تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أسامة]ــــــــ[25 - 03 - 09, 09:05 ص]ـ

أخي أسامة:

هذه الإخبارات التي ذكرت هنا هل يوصف الله بها؟

يعني مثلا: هل يوصف الله تعالى بأنه يحيي وأنه يميت؟

الجواب أخي الكريم أنه يوصف بذلك لا محالة، لأنه تعالى أثبت ذلك لنفسه، و الله تعالى يوصف بكل ما أثبته لنفسه و أثبته له رسوله صلى الله عليه و سلم من صفات الكمال و نعوت الجلال، ولاشك أن الإحياء و الإماتة من صفات الكمال و نعوت الجلال.

ولكن كونه تعالى يوصف بذلك لا يقتضي أن يشتق له من هذه الأوصاف أسماء لأن أسماءه - تعالى- توقيفية لكونها أعلاما عليه كما تقدم، و العلم لا سبيل إلى إثباته إلا بالنص و الخبر الصادق الصريح، و الله أعلم.

والحقيقة أنني لم أفهم مغزى سؤالك هذا فإن الجواب عليه معلوم لدى الخاصة و العامة و لا أظنه يخفى عليك، و لكن لعلك تريد به شيئا آخر لم أتوصل إليه فأرجو الإيضاح.

ـ[أسامة]ــــــــ[25 - 03 - 09, 11:14 ص]ـ

قال العلامة العثيمين في شرح الواسطية:

(هناك عدة طرق لإثبات الصفة:

الطريق الأول: دلالة الأسماء عليها، لأن كل اسم، فهو متضمن لصفة ولهذا قلنا فيما سبق: إن كل اسم من أسماء الله دال على ذاته وعلى الصفة التي اشتق منها.

الطريق الثاني: أن ينص على الصفة، مثل الوجه، واليدين، والعينين .. وما أشبه ذلك، فهذه بنص من الله عز وجل، ومثل الانتقام، فقال عنه تعالى: {إن الله عزيز ذو انتقام} [إبراهيم: 47]، ليس من أسماء الله المنتقم، خلافاً لما يوجد في بعض الكتب التي فيها عد أسماء الله، لأن الانتقام ما جاء إلا على سبيل الوصف أو اسم الفاعل مقيداً، كقوله: {إنا من المجرمين منتقمون} [السجدة: 22].

الطريق الثالث: أن تؤخذ من الفعل، مثل: المتكلم، فأخذها من {وكلم الله موسى تكليماً} [النساء: 164].

هذه هي الطرق التي تثبت بها الصفة وبناء على ذلك نقول: الصفات أعم من الأسماء، لأن كل اسم متضمن لصفة، وليس كل صفة متضمنة لاسم) اهـ.

كلام جميل .. و هو يؤكد ما قررتُه سابقا من أن الصفات تشتق من الأسماء لا العكس .. فالكلام مثلا صفة من صفات الله و لكن لا يقال إن الله تعالى من أسمائه (المتكلم)، و الاستواء صفة من صفات الله و لكن ليس من أسمائه (المستوي).

وهكذا يقال إن الله تعالى يقاتل الكفار و لا يقال إن من أسمائه (المقاتل) و قس على ذلك.

أما كون الصفات أعم من الأسماء باعتبار طرق إثباتها فهذا أمر معلوم لا إشكال فيه فنحن نعلم أن الوجه و اليدين و العينين و الساق و القدم و القبضة و الأصابع من صفات الله تعالى التي وردت بها النصوص، و مع ذلك لايشتق لله من هذه الصفات أسماء، فلا يقال إن الله ذو الوجه أو ذو اليدين أو ذو العينين ... إلخ.

وكذلك الربوبية و الألوهية و العلو و القوة و القدرة و الحياة و السمع و البصر وغيرها من صفات الذات، كلها صفات لله ثبتت بدلالة الأسماء عليها، كما ثبت بعضها أو كلها بطرق أخرى إضافة إلى ذلك.

أما الاستواء و الكلام و المجيء و النزول و القبض و البسط و الإنفاق و الإعطاء و المنع و الإعزاز و الإذلال و الأخذ و الإهلاك و غير ذلك من الصفات المتعلقة بالمشيئة فكلها صفات فعل ثابتة لله بالنصوص الصريحة الواردة بصيغة الفعل، وهذه أيضا لا يشتق لله منها أسماء، فلا يقال: إن من أسماء الله المستوي و المتكلم و الجائي و النازل و القابض و الباسط و المنفق و المعطي و المانع و المعز و المذل و الآخذ و المهلك، وإن كان بعض ما تقدم مما تنازع فيه العلماء و اشتهر استعماله عند العامة و الخاصة.

ومما يحسن التنبيه عليه في هذا المقام أن شيخ الإسلام حكى في بعض فتاويه عن الإمام أحمد و جمهور السلف جواز دعاء الله بما يصح الإخبار به عنه و لو لم يكن من الأسماء الحسنى، كأن يقول الداعي: اللهم أسالك بأنك أنت المستوي على عرشك البائن من خلقك المحيي المميت المعز المذل القابض الباسط المعطي المانع .. و نحو ذلك، و هذا لأن هذه معاني صحيحة ثبت الخبر بها عن الله - تعالى - و إن لم تكن من الأسماء الحسنى التي ورد بها النص الصريح.

ولكن ينبغي أن لا يعتقد الداعي بهذه الألفاظ و نحوها أنها من أسماء الله الثابتة له بالنصوص، وإنما يعتقد أن مدلولها حق من جهة تضمنها لمعاني صحيحة ثبتت بالكتاب و السنة، و الله أعلم.

و إنما لم أشر إلى هذه التفاصيل فيما سبق و اقتصرت على الصفات التي دلت عليها الأسماء بطريق التضمن لأن الكلام و السياق في ذلك الموطن كان مختصا بالتفريق و التمييز بين الأسماء و الصفات، و لم يكن عن تقرير موضوع الصفات و طرق إثباتها، و الله الموفق للصواب.

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[25 - 03 - 09, 11:44 ص]ـ

يبدو أنه عندك لبس في مسألة الأسماء و الصفات أعني في التفريق بينهما، و ذلك أنك زعمت أن ما ذكرته إنما هي صفات لا أسماء،

أما الاستواء و الكلام و المجيء و النزول و القبض و البسط و الإنفاق و الإعطاء و المنع و الإعزاز و الإذلال و الأخذ و الإهلاك و غير ذلك من الصفات المتعلقة بالمشيئة فكلها صفات فعل ثابتة لله بالنصوص الصريحة الواردة بصيغة الفعل، وهذه أيضا لا يشتق لله منها أسماء، فلا يقال: إن من أسماء الله المستوي و المتكلم و الجائي و النازل و القابض و الباسط و المنفق

أظن أن اللبس ليس عندي، والعلم عند الله تعالى، ومن مشاركتك الأخيرة يظهر لي - أخي أسامة - أن الأمر قد تبين لك.

وأما مسألة هل الاسم مشتق من الصفة أو الصفة مشتقة من الاسم فهي مسألة خلافية معروفة بين أهل العلم.

والله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير