ـ[نضال مشهود]ــــــــ[17 - 05 - 07, 02:03 م]ـ
أخي الفاضل لا نشك أن العلماء حينما يجمعوا يستجلون بأدلة شرعية
السؤال هل كل إجماع يعني أن الكل استدل بدليل شرعي .. ؟؟
أم أن الاجماع قد يكون بدليل شرعي وأدلة عقلية على اختلاف المجمعين من العلماء؟؟
أخي الفاضل،
مجرد المصادفة في اتحاد الآراء والاجتهادات من جميع أفراد الأمة إجماعُ يحتج بها في الدين.
لأن الأمة لا تجتمع على ضلالة، وما رآه المسلمون خيرا فهو عند الله خير.
فاتحاد آراء المسلمين -بأي سند كان أفراد هذه الآراء- دليل على أنه توفيق من الله تبارك وتعالى.
ثم طلب بسيط أخي الفاضل الحبيب
أريد إجماع واحد مستقل بنفسه ... في العقيدة طبعا؟؟
ومعلوم أن إجماعات العلماء قد تكون مستقلة بمعنى أنها من غير استناد لدليل
مثاله انعقاد الإجماع أن نجاسة الماء تكون بتغير إحدى أوصافه الثلاث المعروفة ,,, ومعلوم أن ماجاء في ذلك من الحيث ضعيف
فصار هذا الاجتماع مستقل بذاته
ولو فرضنا أن المجمعين استدلوا بدليل على إجماعهم ... فإجماعهم صحيح ولكن الأصل هو النص والدليل ... وهذا معلوم
جميع الإسلام قد فرغ منه بيانه. فقد أكمل الله دينه يوم أكمله. فليس هناك أمر في الدين -في العقائد والأعمال- إلا وقد أتى بيانه نصًّا من الله ورسوله. فكما يقول شيخ الإسلام: النصوص شاملة لجميع الأحكام! فطلبك أخي الكريم طلبُ لما استحال وجوده، فلا جواب له إلا افتراضيا.
وهذا في نفس الأمر الموجود المحقق. وأما في حق الأشخاص -علماء وطلبة العلم- فقد يغيب النص عند أحدهم أو عند كثير منهم على مسألة ما -مجمعا عليها- فلا يكون لديهم عندئذ حجة إلا (مجرد الإجماع).
فيقولون بلسان الحال: " لا نجد هنا نصا صحيحا على المسألة بعينها. لكن عندنا نصوص ثاتبة من الكتاب والسنة تدل دلالة قطعية على حجية الإجماع. وقد وجدنا هنا إجماع. فنستدل بهذا الإجماع على تلك المسألة ".
أعيد فأقول أريد إجماع مستقل بنفسه في العقيدة؟؟
طيب. أضرب لك المثال كي يرتاح بك البال:
"مسألة إجلاس الله تعالى عبده محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على العرش معه يوم القيامة ".
ليس عندنا الآن نص من القرآن على المسألة. ولا حديث نبوي عليها وصلنا عن طريق صحيح.
وإنما لنا إجماع عليها منعقد في عصر مجاهد 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أو بعده.
فإن صحت حكاية هذا الإجماع فهو حجة مستقلة على إثباتنا لهذه المسألة العقدية (مع عدم نص صريح صحيح عليها).
وعندئذ نقول: هذ القول حق، لأنه قول جميع الأمة أو جميع العلماء، وقد تقدم أنهم لا يجتمعون على ضلالة أبدا - بنص الحديث، والحديث حجة بنص القرآن، والقرآن حجة لأنه كلام الله تعالى.
أو نقول: وجود هذا الإجماع دليل على أن هناك نص موافق له، إلا أن ذلك النص غائب عنا الآن - لعدم اشتهاره بيننا أو لذهابه مع من ذهب من الصحابة والأئمة.
وليعلم الأخوة أني لم أتكلم من اجتهاد شخصي ... إنما هذا قول كثير من مشايخنا في الكويت أو المملكة أو غير ذلك
ولذلك نص الإمام أحمد أنه ليس في العقيدة قياس ولا اجتهاد ... وللكلام بقية إن شاء الله
والله أعلم
إلا "اجتهاد" في طلب الأدلة -من النص والإجماع- واجتهاد في فهم الأدلة
وفاح مسك السلام.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[19 - 05 - 07, 03:23 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
نعم كما ذكرت أخي الكريم نضال لا إجماع إلا عن مستند لكنه قد يخفى على البعض.
وأما مسألة إجلاس الله تعالى عبده محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على العرش معه يوم القيامة فهذه مسألة لها مستند:
وهو قوله تعالى: {عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً} فمما يدخل في المقام المحمود إجلاس الله تبارك وتعالى لنبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على العرش كما قال مجاهد، وتفسير مجاهد _ رحمه الله _ من أصح التفاسير ومثل هذا لا يقوله مجاهد من تلقاء نفسه كيف وقد عرض القرآن على ابن عباس ثلاث مرات يوقفه عند كل آية ويسأله عنها:
¥