تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قلت: قول ابن جرير: (ولا قول من إمام فيستمع) يشير إلى أن النزاع في هذه المسألة حدث بعد أئمة السلف الأوائل، وذكر ابن أبي يعلى أن الإمام أحمد كان يشق عليه الكلام في الاسم والمسمى ويقول: (هذا كلام محدث، ولا يقول إن الاسم غير المسمى ولا هو هو ولكن يقول: إن الاسم للمسمى اتباعا لقوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}. [انظر: طبقات الحنابلة (2/ 270)].

اعتقاد أهل السنة شرح أصحاب الحديث

الشيخ محمد بن عبد الرحمن الخميس

أما تحرير المسألة, فإضافةً لنقل شيخ الإسلام الذي أورده شيخنا أعلاه وجدت هذا التفصيل للشيخ ابن عثيمين, رحمه الله:

المبحث الخامس:

هل أسماء الله تعالى غيره، أو أسماء الله هي الله؟

إن أُريد بالاسم اللفظ الدال على المسمى، فهي غير الله عز وجل، وإن أُريد بالاسم مدلول ذلك اللفظ، فهي المسمي.

فمثلاً: الذي خلق السماوات والأرض هو الله، فالاسم هنا هو المُسَمَّى، فليست " اللام، والهاء " هي التي خلقت السماوات والأرض، وإذا قيل: اكتب باسم الله. فكتبت بسم الله، فالمراد به الاسم دون المسمى، وإذا قيل: اضرب زيداً. فضربت زيداً المكتوب في الورقة لم تكن ممتثلاً، لأن المقصود المسمى، وإذا قيل: اكتب زيد قائم فالمراد الاسم الذي هو غير المسمى. ابن عثيمين القول المفيد ج2/ 128

وقوله الله تعالى: (وهم يكفرون بالرحمن) [الرعد: 30] الآية.قوله تعالى: (وهم يكفرون بالرحمن) الآية:

(وهم). أي: كفار قريش.

(يكفرون بالرحمن). المراد أنهم يكفرون بهذا الاسم لا بالمسمي، فهم يُقرِّون به، قال تعالى: {ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله} [لقمان: 25]، وفي حديث سهيل بن عمر: " لما أراد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يكتب الصلح في غزوة الحديبية قال للكاتب: " اكتب بسم الله الرحمن الرحيم قال سهيل: أما الرحمن، فو الله ما أدري ما هي ولكن اكتب باسمك اللهم " (1)، وهذا من الأمثلة التي يراد بها الاسم دون المسمى.

وقد قال الله تعالى: {قل أدعوا الله الرحمن أياً ما تدعوا فله الأسماء الحسني} [الإسراء: 110]، أي: بأي اسم من أسمائه تدعونه، فإن له الأسماء الحسنى، فكل أسمائه حسنى، فادعوا بما شئتم من الأسماء، ويراد بهذا الآية الإنكار على قريش. ابن عثيمين القول المفيد ج2/ 131

وكذلك تمامة كلام الشيخ محمد بن عبدالرحمن الخميس:

* ويقولون: أسماء الله هي الله.

الشرح:

من البدع التي أحدثها أهل الكلام أن أسماء الله غير الله، وما كان غيره فهو مخلوق، وهذا من حماقاتهم وبذلك يمهدون الطريق لبدعة القول بخلق أسماء الله، قال ابن جرير في كتابه صريح السنة: (وأما القول في الاسم هو المسمى أم هو غيره فإنه من الحماقات الحادثة التي لا أثر فيها فيُتبع ولا قول من إمام فيُستمع).

قلت: قول ابن جرير: (ولا قول من إمام فيستمع) يشير إلى أن النزاع في هذه المسألة حدث بعد أئمة السلف الأوائل، وذكر ابن أبي يعلى أن الإمام أحمد كان يشق عليه الكلام في الاسم والمسمى ويقول: (هذا كلام محدث، ولا يقول إن الاسم غير المسمى ولا هو هو ولكن يقول: إن الاسم للمسمى اتباعا لقوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}. [انظر: طبقات الحنابلة (2/ 270)].

وقال شيخ الإسلام: (وهذا هو القول بأن الاسم للمسمى، وهذا الإطلاق اختيار أكثر المنتسبين إلى السنة من أصحاب أحمد وغيره). [انظر: الفتاوى (6/ 187)] وعقد اللالكائي في كتابه (1) بابا في (سياق ما فُسِّر من كتاب الله تعالى وما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وورد في لغة العرب على أن الاسم والمسمى واحد وأنه هو هو لا غير) قال المحقق في الحاشية هنا في حاشية الأصل بخط دقيق كأنه جديد: (وأن الاسم للمسمى)، وذكر الأدلة من الكتاب والسنة منها قوله تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} [سورة النساء، الآية: 36]. ومن أعظم الشرك أن يقال (إن العبادة لاسمه واسمه مخلوق وقد أمر بالعبادة للمخلوق) وهذا قول المعتزلة والنجارية وغيرهم من أهل البدع والكفر والضلالة. وقال تبارك وتعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}. [

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير