فالحمد لله , لنا في الأمر سعة إن شاء الله
و يعلم الله أنك من أحب الناس الي في هذا الملتقى
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[04 - 06 - 07, 09:42 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الكريم أبا حمزة وفقك الله:
أولاً: أخي الكريم أنا لم أضق بك ذرعاً بل يشرفني أن نتباحث هذه المسألة ونخرج منها بفائدة، والمسألة مباحثة ومدارسة فلا مجال للحرج.
ثانياً: أنا لا أطلب منك أن تنسلخ من أفكارك يا أخي ولا أطلب منك اتباعي فيما أقول فقولي ليس وحياً ملزماً أو حجة شرعية وكلامي يحتمل الصواب ويحتمل الخطأ لكنه في ظني وحسب علمي صواب وإلا لم أقل به.
ثالثاً: المسألة يا أخي ليست رأياً أو رؤية تراها أو أراها أنا وإنما هي مسألة شرعية يفصل فيها النصوص وأقوال أهل العلم فهي الفيصل في هذا وإلا لجاز لكل شخص أن ينظر ويقعد بكلامٍ عقلي وعليه فهذا باب ينقتح ثم لا يغلق فليس تنظير زيد بأولى من تنظير عمرو، وكما فرقت بين العقائد والغيبيات وبين العبادات فيجوز لزيد أن يفرق بين أركان الإسلام وبين بقية الأحكام ويجوز لعمرو أن يفرق بين الأحكام التكليفية وبين الأحكام الوضعية وهكذا.
فالمقصود من أين لك هذا؟
أعني أريد كلام لهل العلم في هذا التفريق أو في وقوع التشريع من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ابتداء بدون اجتهاد وبدون وحي.
فإن أثبت هذا الأمر فاعلم أخي أني أفرح به وتكون فائدة نفسية وأكون شاكراً لك عليها.
رابعاً:الأصوليون تكلموا في هذا الباب في مسألتين خلافيتين:
الأولى: هل يجوز للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الاجتهاد أولا؟
الثانية: هل السنة تستقل بالتشريع أولا؟
وما سوى ذلك فالأصل عند الجميع أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مبلغ عن الله وكل ما يصدر منه وحي حتى على رأي الجمهور القائل بأنه يجوز للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الاجتهاد فهم يقولون يؤول إلى الوحي.
خامساً: أخي الكريم أنت لا زلت تكرر فهمك لهذا الحديث مستدلا به وهو عين النزاع أنت تستدل بعين النزاع وهذا لا أسلم به لك.
قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لو قلت نعم لوجبت " لا يخرج عن الوحي وهو الأصل وعلى مدعي الخروج عن الأصل الدليل وهو ما أطالبك به أخي الفاضل.
أما كيف يكون وحياً فبطرق الوحي السابقة والتي منها الإلهام أو يكون اجتهاداً يقره الوحي عليه أو ينكره.
ثم إنك قلت إنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - له حق التشريع في التفاصيل لا في أصل العبادات فما منزلة وجوب الحج مرة أو تكراراً هل هو أصل العبادة أو من تفاصيلها؟
سادساً: قولك بارك الله فيك: (ولكن ما القول في قوله: " لو قلت نعم لوجبت "
إما أن يكون ايجاب بلا وحي و هذا يرد على المعنى الذي تكلمت فيه أو يكون الله عز وجل قد أوحى الى نبيه أن يختار ما شاء إما الايجاب و اما عدمه فقال " لو قلت نعم لوجبت " و في كلا الأمرين ايقاع الوجوب عائد له صلى الله عليه و سلم فإن لم يرد التشريع على المعنى الأول ورد على المعنى الثاني. وهذا واضح) هذا تقسيم غير حاصر وقد سبق أن ذكرتُ ذلك بقي قسم ثالث وهو أن يكون الحكم بوحي كما أن قوله: " إلا الإذخر " في خطبة الحج وحي وكما أن قوله " افعل ولا حرج " وحي.
سابعاً: ما جوابك أخي الكريم عن انتظار النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - للوحي في كثير من المسائل والوقائع؟ وما جوابك عن قوله تعالى: {يسألونك عن الخمر والميسر} و قوله تعالى: {يسألونك عن الشهر الحرام} وقوله تعالى: {يسألونك عن اليتامى} وقوله تعالى: {يسألونك عن الأهلة} وقوله تعالى: {ويسألونك عن المحيض} ونحوها من الآيات.
يسألون النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فينتظر جواب الله تبارك وتعالى عنها ونزول الوحي بحكمها.
ثامناً: قولك أخي: و لكن أسلم لك بأن رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يقول بشيء الا بوحي) حسنٌ هذا ما كنت أقوله وهذا يناقض قولك إنه يشرع من تلقاء نفسه بدون وحي.
¥