[التعقبات لما عند ابن حزم في العقيدة من مخالفات]
ـ[عبد الرحمان بن أحمد الظاهري]ــــــــ[02 - 05 - 07, 06:52 م]ـ
ٌالحمد لله المبتدئ بحمد نفسه قبل ان يحمده حامد، واشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريكه له، الرب الصمد الواحد، الحي القيوم الذي لا يموت، ذو الجلال والإكرام، والمواهب العظام، والمتكلم بالقرآن، والخالق للإنسان، و المنعم عليه بالإيمان، والمرسل رسوله بالبيان، محمدا صلى الله عليه وسلم ما اختلف الملوان، وتعاقب الجديدان، أرسله بكتابه المبين، الفارق بين الشك واليقين، الذى اعجزت الفصحاء معارضته، وأعيت الألباء مناقضته، وأخرست البلغاء مشاكلته، فلا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا. جعل أمثاله عبرا لمن تدبرها، وأامره هدى لمن استبصرها، وشرح فيه واجبات الأحكام، وفرق فيه بين الحلال والحرام، وكرر فيه المواعظ والقصص للافهام، وضرب فيه الأمثال، وقص فيه غيب الأخبار، فقال تعالى " ما فرطنا في الكتاب من شئ
أما بعد
قال الظاهري عفا الله عنه: فهذه مسائل تجمعت عندي أثناء دراستي لكتاب المحلى لابن حزم عليه من الله شئابيب الرحمات و لا أدعي أنني استخرجتها بالمناقيش فقد يفوتني أمور الكثيرة لكثرة الكلل و الملل
أردت أن أفيد بهال اخواني الظاهرية حفظهم الله
و هذا بعد أن استوقفني سؤال يسأل سائله عن أخطاء ابن حزم فاستعنت بالله و كتبت كليمات بيانا لأخطائه
و العذر كل العذر لابن حزم و هذا لعدم تعصبه لمذهب فنتاج فكره هذا. اعتقده بما توقف به الدليل و لا يعذر أولئك المقلدة الذين يجعلون شعارهم (من قلد عالما لقي الله سالما
كذبو ا و الله لن يعذروا , الامام الوحيد الذي اذا قلدته سلمت هو الرسول صلى الله عليه و سلم
فالأئمة الأربعة متبرؤن منهم و بينو ا لهم أن الحديث هو مذهبهم و أنهم بشر يخطئون
قال الظاهري عفا الله عنه: و لله در القائل
و قول أعلام الهدى لايعمل بقولنا بدون نص يقبل
فيه دليل بالأخذ بالحديث و ذاك في القديم و الحديث
قال أبو حنيفة الامام لاينبغي لمن له اسلام
أخذا بأقوالي حتى تعرض على الحديث و الكتاب المرتضى
و مالك امام دار الهجرة قال و قد أشا\ر نحو حجرتي
كل كلام منه ذي قبول و منه مردود سوى الرسول
و الشافعي قال ان رأيتمو قولي مخالفا لما رويتمو
من الحديث فاضربوا الجدارا بقولي المخالف الأخبارا
و أحمد قال لهم لا تكتبوا ما قلته فأصل ذلك فاطلبوا
و انظر ما قال الهداة الأربعة و اعلم بها فان فيها منفعة
لقمعها كل ذي تعصب و المنصفون يكتفون بالنبي
جعلنا الله منهم
على أن لا يتعصب إخواننا بيان أخطائه فنحن من دعوتنا إتباع الدليل و نبذ التقليد و إلا لكنا نحن و هم سيان لا فرق بل شر منهم لأننا نعلم و نعمل
و كل عالم بعلمه لم يعملن معذب قبل عباد الوثن
قال الظاهري عفا الله عنه: نسأل الله السلامة و العافية
و إلا فنحن هازلون في جد الزمان مغترون بحسن الأيام
قال الظاهري عفا الله عنه: أن الإمام ابن حزم ماهو إلا من أتباع مذهب الظاهري و الإمام الفقيه محمد بن داود الظاهري هو المؤسس للمذهب و لابن حزم فضل على داود كما للدرامي فضل على الشافعي فالإمام داود الظاهري علم كالأعلام الأربعة من أتباعه من قلده في الفروع و خالفه في الأصول فلا يعيبنا أحد بهذا كما هو اعتقاد بعض من جهل بمذهبنا
قال الظاهري عفا الله عنه:و الآن نعرض الملاحظات نسأل الله التوفيق
قال ابن حزم رحمه الله
- مسألة35 - وان الناس يعطون كتبهم يوم القيامة، فالمؤمنون الفائزون الذين لا يعذبون يعطونها بأيمانهم والكفار بأشملهم والمؤمنون أهل الكبائر وراء ظهورهم قال الله عزوجل: (فإما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورا وأما من أوتي كتابه وراء ظهره ويصلى سعيرا انه كان في أهله مسرورا انه ظن أن لن يحور) وقال تعالى: (وأما من أوتى كتابه بشماله فيقول يا ليتنى لم أوت كتابيه، ولم أدر ما حسابيه، يا ليتها كانت القاضية، ما أغني عني ماليه، هلك عنى سلطانيه، خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه، انه كان لا يؤمن بالله العظيم، ولا يحض على طعام المسكين)
¥