تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأجابوا عن الآية التي فيها القسم بالعمر بأن الله تعالى يقسم بما شاء من خلقه وليس ذلك لغيره لثبوت النهي عن الحلف بغير الله تعالى , وقد عد الأئمة ذلك من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم ; لأن الله تعالى أقسم به حيث قال: {لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون} وأيضا فإن اللام ليست من أدوات القسم لأنها محصورة في الواو والباء والتاء. وقد ثبت عند البخاري في كتاب الرقاق من حديث لقيط بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال {: لعمر الأهل وكررها} وهو عند عبد الله بن أحمد وعند غيره قوله: (أقسمت عليك) قال ابن المنذر: اختلف فيمن قال: أقسمت بالله أو أقسمت مجردا , فقال قوم: هي يمين وإن لم يقصد , وممن روى عنه ذلك ابن عمر وابن عباس , وبه قال النخعي والثوري والكوفيون

وقال الأكثرون: لا يكون يمينا إلا إن نوى وقال الإمام مالك: أقسمت بالله يمين , وأقسمت مجردة لا تكون يمينا إلا إن نوى. وقال الشافعي: المجردة لا تكون يمينا أصلا ولو نوى , وأقسمت بالله إن نوى يكون يمينا , وكذا لو قال: أقسم بالله , وقال سحنون: لا يكون يمينا أصلا

وعن [ص: 267] الإمام أحمد كالأول وعنه كالثاني , وعنه إن قال: قسما بالله فيمين جزما لأن التقدير أقسمت بالله قسما , وكذا لو قال: آليت بالله

قال ابن المنير: لو قال أقسم بالله عليك لتفعلن فقال نعم هل يلزمه اليمين بقوله نعم وتجيء الكفارة إن لم يفعل؟ قال: وفي ذلك نظر قوله: {ليس منا من حلف بالأمانة} قال في النهاية: يشبه أن تكون الكراهة فيه لأجل أنه أمر أن يحلف بأسماء الله وصفاته , والأمانة أمر من أموره فنهوا عنها من أجل التسوية بينها وبين أسماء الله كما نهوا أن يحلفوا بآبائهم. قال: وإذا قال الحالف: وأمانة الله كانت يمينا عند أبي حنيفة والشافعي لا يعدها يمينا , قال: والأمانة تقع على الطاعة والعبادة الوديعة والنقد والأمان , وقد جاء في كل منها حديث .... "

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير