[الدلائل العقلية في فضل أصحاب خير البرية]
ـ[هشام أبو يزيد]ــــــــ[09 - 05 - 07, 10:55 م]ـ
الحمد الله حمد يليق بجلاله وكماله وصلى الله على محمد وصحبه وآله وبعد:
فبالرغم من كثرة الآيات والأحاديث التي تنطق بعظيم مكانة أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إلا أن الأمر لا يحتاج إلى استدلالات شرعية لظهورها عقلا، لأن العقل يسلم بفضل أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لكل من رضي بالإسلام دينا.
فإذا كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قد ختم الله به الرسالات وجعل رسالته هي المهيمنة على سائر الأديان فكيف لا يُهيئ الله تعالى له أصحابًا يحملون رسالته من بعده؟
لقد فضَّل الله عز وجل رسوله محمدًا على سائر الرسل، وفضل كتابه على سائر الكتب، وفضل أمته على سائر الأمم، فكان من المنتظر أن يكون أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قد فضلهم الله على سائر أصحاب الأنبياء الآخرين.
ثم إن هذه الرسالة العظيمة تحتاج إلى من يحملها عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فكيف صحَّ أن يكون أصحابه ثلة من المنافقين المرتدين كما يدعي الشيعة الملاعين. لو كان الأمر كما يدعون فإن هذا يدل على بطلان رسالة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وأن صاحبها لم يكن صادقا (حاشا لله) لأنه لو كان صادقا لأيَّده الله عز وجل بأصحاب أوفياء مخلصين لدينه.
قد يقول رافضي: إن الله تعالى أيده بآل البيت فنصروا دينه وحملوا الأمانة!! وهذا لا يقوله إلا أعمى أو غبي. فالشيعة أنفسهم يقرون بأن ما يسمونهم بالأئمة المعصومين من آل البيت قد ظُلموا من الصحابة واغتُصبت حقوقهم ولم يستطيعوا استردادها، واضطروا أن يستعملوا التقية مع المرتدين (الصحابة في نظرهم) حتى لايبطشوا بهم. وبهذا لم يظهر الدين كما وعد الله تعالى بذلك {هوالذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون} بل إن هؤلاء المرتدين في نظر الشيعة (أي سلف هذه الأمة) قد فتحوا البلاد شرقا وغربا فجابوا الأرض ينشرون فيها دينهم وتقوقع الأئمة المعصومون في جحورهم – لو صح أن ما يدعو إليه الشيعة هو الحق فإنه يدل بطلان هذا الدين (الإسلام) لأن أتباعه الذين هم آل البيت وشيعتهم قد ظلوا عهدهم كله في ذلة وصغار منذ بدأ الدين حتى يومنا هذا.
أيضا إن المتأمل في أحوال الصحابة رضي الله عنهم مع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يجد أقواما باعوا أنفسهم لله ورسوله، تركوا أوطانهم وأموالهم وأولادهم ليهاجروا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقاتلوا معه حتى افتدوه بأنفسهم، وأحبوه حبا ملك عليهم شغاف قلوبهم فبذلوا لأجله الغالي والنفيس حتى كانوا يقتتلون على وضوئه، ويرون النظر إلى وجهه الشريف يهوِّن عليهم كل مصيبة، فكيف ساغ لهم بعد هذا أن يكفروا به بعد موته!!!!
ثم. . لما ادعى الشيعة الأشرار أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كفروا بعده وخانوا الأمانة فيقال لهم: أكان الله تعالى يعلم ذلك أم لا؟ هل كان ربنا سبحانه يعلم أن أصحاب النبي سوف يكفرون به بعد موته أم لا يعلم؟
فإن هم أجابوا بالنفي وقالوا: لا يعلم ذلك. فقد أعلنوا كفرهم البواح فلا فائدة من الحديث معهم.
وإن أجابوا بالإثبات وقالوا: نعم، يعلم. فهنا نسألهم إذا كان الله تعالى قد علم أن أصحاب النبي سوف يرتدون بعد موته فلماذا لم يختر له أصحابًا غيرهم يكونون أهلا لحمل هذه الأمانة العظيمة؟ وقد بين ربنا جل وعلا في قرآنه الحكيم أنه لو انخذل قوم عن نصرة دينهم فإن الله سوف يستبدلهم بمن هو خير منهم فيقوم بحمل الأمانة فقال: {وإن تتولوا يستبدل قوما غيركمثم لا يكونوا أمثالكم} وهاهم الصحابة –على اعتقاد الشيعة- قد تولوا عن الدين الحق واجتمعوا على الضلالة فلماذا لم يستبدلهم بآخرين أحسن منهم؟
إن هذا يضعهم في مأزق لا مفر منه فإما أن لا نصدق ربنا جل وعلا {ومن أصدق من الله قيلا} وإما أن نقول إن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قد قاموا بالواجب خير قيام.
بل إن الله عز وجل لم يدع الصحابة دون أن يستبدلهم بآخرين فحسب بل نراه قد أيدهم ونصرهم على أعتى قوتين في العالم آنذاك، فأسقطوا عروش كسرى وقيصر وفتحوا المدائن والقرى وانتشر ذكرهم على طول الأرض وعرضها. فهل يكون هؤلاء منافقين ويجازيهم الله هذا الجزاء؟! نعوذ بالله من الغباء.
فإن ردَّ الشيعة بأن الله استبدلهم بآل البيت فإن الرد عليهم قد سبق، وهو أن آل البيت باعترافهم قد ذلوا واستصغروا ولم تظهر لهم كلمة وظلوا خائفين طوال عهدهم واستعملوا مع مخالفيهم الكذب (التقية) حتى لا يعرفهم أحد.
وبهذا يكون آل البيت هم الذين يحتاجون إلى أن يستبدلهم الله لأنهم لم يستطيعوا تحمل الأمانة التي كلفهم الله بها. (هذا طبعا في عقيدة الشيعة).
وهذا يبين لك أن الشيعة قد بنوا دينهم على شفا جرفٍ هارٍ فانهار بهم في نار جهنم والعياذ بالله.
إن هذا الكلام مناقشة عقلية لا يختلف عليها الموافق والمخالف ليس فيها استدلال بآية أو حديث على فضل الأصحاب الأبرار بل كلها مما يتفق عليها أهل السنة والروافض.
¥