وقشرة هذه الأرض التي نعيش عليها , يقول العلماء بأن هذه القشرة لو كانت أكثر سمكا بمقدار عشرة أقدام من سمكها الحالي لما وجد الأكسجين , وبدون الأكسجين كما هو معلوم تستحيل الحياة حياة ذوات الأرواح , ولو كان الغلاف الهوائي ألطف مما هو عليه الآن يقولون لاخترقت النيازك كل يوم غلاف الأرض الخارجي , ولرأيناها مضيئة في الليل , ولسقطت على كل بقعة في الأرض وأحرقتها , فهذه النيازك التي تنهال على هذا الكوكب ثم هي تتلاشى في هذا الفضاء يقولون إنها تواصل رحلتها بسرعة أربعين ميلا في الثانية , ونتيجة لهذه السرعة العظيمة , فلو كان هذا الغلاف أضعف مما هو عليه الآن , لخرقت كل شيء يمكن اختراقه على الأرض , حتى تصبح الأرض خضرا بعد عين , وعجائب الله عزوجل لا يمكن عدها وحصرها.
وهذا رجل من علماء الغرب قد تخصص في هذه العلوم الفلكية حصل له موقف عجيب مع أحد علماء المسلمين الذين لهم اشتغال بالعلوم الطبيعية والرياضية , يقول هذا العالم المسلم وهو من علماء الهند وهو (عناية الله المشرقي) يقول كان في يوم الأحد من أيام سنة تسعة وتسعمائة بعد الألف , يعني من تاريخ النصارى , يقول كانت السماء تمطر بغزارة وخرجت من بيتي لقضاء حاجة ما , فإذا بي أرى الفلكي المشهور (السير جمس جنس) الأستاذ بجامعة كيمبوردج , ذاهبا إلى الكنيسة والإنجيل والشمسية تحت إبطه , فدنوت منه وسلمت عليه فلم يرد علي , فسلمت عليه مرة أخرى , فسألني ماذا تريد مني؟ فقلت له أمرين: الأول أن شمسيتك تحت إبطك رغم شدة المطر , فابتسم وفتح شمسيته على الفور , يقول فقلت له وأما الأمر الآخر: ما الذي يدفع رجلا ذائع الصيت في العالم أن يتوجه إلى الكنسية؟ وأما هذا السؤال توقف لحظة ثم قال عليك أن تأخذ شاي المساء عندي , يقول وعندما وصلت إلى داره في المساء في تمام الساعة الرابعة بالضبط , وجدته ينتظرني وعندما دخلت عليه في غرفته , وجدت عليه منضدة صغيرة موضوع عليها أدوات الشاي , وكان البروفيسور منهمكا في أفكاره , وعندما شعر بوجودي سألني ماذا كان سؤالك؟ ودون أن ينتظر الرد بدأ يلقي محاضرة عن تكوين الأجرام السماوية ونظامها المدهش وأبعادها وفواصلها اللامتناهية وطرقها ومداراتها وجاذبيتها حتى أنني شعرت بقلبي يهتز بهيبة الله وجلاله , وأما هو فوجدت شعر رأسه قائما والدموع تنهمر من عينيه ويداه ترتعدان من خشية الله , وتوقف فجأة ثم بدأ يقول يا عناية الله عندما ألقي نظرة على روائع خلق الله يبدأ وجودي يرتعش من الجلال الإلهي , وعندما أركع أمام الله وأقول له إنك لعظيم أجد أن كل جزء من كياني يؤيدني في هذا الدعاء وأشعر بسكون وسعادة عظيمين (هذا كافر!!) يقول وأحس بسعادة تفوق سعادة الآخرين ألف مرة! , أفهمت يا عناية الله لماذا أذهب إلى الكنيسة! يقول عناية الله فأحدثت هذه المحاضرة طوفانا في عقلي , وقلت له لقد تأثرت جدا من التفاصيل العلمية التي رويتها لي , وتذكرت في هذه المناسبة آية من آي كتابي (يعني القرآن) فلو سمحت لي قرأتها عليك , فهز رأسه قائلا بكل سرور اقرأ , فقرأت عليه الآية التالية: (وَمِنْ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ وَمِنْ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) فصرخ هذا الرجل وقال ماذا قلت! إنما يخشى الله من عباده العلماء , مدهش وغريب وعجيب جدا إن الأمر الذي كشفت عنه دراسة ومشاهدة استمرت خمسين سنة , من أنبأ محمدا به؟ هل هذه الآية موجودة في القرآن حقيقة , لو كان الأمر كذلك فاكتب شهادة مني أن القرآن كتابا موحى من عند الله , (طبعا نحن نعرف أن القرآن هو كتاب موحى من عند الله ولسنا بحاجة إلى شهادته ولسنا بشك من كتابنا , ثم إن هذه الآية: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) إنما هي في علماء الشريعة وليس في علماء الطبيعة , لكن على كل حال هؤلاء قد تقودهم علومهم إلى معرفة الله عزوجل أحيانا كما في مثل هذا الموقف , وقد تقودهم علومهم إلى مزيد من الإلحاد كما هو الغالب) ثم يقول هذا الرجل لقد كان محمدا أميا ولا يمكنه أن يكشف بهذا السر عن نفسه ولكن الله أخبره بهذا السر , مدهش
¥