في السعودية وفي أرض الحرمين الشريفين , عشت معي , فلم يتعرض أحد لك أو لعائلتك بالملاحقة أو التهجير أو القتل والاغتصاب أو الدعوة للقتل. ولم تتخذ حكومتنا السعودية رغم وصفكم لها بالوهابية أي فعل أو رد فعل ضد جموع الشيعة في السعودية سوى مواقفها , التي لا تلام عليها , ضد اتباع الأحزاب السياسية الخمينية الذين فضلوا مرجعية إيران الدينية والسياسية على حكومة بلدهم الأم إبان الثورة الخمينية الطائفية , ففجروا وقتلوا وذبحوا.
رغم ذلك لم تعاقب الحكومة السعودية جميع الشيعة على أخطاء وجرائم بعضهم , ولم تدع لإستئصال الشيعة عن بكرة أبيهم بصفتهم صفويين أو طائفيين أو عملاء , رغم كل العداء والحقد والكره الذي تمتلىء به صدوركم عليها, والذين ينفخه سادتكم وملاليكم ومشايخكم في أنوفكم!!
رغم هذا , ورغم أنكم أقلية لا يصل عددها لـ 5% من الشعب السعودي السني , فلم تحمل ولم نحمل عليكم السلاح , رغم كل ما فعلتموه في الحرم الشريف , وفي أرامكو , وفي الجبيل ...
وفي الكويت الشيء نفسه , فأنتم هناك أقلية لا يتعدى عددها الـ 10 % , رغم اختطافكم لطائرة الجابرية وتفجيراتكم لموكب الأمير وللمقاهي الشعبية ..
وفي البحرين الشيء نفسه , لم تقف الحكومة بأي إجراءات عسكرية عنيفة ضدكم , رغم أن البحرين تاريخياً هي بلد سني وحكومته منذ الأزل حكومة سنية , ورغم أن سادتكم وملاليكم ومشايخكم المدعومين إيرانياً يحرضونكم كل يوم ويشعلون الفتن والاضطرابات ضد هذه الحكومة ...
وفي سوريا أنتم تحكمون بلداً سنياً ليس فيه من الشيعة أكثر من 1% , و3 % علويين بينما الكثرة الكاثرة 96 % هم من السنة.
وفي لبنان وقفنا مع حزب الله في جميع حروبه ضد إسرائيل , ودعمناه ودافعنا عن سلاحه رغم كل ما كان يفعله في أهل السنة , من مصادرة لمساجدهم , ومن قبض وتعذيب وتنكيل بالشباب السني الذي يريد مقاومة العدو الصهيوني بالتسلل إلى داخل الشريط الحدودي ... حتى تظل مقاومة الصهاينة حكراً عليكم دوناً عن كل الشرفاء ...
بل وفي إيران ذاتها حيث يقبع ثلث الشعب الإيراني وهو ما يمثله أهل السنة والجماعة تحت أحقر وأسوأ صنوف العيش والحياة. فقتل علمائهم ومشايخهم وتصفيتهم وتهجيرهم ما عادت سراً يتم في غفلة من العالم الإسلامي. إيران التي كان السنة يملثون 80% من السكان , تتحول من خلال جبروت الشاه إسماعيل الصفوي إلى التشيع الإجباري , ثم لا يكتفون بهذا يلاحقون معتقدات الناس في بيوتهم , بينما يسرح ويمرح اليهود والنصارى كما يشاؤون في بلد يدعي سياسيوه وقادته الدينيين أنهم أحرص الناس على الإسلام!!
من المذل جداً أن تُحفظ حقوق اليهود والنصارى ولا تُحفظ حقوق أهل السنة , فها نحن نرى كنائس اليهود والنصارى تملأ طهران , ولا نرى مسجداً واحداً للسنة , الذين اضطروا في نهاية الأمر إلى الصلاة في الحدائق , في سابقة لم تحدث حتى في الدولة الصهيونية التي يدعي مشايخكم ورموزكم عداوتها ومقاومتها!! كما أن صور أخذ حاخامات اليهود والنصارى بالأحضان تملأ الصحف والمجلات الرسمية في الوقت الذي لا نجد وجوداً ولو رمزياً للسنة!! سبحان الله كيف هي تصاريف التأريخ.
أما في العراق فالجرح أكبر. والصدمة أطم. ففي عراق الطاغية صدام حسين , لم يجرِ أي قتل على الهوية الطائفية , بل كان صدام حسين علمانياً , لا إلى السنة ولا إلى الشيعة , وكل ما فعله ضد الشيعة لم يكن موجهاً طائفياً بقدر ما كان تثبياً للأمن ولكرسي الحكم بالدرجة الأولى , وإلا فالجميع يعلم أن مشايخ أهل السنة عانوا من السجن والقتل والملاحقة كما عانى مشايخ الشيعة. والقتل الذي كان يقوم به صدام حسين كان قتلاً للذين يريدون استلاب الحكم من البعث , ولم يقتلهم فقط لأنهم شيعة , وإلا لما بقي السيستاني أو الصدر وغيرهم أحياء يرزقون حتى اليوم.
في العراق رغم أن السنة , كما تدعون كانوا يملكون السلطة , فلم يجرِ قتل الجمهور الشيعي على الهوية. لم يجرِ اختطافهم من الشوارع بالعشرات , ولم يحصل أن عُذبوا بخرق أجسادهم بالدريل , ولم يسبق أن قُتِّل أطفالهم أو شووا في الأفران لأن أسماءهم علي أو الحسن أو الحسين أو الزهراء!!
......
¥