تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[القول الوافي في حمار الكافي.]

ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[10 - 05 - 07, 06:32 م]ـ

... الحمد لله رب العالمين، الملك الحق المبين، الذي جعل الدِّين واحدا، قال عز وجل: (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ) (آل عمران: 19) ... ولهداية عباده إلى صراطه المستقيم، أرسل الرسل وأنزل معهم الكتب، قال سبحانه: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ... ) (الحديد: 25)؛ وكان كل نبي يضع لبنةً في بناء صرح الدِّين الذي ما زال يُشيَّد ويُقام، حتى بعث الله تعالى خاتم الرُّسْل المكرمين، صلى الله عليه وسلم، فوضع اللبِنة الأخيرة واكتمل البنيان ... ولهذا وجبَ أن لا يؤخذ الدِّين إلا من القرآن الكريم، الناسخ لكل ما سبقه، قال جل ثناؤه: (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ) (المائدة 48)، ومما بيَّنه به نبي الرحمة الذي أنزِل عليه قولُ الباري عز وجل: (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) (النحل: 44)، وقال تعالى: (وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً) (النساء: 113)؛ وقال النبي المختار صلى الله عليه وسلم: ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه ... وقد أرشدنا ربنا، له الحمد، إلى أحسن السبل عند التنازع في أي شيء كان، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) (النساء: 59)؛ والردّ إليه سبحانه، يكون بالرجوع إلى كتابه الذي (لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ) (فصلت: 42)، والردّ إلى الرسول يكون بالرجوع إلى ما صح وتبث من سنته قولا وفعلا وتقريرا، إذ هو المعصوم وحده الذي قال عنه رب البريئة: (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) (النجم 3 - 4) ...

... ومن هذا المنطلق، ننظر في حديث " الحمار " الوارد في (أصول الكافي) // قال: عن أمير المؤمنين عليه السلام إن غُفيراً - حمار رسول الله صلى الله عليه وآله - قال له: بأبي أنت وأمي، يا رسول الله، إن أبي حدثني عن أبيه عن جده عن أبيه: أنه كان مع نوح في السفينة، فقام إليه نوح فمسح على كفله ثم قال: يخرجُ من صلب هذا الحمار حمارٌ يركبه سيدُ النبيين وخاتمهُم؛ فالحمد لله الذي جعلني ذلك الحمار ...

... وفي الكافي للكليني، كتاب الحجة: باب ما عند الأئمة من سلاح رسول الله = عن أمير المؤمنين علي أنه قال: إن أول شيء من الدواب توفي: هو عفير، حمار رسول الله؛ توفي ساعة قبضَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قطع خطامه ثم مر يركض حتى أتى بئر بني خطمة بقباء فرمى بنفسه فيها فكانت قبره ... قال: إن ذلك الحمار كلّم رسول الله فقال: بأبي أنت وأمي، إن أبي حدثني عن أبيه عن جده عن أبيه أنه كان مع نوح في السفينة فقام إليه نوح فمسح على كفله ثم قال: يخرج من صُلب هذا حمارُُ يركبه سيد النبيين وخاتمهم ... قال عفير: فالحمد لله الذي جعلني ذلك الحمار ... // قال أحدهم، قال المجلسي في مرآة العقول: ضعيف، وآخره مرسل ... /

... أقول: لا شك أن الحمار، الحيوان الأليف المعروف، فيه منافع للناس، قال الله تعالى: (وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) (النحل 8)، فهو إذاً من جملة ما سخر الله لعباده من الدَّواب: يُركب، ويُحمل عليه الثّقل، ويُستعمل في الحرث والسقي ... كما شبَّه به الله تعالى محرِّفي الكتب، قتَلة الأنبياء، قال: (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير