[كتاب التوحيد]
ـ[أبوحازم الحربي]ــــــــ[06 - 05 - 07, 01:33 ص]ـ
هذا الكتاب اللطيف والرسالة الصغيرة التي تُكتب بماء الذهب، ألفها شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله لتُصبح قاعدة للأمة، و-سبحان الله- أعجب حينما يُطلق علينا بأنا وهابية، الآن بعض الناس حينما تقول له: التوسل بالقبور كذا وكذا، يقول لك: أنت وهابي، تسأله ما الوهابية، قال: قوم يُبغضون الرسول - e- ، ولا يُعظمون الأولياء، ولا يُجلونهم إلى غير ذلك من الكلام.
ولكن العجب حينما تتأمل في كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب ما ترى فيها اطلاقاً إلا آية وحديث، كتاب التوحيد ما فيه كلام كثير انشائي من الشيخ -رحمة الله عليه-، وإنما آية، ثم حديث، ثم يسرد المسائل، هذه المسائل هي الاستنباطات التي استنبطها الشيخ محمد بن عبدالوهاب -رحمة الله عليه-، ويقول العلماء: إن هناك فقه في مسائل الفروع، وهناك فقه مُتعلقٌ بالتوحيد.
هذه استنباطات فهمها الشيخ محمد بن عبدالوهاب -رحمة الله عليه- من الآيات والأحاديث ثم سردها.
هذا الكتاب لقي قبولاً عجيباً، وألف العلماء -رحمة الله عليهم- شروحاً له، ومن أجمل شروحه وأوسعها (تيسير العزيز الحميد) وهو يُعتبر مرجع في مسائل الاعتقاد وعجيب جداً، ومنها (فتح المجيد) وهو جميل جداً ولطيف، ومنها (القول السديد) جميل و-سبحان الله- غالباً كتابات ابن سِعْدِي -رحمة الله عليه- عجيبة جداً، وتجد عباراته جميلة وسهلة ومُركزة، و-سبحان الله- الله -سبحانه وتعالى- يوفق من يشاء للفهم والإدراك وغير ذلك.
من شروحات التوحيد (حاشية ابن قاسم) وهي جميلة جداً، جمع بين الكتب المتقدمة والمتأخرة في شرحه، ومنها كتاب شيخنا -رحمة الله عليه- ابن عثيمين وهو من ألطف وأجمل ما أُلف خاصة وأنه حاول أن يربط مسائل الإعتقاد بواقع الناس ويُفصل تفصيل دقيق يستطيع أن يصل إلى الناس بشيء من السهولة.
لست بصدد ذكر شروح كتاب التوحيد كلها، فالكتاب حظي بقبول ورواج، وهذا يدل على الإخلاص في قضية التأليف، و-سبحان الله- الكتب التي يؤلفها أصحابها بقلوبٍ صادقة يبتغون بها وجه الله، الله يرزقها قبولاً وصِيتاً في العالم كله، يعني لو جاء الشيخ محمد بن عبدالوهاب -رحمة الله عليه- ليرى أين وصل كتابه، طَوَّف شرق الدنيا وغربها، وربما نقول: قَلَّمَا مكتبة اسلامية على وجه الأرض إلا وفيها شيء من هذا الكتاب النفيس الصغير اللطيف، أو من هذه الشروح.
-سبحان الله- الشيخ محمد بن عبالوهاب -رحمة الله عليه- قام خصومه بالوقوف في وجهه، وأذكر موقف لا يُنسى لبعض العلماء وهو لأحد العلماء موريتانيا اسمه الشيخ بَتَال البُوصِيري، هذا العالم قدم إلى الحج وكان صوفياً، و-سبحان الله- بعض الناس يُوفق لقضية الأسلوب في ايصال الخير إلى الناس، يسهل علينا أن نقول: فلان مُبتدع وضال ومُنحرف، وهنا يجب علينا أن نعلم قاعدة مهمة جداً في الدعوة إلى الله -هذه ترى مهمة ويجب أن تتعامل معها، إذا طبقتها فستجد تعاملك وخلقك وأدبك وطريقتك تختلف - أن يكون همي قبول الناس للحق لا إقامة الحجة عليهم فقط، نحن نعلم أن إقامة الحجة تجب، لكن مع اقامة الحجة يكون همي أن يقبل الناس، ولهذا محمد - e- كان قلبه يتفطر حين يعرض الحق على الناس ولا يقبلوه، والله يُسليه فيقول له:] فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ [يعني هَون على نفسك، وما أسعد المرء حين يجد قضية القبول يفرح أشد الفرح، المهم هذا العالم جاءه أحد الموَفَقين وسحب الغلاف -غلاف الكتاب، يعني أصبح الكتاب بدون ذكر اسم المؤلف- وكانت بدايته الأبواب والآيات والأحاديث، فأعطاه لهذا العالم وقال له: اقرأه لعلك تجد فيه شيء من الملاحظات أو غيره. فلما قرأه قال: -سبحان الله- هذا لاشيء فيه، هذا آية وحديث واستباط ما فيه شيء. فقال له: خذ غلافه. لَمَا نظر قال: عجيب - كان لا يحب الشيخ -رحمة الله عليه- ولا عنده رغبة في قراءة كتبه-. بعدها -سبحان الله- أصبح سلفياً.
الشريط الأول لشرح كتاب التوحيد للشيخ الفاضل / عمر العيد حفظه الله
ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[08 - 05 - 07, 06:16 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الحربي وجزاك خيرًا
أخوك أبو عبدالله العنزي
ـ[ابو مصعب القاهري]ــــــــ[08 - 05 - 07, 08:37 م]ـ
ان القلب المريض يعشق الهوى ويحب التفلت لذا تجد صاحبه دائما ما يكره من يصدمه بكثرة النصوص واعتقد ان هذا هو السبب وراء كره البعض للشيخ الامام "محمد بن عبد الوهاب" .... فانك اذا ما فتحت اى كتاب للشيخ غالبا ما تجد الادلة والنصوص واضحة امام عينيك بل وستجد انها اكثر من كلام الشيخ نفسه وهو ما لا يرضي صاحب القلب المريض الذي يحاول دائما ان يتشبث بما يجده بين السطور من اقوال العلماء مما لا دليل عليه .... ولعل تمسك الشيخ الامام بالنصوص والادلة هو ما يجعل من الصعب انت تنتقده في شئ لذا يوصف من يؤيده بالوهابي حتى يظن العوام من المسلمين انه كالمتبع لطريقة ما _كالجعفرية والشاذلية والاحمدية وهكذا_ فيبتعدون عنه .... ولكن الله ابى ذلك فانتشرت كتبه وزاعت طريقته التي ما خرجت عن طريقة النبي محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم.
¥