تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[24 - 05 - 07, 05:12 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

أخي الكريم أبا حمزة وفقني الله وإياك وبعد:

أود أن أذكر ها هنا أمرين:

الأول: قولك أخي الكريم: (أقول يكون حقا قد منحه الله لنبيه أن يوجب و ينفذ ما أوجبه فيما يراه في مصلحة المكلف) هل يعني أنه منحه الحق بالتشريع استقلالاص من تلقاء نفسه؟

ثم قولك فيما يراه مصلحة هل هذا اجتهاد أولا؟

ما يصدر من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في نظرك أخي الكريم _ حسب ما فهمته من كلامك _ يكون ثلاثة أقسام:

1 - وحي من الله.

2 - اجتهاد من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقر عليه أو يبين الخطأ فيه.

3 - تصرف من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ليس بوحي خاص ولا باجتهاد منه.

الإشكال هو في القسم الثالث على اي شيء ينزل؟ وما دليله؟ وما هي أمثلته؟ ومن ذكره من أهل العلم؟

لأن أهل العلم ذكروا للسنة ثلاثة أقسام:

1 - سنة مؤكدة لما في القرآن.

2 - سنة مبينة ومفسرة له.

وهذا القسمان بإجماع أهل العلم.

3 - سنة زائدة عما في القرآن وهي التي سبقت الإشارة إليها لكن هذه السنة وحي من الله أيضاً بدلالة الكتاب والسنة وكون النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يشرع من تلقاء نفسه بدون وحي يحتاج إلى دليل بل هو يعارض ظاهر النصوص الآتية.

وأما قولك أخي (بأن الله أوحى اليه أن يقول " لو قلت نعم لوجبت " فلا اظنك تعني ذلك لأنه توجيه غريب) يبدو أخي أنه غريب في نظرك فقط وإلا فقول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هذا وحي من الله وهو يحتمل أمرين لا ثالث لهما:

أحدهما: أنه اجتهاد أقر عليه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فيكون وحياً بالإقرار.

والثاني: انه وحي ابتداء.

ويبدو أن السبب في الإشكال هو النظر في حقيقة الوحي وقد سبق أن ذكرت أنواع الوحي فلا يظن ان الوحي دائما يكون بمجيء جبريل يخاطب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مباشرة أو كمثل صلصلة الجرس ولا يلزم من ذلك أن يعلم به الصحابة أو يروه أو يحسوا به:

1 - عن أنس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال سمع عبد الله بن سلام بقدوم رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وهو في أرض يحترف فأتى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فقال إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي فما أول شرط الساعة وما أول طعام أهل الجنة وما ينزع الولد إلى أبيه أو إلى أمه؟ قال: " أخبرني جبريل آنفا ". قال جبريل؟ قال: " نعم ". قال ذاك عدو اليهود من الملائكة فقرأ هذه الآية {من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله} أما أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب وأما أول طعام أهل الجنة فزيادة كبد حوت وإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع الولد وإذا سبق ماء المرأة نزعت). قال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله يا رسول الله أن اليهود قوم بهت وإنهم إن يعلموا بإسلامي قبل أن تسألهم يبهتوني فجاءت اليهود فقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " أي رجل عبد الله فيكم؟ ". قالوا: خيرنا وابن خيرنا وسيدنا وابن سيدنا. قال: " أرأيتم إن أسلم عبد الله بن سلام؟ ". فقالوا: أعاذه الله من ذلك فخرج عبد الله فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. فقالوا شرنا وابن شرنا وانتقصوه قال: فهذا الذي كنت أخاف يا رسول الله " رواه البخاري

2 - عن أبي هريرة أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - صعد المنبر فقال: " آمين آمين آمين " قيل: يا رسول الله إنك حين صعدت المنبر قلت: آمين آمين آمين قال:" إن جبريل أتاني فقال: من أدرك شهر رمضان ولم يغفر له فدخل النار فأبعده الله قل: آمين فقلت: آمين ومن أدرك أبوية أو أحدهما فلم يبرهما فمات فدخل النار فأبعده الله قل: آمين فقلت: آمين ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فمات فدخل النار فأبعده الله قل: آمين فقلت: آمين " أخرجه أحمد وابن خزيمة وابن حبان والبيهقي والطبراني في الكبير وأبو يعلى في مسنده وغيرهم وإسناده حسن وفي الباب عن عمار وابن مسعود وجابر رضي الله عنهم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير