تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

5 - أن يرضى العبد بما قسم الله عز وجل له فلا يتدخل في تغيير خلق الله لا في قليل ولا في كثير , والله عز وجل أخبرنا عن الشيطان حينما توعد وتوعد فقال الله عز وجل عنه: (لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً مَفْرُوضاً وَلأضِلَّنَّهُمْ وَلأمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ) فتغيير خلق الله عزوجل وتبتك آذان الأنعام كل ذلك تعد على اسم الله عزوجل المصور.

ومن هنا لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه الشيخان: (لعن الله الواشمات والمستوشمات والنامصات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المتغيرات خلق الله).

والواشمة: هي التي تصنع الوشم لغيرها , والمستوشمة هي التي تطلب أن يفعل فيها ذلك , والوشم هو أن يؤتى بإبرة أو نحوها فيدق بها الجلد ثم بعد ذلك يوضع في مكانه كجل أو نحو ذلك من لون من الألوان , فيبقى هذا اللون لا يفارقه أبدا , وهذا لا يجوز سواء كان رسما أو كتابة أم غير ذلك.

والواصلة: هي التي تعمد إلى شعر فتصل فيه شعرها , لأنه قصير أو لأنه ممزق أو غير ذلك , ولربما دخل فيه ولا شك أنه داخل في تغيير خلق الله اللاتي يزرعن الشعر الصناعي , أما التي تزرع البصيلات فهذا لا إشكال فيه , فهو من باب الطب والعلاج المباح.

والمتنمصة:وهي التي تزيل شعر الحاجب أو هي التي تزيل شعر الوجه وذلك طلبا للحسن فيبدو الحاجب دقيقا بعد أن كان عريضا مثلا , أو أنها تعمد إلى شعر وجهها فتزيل هذا الشعر بملقط أو غير ذلك عبر الليزر أو غير ذلك من الأشياء الحديثة التي يزال به الشعر في هذا العصر.

وإذا كان هذا الحكم فيما يتعلق بالمرأة , فما باله إذا كان صادرا من الرجل؟ , إذا حلق الرجل لحيته فكيف يكون الشأن في حقه إذا كانت المرأة ملعونة على لسان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أزالت شيئا من شعر وجهها مع أن من طبيعة المرأة الحسن والرقة والنعومة , وهي تبحث عن الجمال؟ , قال تعالى: (أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ) فإذا عمد الرجل وأزال شعر لحيته التي أمر الله بإبقائها فهو مذموم من باب أولى , كيف إذا فعل الرجل عمليات التجميل وإزالة الشعر , وإذا قام بالنمص لحاجبه؟ , وما كنا نظن أنه يأتي يوم يعمد الرجل إلى مثل هذا الفعل ولا يكاد الإنسان يصدق لولا أن بعض الإخوان يؤكدون ذلك.

ثم يدخل بذلك كل من تشبه من الرجال بالنساء سواء إما بحلق لحيته أو بالنمص أو بغير ذلك , وقد لعن الرسول صلى الله عليه وسلم كما أخرج البخاري في صحيحه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما (لعن صلى الله عليه وسلم المشتبهين من الرجال بالنساء والمشتبهات من النساء بالرجال) فهؤلاء لم يرضوا بما أعطاهم الله عز وجل من الخلق فهم غيروا خلق الله , فيدخل في ذلك أيضا الذين يقومون بعمليات جراحية ليتحول إلى امرأة والمراة التي تريد أن تتحول إلى رجل , طبعا هذا غير الحالات التي يجوز فيها ذلك , كأن يكون الرجل أصلا هو رجل لكن لم يظهر ذلك إلا بعد مدة فلا بأس , ولكن أتحدث عن أقوام قد مُسخت فطرهم وأراد أن يتحول إلى امرأة , وكذلك الذين يأكلون هرمونات فيظهر لهم ثدي أو غير ذلك , وغير ذلك من الأمور التي يفعلها من لا خلاق له.

والمتفلجة: هي التي تقوم بمبرد أو غير ذلك فتفرق بين الأسنان , بين الرباعيات مثلا وبين الثنايا , فتفرق بينهما فيبقى كل سن بمفرده , ويدخل فيه عمليات تقويم الأسنان إلا الحالات الطبية فقط التي تقتضي تدخل الطبيب , أما الذين يفعلون ذلك لمجرد الزينة ولتنظيم الأسنان بشكل جميل ونحو ذلك فهم داخلون في هذا المعنى ولا شك.

ومما يدخل أيضا في تغير خلق الله عز وجل مما أبدعه الطب الحديث اليوم تطويل القامة أو تقصيرها , فبعض الناس يطولون أنفسهم بعمل عملية فيطيل الفخذ أو الساق أو اليد أو نحو ذلك لأمر من الأمور , وكذلك يدخل فيما يسمى بالهندسة الوراثية الذين يتدخلون في تكوين الإنسان في أول خلقته ونشأته , ويدخل فيها أشياء كثيرة جدا من عمليات التجميل كتكبير الثديين وتصغيرهما , وكذلك شد الوجه وشد الترهلات التي في الجسم بطريقة أو أخرى , إما بعمليات جراحية أو بدهونات أو أمور غير ذلك , فتبدو المرأة الهرمة التي قد أثر الزمن والدهر في وجهها , تبدو مشدودة الوجه كأنها فتاة!! وهل يصلح العطار ما أفسده الدهر!! فتبدوا قبيحة وإن ظنت أنها جملية.

ومما يدخل فيه تكبير الأنف أو تصغيره وهو الغالب , وتكبير الشَفَه أو تصغيرها , وكذلك ما يسمى بالرموش الصناعية , وغير ذلك أمور كثيرة جدا مما يقال له عمليات التجميل كتدوير الفخذين وغيرها من الأمور التي يفعلها كثير من الناس في هذا العصر.

فأقول إذا عرفت وآمنت أن الله هو المصور فينبغي ألا تتدخل في هذه الأمور , وأن ترضى بما قسم الله عز وجل لك , وأن تتذكر أن خلق الله حسن , فلا تعمد إلى تغيير شيء من خلقه.

أسأل الله عز وجل أن يجمل لنا بين حسن الخَلق وحسن الخُلق.

والله أعلم وصلى الله على خاتم الأنبياء والمرسلين

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير