ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[04 - 06 - 07, 10:15 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الكريم أبا حمزة وفقك الله وبعد:
ما أتيت أخي الفاضل بجديد كررت الكلام نفسه آتيك بآيات من كتاب الله وتفسير السلف لها وأحاديث رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وشرح أهل العلم لها وآثار عن السلف ونصوص المحققين من أهل العلم ثم تردها بكلام من بنات أفكارك هداك الله.
هذه مسألة شرعية إما أن تأتي بآية من كتب الله وتفسيرها السلفي أو حديثاً عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أو قول صحابي أو إمام معتبر فيها وإلا فكلٌ يحسن الاستنباطات العقلية.
أنت أخي فرقت بين العقائد والغيبيات وبين العبادات وفرقت بين أصل تشريع العبادة وتفاصيلها.
هذا التفريق من أين أتيت به أخي الكريم هل يدل عليه نص آية أو حديث أو قول إمام؟
ـ[ابو حمزة الشمالي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 08:09 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته:
طيب يا أخي الكريم:
أسلم لك و بما جئت به من أدلة و آيات و آحاديث و تفسير سلفي و تركت بنيات أفكاري لي.
و قد تركت الكلام عن كل ما جئت به لأنه معلوم لا أنكره و لا يخفى على كثير من الناس إن شاء الله فالسنة وحي ترد بهيئات مختلفة.
و لكن أسلم لك بأن رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يقول بشيء الا بوحي مع أن قوله صلى الله عليه و سلم " لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة ".
وهذا لا يرد على وجه الاجتهاد لأنه لا يتعلق بحكم غير معلوم في الشريعة فهو متعلق بالطهارة و قد وردت فيها ضروب من الأفعال الشرعية و كلامه عليه السلام واضح أنه لم يوجب فقط لأجل المصلحة التي هو رآها.
و نترك هذا الحديث برمته و اقول هو اجتهاد كما تقول و أسلم لك بأنه عليه الصلاة والسلام لا يقول الا بوحي و لا يجتهد حتى يراجع ربه في اجتهاده.و أشكر لك نقولك و تأصيلك للمسألة.
ولكن ما القول في قوله: " لو قلت نعم لوجبت "
إما أن يكون ايجاب بلا وحي و هذا يرد على المعنى الذي تكلمت فيه أو يكون الله عز وجل قد أوحى الى نبيه أن يختار ما شاء إما الايجاب و اما عدمه فقال " لو قلت نعم لوجبت " و في كلا الأمرين ايقاع الوجوب عائد له صلى الله عليه و سلم فإن لم يرد التشريع على المعنى الأول ورد على المعنى الثاني. وهذا واضح.
وهذا مع التنويه على أن التشريع بالنسبة للمكلف يعني هذا واجب علي و هذا ليس بواجب.
ففي قوله " لو قلت نعم لوجبت " ترتب الحكم النهائي على ما أمر به صلى الله عليه و سلم فهو لم يقل نعم و لو قال لوجبت لأنه لا يقول على الله ما لا يعلم بحيث يقول لو قلت نعم لوجبت ثم لا تجب!.
فالنتيجة التي ترتبت على سؤال الرجل عن الحج هل كانت من اختيار الله عز وجل أم من اختيار رسوله صلى الله عليه و سلم من حيث الايجاب و عدمه؟
هذا هو المقصود.
ـ[ابو حمزة الشمالي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 08:18 م]ـ
لاحظ يا أخي أنك إن ضقت بي ذرعا فلك أن تقول هذا رأيك يا أبا حمزة و أنا لا أقول به ثم تتجاوزني الى من سواي و على الرحب و السعة.
و لكننا بشر خلق الله لنا قلوبا نفقه بها ولسنا طبولا ندندن بما لا نعي لكي تطلب مني الانسلاخ من تفكيري و رأيي و رؤيتي.
ولك كل الحب و التقدير
ـ[ابو حمزة الشمالي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 08:58 م]ـ
و مسألة التفريق بين العبادات والغيبيات يا أخي لا يحتاج إلى آية و لا دليل و لا قول إمام و إنما يحتاج لمسلم عاقل فقط فمعروف قول أهل العلم في أن النبي صلى الله عليه و سلم يجوز له الاجتهاد ومنهم من لا يقول بذلك و أنت ممن ينصر هذا القول أي أنه يجوز له الاجتهاد و في كتب الأصول نقولات كثيرة عن جمع من أهل العلم يجيزون للنبي صلى الله عليه و سلم الاجتهاد فهل تظن أنهم يجيزون له الاجتهاد في الغيبيات؟؟ من قال بهذا فقد كفر {قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن اتبع مايوحى إلي} هذا افتراض لا ينبغي طرحه فلا ريب أنهم عنوا بجواز الاجتهاد في العبادات.
ولكنك يا أخي تريد فقط تعنيتي بمثل ذلك الطلب و لم تتبين من أنه طلب لا ينبغي ذكره وأنا والله ما تكلمت أبحث عن تعنيت أحد و إنما رأيت شيئا فقلت به و لك أن تقول بما تشاء و لك أن تتجاهل كل ما قلت.
¥