3 - وفي حديث أبي سعيد الخدري 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - حينما خلع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - نعليه في الصلاة قال: " إن جبريل - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أتاني فأخبرني أن فيهما قذرا " اخرجه أحمد وأبو داود وعبد الرزاق في المصنف وابن خزيمة وابن حبان والحاكم واختلف في وصله وإرساله ورجح أبو حاتم الموصول كما العلل لابن أبي حاتم (1/ 121) ورجحه الدارقطني أيضاً.
الثاني: أخي الكريم قد دلت النصوص وأقوال أهل العلم على أن كل ما يصدر من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فهو وحي من الله إما ابتداء أو انتهاء ومن هذه النصوص:
1 - قال الله تعالى: {وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى}، وهذا بيان من الله سبحانه وتعالى على أن سنة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وحي من الله جل وعلا فالضمير في قوله (إن هو) يعود على المصدر المفهوم من الفعل أي ما نطقه إلا وحي يوحى وهذا أحسن من قول من جعل الضمير عائدا إلى القرآن فإنه يعم نطقه بالقرآن والسنة وإن كليهما وحي يوحى وهذا ما رجحه ابن القيم _ رحمه الله _ وهو اختيار كثير من أهل العلم كالشافعي وابن عبد البر وشيخ الإسلام ابن تيمية والسعدي والشنقيطي وغيرهم.
2 - قال تعالى: {وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة} وهما القرآن والسنة فالحكمة السنة كما ذكر ذلك الشافعي وقال: سمعت من أرضى من أهل الهلم بالقرآن يقولون الحكمة سنة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -) المروزي في السنة (431) وهو المروي عن الحسن وقتادة ويحيى بن أبي كثير وغيرهم.
3 - وقال تعالى: {وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إلي إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم (15) قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أفلا تعقلون}
4 - قال الشافعي في المسند (ص 264) برقم (1269) والأم (7/ 299): أخبرنا مسلم بن خالد عن ابن جريج عن أبي طاووس عن أبيه أن عنده كتابا نزل به الوحي "
ثم قال الشافعي: (وما فرض رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من صدقة وعقول فإنما نزل به الوحي)
والأثر رواه البيهقي في كتاب المعرفة من طريق الشافعي (1/ 7) والخطيب في الفقيه والمتفقه (1/ 90) لكن فيه مسلم بن خالد صدوق كثير الأوهام وابن جريج مدلس وقد عنعن.
5 - وذكر الأوزاعي أيضا عن أبي عبيد صاحب سليمان بن عبد الملك أخبرني القاسم بن مخيمرة حدثني طلحة بن فضيلة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: قيل لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: سعر لنا قال: " لا تسألني عن سن أحدثها فيكم لم يأمرني بها ولكن سلوا الله من فضله "
قال ابن ناصر الدين في الرد الوافر (ص 26 – 28): (وخرج الإمام الزاهد الكبير أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي الشافعي في كتابه الحجة على تارك المحجة من حديث سريج بن يونس عن المعاوفي بن عمران عن الأوزاعي عن أبي عبيد يعني حاجب سليمان بن عبد الملك عن القاسم بن مخيمرة عن ابن نضيلة .. ) ثم ساقه وقال: (ورواه أبو بكر ابن أبي علي فقال أنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد ابن إبراهيم ثنا أحمد بن هارون ثنا سليمان بن سيف ثنا أيوب بن خالد ثنا الأوزاعي حدثني أبو عبيد حاجب سليمان بن عبد الملك حدثني القاسم بن مخيمرة حدثني طلحة بن نضيلة قال قبل لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - سعر لنا يا رسول الله فقال لا يسألني الله عز وجل عن سنة أحدثتها فيكم لم يأمرني بها ولكن سلوا الله من فضله.
تابعهما أبو يوسف محمد بن كثير المصيصي وأبو المغيرة عبد القدوس ابن الحجاج الخولاني وعيسى بن يونس عن الأوزاعي بنحوه.
وأبو عبيد مولى سليمان بن عبد الملك من ثقات تابعي أهل الشام اختلف في اسمه فقيل حيي سماه مسلم بن الحجاج في كتابه الكنى وصدر به البخاري كلامه في التاريخ الكبير وقال سماه هكذا عبد الله ابن أبي الأسود ثم قال قال عبد الحميد بن جعفر حوي)
¥