تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[02 - 04 - 10, 06:36 م]ـ

هاروت وماروت ملكين على الحقيقة، وقد أنزلهما الله تبارك وتعالى امتحانا لعباده وفتنة ..

وينظر الحديث الذي رواه الامام أحمد في المسند 2/ 134 عن ابن عمر ورواه الحاكم في مستدركه 2/ 480 مطولا وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه ..

وقال ابن كثير: فهذا أقرب ما روي في شأن الزهرة والله أعلم، وقد روي في قصة هاروت وماروت عن جماعة من التابعين وقصها خلق من المفسرين من المتقدمين والمتأخرين وحاصلها راجع في تفصيلها إلى أخبار بني إسرائيل إذ ليس فيها حديث مرفوع صحيح متصل الإسناد إلى الصادق المصدوق المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى وظاهر سياق القرآن إجمال القصة من غير بسط ولا إطناب فنحن نؤمن بما ورد في القرآن على ما أراده الله تعالى والله أعلم بحقيقة الحال. اهـ

وقال ابن حجر في كتاب (القول المسدد) عن حديث ابن عمر المرفوع في المسند:

وله طرق كثيرة جمعتها في جزء مفرد يكاد الواقف عليه أن يقطع وقوع هذه القصة لكثرة الطرق الواردة فيها وقوة مخارج أكثرها والله أعلم. اهـ

وقال السيوطي في اللآليء معقبا: وقفت على ما جمعه فوجدته أورد فيه بضعة عشر طريقا أكثرها موقوفة وأكثرها من تفسير ابن جرير وقد جمعت أنا طرقها في التفسير فجاءت سبعا وعشرين طريقا ما بين مرفوع وموقوف ولحديث ابن عمر بخصوصه طرق متعددة من رواية نافع وسالم ومجاهد وسعيد بن جبير عنه وورد من رواية علي بن أبي طالب وابن عباس وابن مسعود وعائشة وغيرهم. اهـ كما في الفوائد المجموعة للشوكاني 1/ 492.

وقال العجلوني في كشف الخفاء: وممن صحح هذه القصة السيوطي ولا عبرة بمن أنكرها كالرازي والقرطبي فإنهم ليسوا في مرتبة المصححين رواية ولا دراية .. الخ

قلت:

وهناك من يقول أنه قد تصح نسبة القصة إلى الصحابي سندا ولكن الراجح أنها مأخوذة من علماء أهل الكتاب مثل كعب الأحبار أو غيره، وهذا ما رجحه العلامة محمد بن أبي شهبة في كتابه القيم: الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير ص159.

والحقيقة أن كثرة الروايات في هذه القصة تبين أنها منقولة عن جمع من الصحابة الكرام وبعضها موقوف والبعض مرفوع، وبجمع الموقوف والمرفوع منها يتبين ثبوت القصة على الاجمال دون التفصيل المتباين في كل الروايات وهو ما قاله ابن حجر أن الواقف على هذه الروايات يكاد يقطع بوقوع القصة، وابن حجر هو من كبار فرسان هذا الميدان ..

وليس من الصواب أن ننسب كل ما هو من قبيل القصص الغريبة على الأسماع الى اهل الكتاب ونقول هو من الاسرائيليات ..

فمن يجمع كل الروايات يرى فيها الاتفاق الكبير على القدر المطلوب وهو اجمالا في الآتي:

- أن هاروت وماروت من الملائكة.

- أنهما تعلما السحر فتنة لعباد الله وامتحانا.

- أنهما وقعا في المعصية بقدر الله السابق عليهما امتحانا وابتلاءا.

ومن الغريب هنا أيضا:

ما رواه هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة زوج النبي r أنها قالت:

قدمت علي امرأة من أهل دومة الجندل جاءت تبتغي رسول الله r بعد موته

حداثة ذلك تسأله عن أشياء دخلت فيها من أمر السحر ولم تعمل به ..

وقالت عائشة رضي الله عنها لعروة:

يا ابن أختي فرأيتها تبكي حين لم تجد رسول الله r فيشفيها فكانت تبكي حتى إني لأرحمها وتقول: إني أخاف أن أكون قد هلكت كان لي زوج فغاب عني فدخلت علي عجوز فشكوت ذلك إليها فقالت:

إن فعلت ما آمرك به فأجعله يأتيك فلما كان الليل جاءتني بكلبين أسودين فركبت أحدهما وركبت الآخر فلم يكن شيء حتى وقفنا ببابل وإذا برجلين معلقين بأرجلهما فقالا: ما جاء بك؟ قلت: نتعلم السحر ..

فقالا: إنما نحن فتنة فلا تكفري فارجعي فأبيت، وقلت: لا ..

قالا: فاذهبي إلى ذلك التنور فبولي فيه فذهبت ففزعت ولم أفعل فرجعت إليهما فقالا: أفعلت؟ فقلت: نعم، فقالا: هل رأيت شيئا؟

فقلت: لم أر شيئا، فقالا: لم تفعلي ارجعي إلى بلادك ولا تكفري ..

فأرببت وأبيت، فقالا: اذهبي إلى ذلك التنور فبولي فيه فذهبت فاقشعررت وخفت ثم رجعت إليهما وقلت: قد فعلت، فقالا: فما رأيت؟ قلت: لم أر شيئا فقالا: كذبت لم تفعلي ارجعي إلى بلادك ولا تكفري فإنك على رأس أمرك، فأرببت وأبيت ..

فقالا: اذهبي إلى التنور فبولي فيه فذهبت إليه فبلت فيه ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير