تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

السيارة- تمسح عن هذه العين ما يعلق بها من الغبار والأشياء العالقة بالجو , ثم إنها أيضا حماية لها فإذا شعرت العين بالخطر تحرك هذا الجفن بشكل تلقائي , لا يحتاج منك إلى أمر أن تأمره من أجل أن يتحرك ليحمي هذه العين , ثم إنه يريح هذه العين في بعض الأحوال كالنوم ونحوه , فجعله الله عزوجل غطاءا للعين وسترا لها وحفظا وزينة وهما أيضا أعني الجفنين يلقيان الأذى عن هذه العين ويلقيان القذى والغبار ويحميانها من الحر ومن البرد , ثم إن الله عزوجل غرس في أطراف هذه الأجفان غرس فيها الشعر , زينة وحفظا أيضا لهذه العين , ثم إن الله أودع هذه العين هذا البصر الذي يبصر به الأشياء , وإذا انطفأ هذا البصر والنور الذي في هذه العين لم ينتفع الإنسان بها , ثم إن الله عزوجل أجرى في هذه العين عينا ملحا , من أجل أن لا تنتن هذه العين , فهي تحتاج إلى رطوبة , وهي أيضا لو كانت هذه الرطوبة حملة لكان ذلك سببا في تلف شحم العين وتلفا لبعض أعضائها فتضرر من ذلك فتتعفن , فجعل الله عزوجل هذا السائل جعله ملحا , من أجل أن يعقمها وينظفها ويحافظ على رطوبتها من غير أضرار ومن غير آفات يورثها ذلك , والله تعالى أعلم , ثم إذا وقع في هذه العين شيء من القذى أو الأذى فإن هذا الدمع يدر بطريقة تلقائية ليغسل هذه العين ويزيل ما علق عليها من أذى وقذى وغبار ومن آفات , كل هذا أبدعه الله عزوجل وصنعه وركبه في جسمك أيها الإنسان وأنت ساهٍ لاهٍ لا تدري عن شيء من هذه الأمور , وإنما إذا فقد الإنسان شيء منها , أو أصابه الضرر , صار عنده ثقافة واسعة بهذا العضو , وآثار هذا العضو , والحاجة إليه , وما يترتب على فقده , وما هي الأدواء والأمراض التي تصيبه , حينما يصاب الإنسان في مرض في عينه أو في أذنه لربما أخذ ثقافة واسعة عن الأدوية والأسباب والنتائج والآثار الجانبية وما يتعلق بذلك , وصار يحدث الناس , كل من زاره أعطاه تصورا عن هذا العضو الذي لربما كان قبل هذا المرض لم يعرف كيف يعمل هذا العضو , وما هي الآفات التي تصيبه , ولم يخطر بباله شيء من ذلك , وإنما ركب الله ذلك فيه من غير جهد منه ولا كسب ولا عمل فتبارك الله أحسن الخالقين.

وقفة تأمل في الأنف:

· ثم انظر إلى هذا الأنف كيف جعله الله عزوجل على هذه الهيئة , وجعل طرفه الأعلى قصبة دقيقة , ليتحقق الغرض , وهو أن يدخل الهواء دون سائر الأشياء , فهو لا يحتاج أن يكون في طرفه الأعلى عريضا فيدخل معه كل شيء , وإنما هو بحاجة إلى هذه الدقة ليمنع دخول الغبار والقذى والأذى والحشرات وما إلى ذلك , ثم إن الله جعل فيه شعرا ليمنع دخول الغبار ليكون بمنزلة المصفاة ولأن لا يدخل فيه شيئا فيصل إلى الرأس , ثم إن جعل الله عزوجل له منخرين مع أنه عضو واحد أعني الأنف , وذلك أن الإنسان بالنسبة للعين والأذن , كل واحد منها يعد حاسة مستقلة , إذا فقد هذا عوض بالآخر , حتى إن العلماء يقولون إن الإنسان إذا فقد واحدة من أعينه فإن نورها ينتقل إلى الأخرى فيتضاعف نورها , الحاصل أن الأنف لما كان حاسة واحدة جعل الله عزوجل له منخرين , فإذا تأذى هذا أو تضرر أو تعطل بزكام أو بغيره من الآفات , فإن الآخر ينتفع به ويعوض عن الآخر , وجعل طرفه الأسفل جعله عريضا مقارنة بطرفه الأعلى , وذلك ليتحقق الغرض ليدخل الماء فيغسل , ثم ليدخل أكبر قدر من الهواء فيتنفس الإنسان بطريقة سهلة , فيصل ذلك إلى قلبه من غير شعور بالحرج والضيق وانحباس النفس , فالله تبارك وتعالى صنعه هذا الصنع , وأبدعه بهذه الطريقة , كل ذلك لحكم عظيمة بالغة , قد لا نتصورها ولا تخطر لنا على بال.

وقفة تأمل في القلب:

· فهذا القلب الذي هو ملك الجوارح وزنه يقرب من واحدا وعشرين وثلاثمائة غرام , وحجمه بقدر قبضة اليد , تبلغ ضربات الرجل ما يقرب من ستين إلى ثمانين ضربة في الدقيقة الواحدة , وينبض في العام أربعين مليون مرة , وفي كل ضخة يدخل إلى القلب حوالي ربع رطل من الدم , ويضخ في يوم واحد ألفين ومائتين من الجوالين من الدم , وحوالي ست وخمسين مليون جالون على مدى الحياة يعني من الدم , فلو أن الإنسان قيل له تكفل بهذا القلب لمدة ساعة واحدة , فهو كما قلنا في الدقيقة الواحدة تبلغ الضربات ما بين ستين إلى ثمانين ضربة , فلو قيل له أنت موكل بهذا القلب في ساعة واحدة فقط , كيف

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير