كما توهمه فنقول الكلام في إثبات ما أنكروه منحصر في مقدمة فيما يجب أن نقدمه وفصلين محيطين من الدلائل بنوعين وخاتمة لتنبيهات ودفع تمويهات .. ) اهـ أما المقدمة فكانت في بيان مخرج الضاد ومالها من الصفات وأما الفصل الأول فذكر فيه ما يدل بالمعقول على أن اللفظ بالضاد كالظاء المعجمة هو المقبول وهي أدلة متعددة لاحت له بالنظر في المعقول فذكر اثنى عشر دليلا تعطي مثالا للبحث الصوتي الأصيل ومن ثَمِّ رأيت أن نقل تلك الأدلة مختصرة مع المحافظة على عبارة المؤلف مع التنبيه أن هذا الكلام المتسلسل لابن غانم المقدسي وهو كالآتي:
" أن علماء هذا الفن وغيرهم تعرضوا للفرق بينهما وبينوا الألفاظ التي تقرأ بالظاء والتي تقرأ بالضاد في مؤلفات مستقلة وغير مستقلة نظما ونثرا ... فياليت شعري لولا التشابه بينهما لفظا والالتباس حتى خفي الفرق بينهما على كثير من الناس لمَ كان هذا الجم الغفير يتعقبون القلم ويسودون القرطاس .. "
" أن الضاد ليست في لغة الترك بل مخصوصة باللغة العربية ... دل عليه قول الأستاذ أبي حيان في كتابٍ له في اللغة التركية .... إذا علم ذلك فليس مفقودا في لغة الترك إلا الضاد الشبيه بالظاء المعجمة. أما هذا الحرف الذي يشبه الدال المفخمة والطاء المهملة الذي ينطق به أكثر المصريين ولنسمه بالضاد الطائية فموجود في لغة الترك في أكثر ألفاظهم كما يشهد به العارف في لغتهم بل السامع لكلامهم والموجود غير المفقود وبذلك يتم المقصود .. "
" أن الفقهاء ذكروا أحكام من يبدل الضاد ظاء ... ولم يتعرضوا لأحكام من يبدلها بحرف غير الظاء كما تعرضوا لأحكام من يبدلها به فلولا التشابه بينهما لما كانوا يفعلون ذلك ... "
" أن بعض العلماء وصفها بالتفشي ولا تفشي فيه .... " قلت هذا في حد زعمه.
أنهم ذكروا أن من صفاتها النفخ ويشاركها فيه الظاء والذل والزاي ولا يتحقق ذلك إلا بالضاد الشبيهة بالظاء أما الضاد الطائية فلا يوجد فيها هذه الصفة كما يشهد به من أحاط بالمقدمة معرفة ... "
أنهم ذكروا من صفاتها الاستطالة كما مر ذكرها ومعناها في المقدمة وهي المميزة لها عن الظاء ولا يوجد في الضاد الطائية الاستطالة "
" أنهم ذكروا من صفاتها الرخاوة وهذا شديد الدلالة عند من ليس عنده غباوة فإنه لا رخاوة فيها إلا إذا أتت شبيهة بالظاء أما الضاد الطائية فمشوبة بالدال والطاء المهملة وكل منهما حرف شديد فكذا ما هو بينهما بل من عرف معنى الشدة والرخاوة وقدمناهما في المقدمة يجد هذا الحرف متصفا بالشدة قطعا مع قطع النظر عن الدال والطاء .. "
أن هذا الحرف صعب على اللسان نص على ذلك علماء هذا الشأن ... فإذا كانت الضاد العربية بهذه المرتبة من الصعوبة وأنت ترى أن لا صعوبة في الضاد الطائية بل هي في غاية السهولة على اللسان يستوي في النطق العالم والجاهل والفارس في العلم والراجل فإنك تعلم بأن الضاد الطائية بعيدة عن الضاد العربية بمراحل .. "
أن المخرج المنصوص عليه للضاد في الكتب المعروفة المتداولة ليس إلا للضاد الشبيه بالظاء المعجمة لا الطائية فإنهم قالوا في معرفة مخرج الحرف أن تسكنه وتدخل عليه همزة وتنظر أين ينتهي الصوت فحيث انتهى فثم مخرجه ..... وأنت إذا نطقت بالضاد الطائية وفعلت ما تقدم ذكره لا تجد الصوت ينتهي إلا إلى طرف اللسان وأعلى الحنك وهو مخرج الدال والطاء والتاء ولم نر أن أحدا ذكر أن مخرج الضاد من هذا المحل بل ما ذكرناه لها من المخرج مذكور في كتب لا تحصى في علم القراءات وعلم النحو ... فإن قيل: نحن نروي هذه الضاد الطائية بالمشافهة عن الشيوخ الراوين عن شيوخهم بالإسناد المتصل بأئمة القراء البالغ إلى النبي صلى الله عليه وسلم قلنا لا عبرة بالرواية المخالفة للدراية إذ شرط قبول القراءة توافق العربية وقد بينا مخالفتها لما تواتر في كتب العربية والقراءات ... "
"أن من أوصافها الشجرية لقبها بها صاحب القدر الجليل إمام لنحو الخليل ولا يتأتى ذلك إلا إذا كانت شبيهة بالظاء فإن الضاد الطائية تخرج من طرف اللسان لا شجر الفم .... "
¥