تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (الجمعة 5) ... وجاء في نهي لقمان ابنه عن رفع الصوت: (وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ) (لقمان: 19) ...

... فأنى لصاحب أنكر الأصوات أن ينطق بلسان عربي مبين، كما جاء في رواية الكليني بسنده الذي يُدعى السلسلة الذهبية عند الرافضة؟

... باعتبار أن نبي الله نوح عليه السلام، وُلد سنة 2970 قبل المسيح عيسى عليه السلام، كما ورد في الكتب القديمة، وأن مولد خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم كان سنة 571 ميلادية، يكون الفرق الزّمني بينهما 3541 عاماً // وباعتبار أن الله تعالى لما نجى أهل السفينة،كان نوح عليه السلام قد بلغ من العمر600 سنة، أي أن الطوفان كان سنة 2370 قبل أن تلد مريم ابنها عليهما السلام،// وباعتبار غفير أو عفير " الحمار المحدِّث " ركبه النبي صلى الله عليه وسلم بعد خيبر، يكون بينه وبين جدّ أبيه الذي كان على ذات ألواح ودسُر 3003 من السنوات ...

... فأين عقول هؤلاء القوم؟ معدل عمر الحمار يتراوح بين 30 و 35 سنة، وإن عمّر فلقلَّما يصل إلى 50 عاماً ... يلزم إذن أكثر من 60 حماراً ليتصل السند ... والكليني لم يذكر إلا أربعة، والراوي خامسهم ... أم تراه جعل عمْر كل من حميره ستة قرون أو يزيد؟ فإن يكن كذلك، فإن الحمار الراوي كان قبل عيسى عليه السلام ... وعمّر حتى زمان الرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم، وأي ذي لبِّ يقبَل بهذا؟

... ولنعُد الآن إلى متْن الحديث:

- قال: عن أمير المؤمنين عليه السلام إن غُفيراً - حمار رسول الله صلى الله عليه وآله - قال له: بأبي أنت وأمي، يا رسول الله، إن أبي حدثني عن أبيه عن جده عن أبيه: أنه كان مع نوح في السفينة، فقام إليه نوح فمسح على كفله ثم قال: يخرج من صلب هذا الحمار حمار يركبه سيد النبيين وخاتمهم؛ فالحمد لله الذي جعلني ذلك الحمار ...

... أقول: والله، عارٌ ... عارٌ وأي عارٍ أن ينسب هذا اللغو الذميم للخليفة الراشد الرابع كرم الله وجهه ورضي عنه ... أليس هذا طعناً فيه سوَّلتْه نفسُه لواضعِ هذا التقول المشين؟ ويدَّعون محبة الإمام واتباعه، بل منهم من ألَّهه وذريتَه ... كيف سيكون حالكم، يا قوم، غداً حين يكفرون بشرككم وتُرَد عليكم عباداتكم الباطلة؟ ماذا سيكون ردّكم يوم يكون الإمامُ لكم خصماً يا من يستهزؤون به، وبعلمه؟ ماذا ستجيبون حين تُسألون؟ ...

... " بأبي أنت وأمي، يا رسول الله " ... كلمة كان يقولها الصحابة الكرام، رضي الله عنهم جميعا ... كانوا يقولونها صادقين، فهم الذين ضحوا بأنفسهم في مواطن كثيرة دفاعاً عن الحبيب المصطفى صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه ... فهل تريدون أيها المارقون أن تثبتوا للحمار صحبة؟ أما تعقلون؟ أي دين هذا الذي يؤخد عن الحمير؟ تالله لقد وضعتم جماجمكم الفارغة عرضة للسخرية بأقاويلكم التافهة وأفاعيلكم الباطلة ... حمار يفدي بأبيه الحمار وأمه الحمارة، فواعجبا ... أبعد هذا الضلال ضلال؟

... " إن أبي حدثني عن أبيه عن جده عن أبيه " ... سبحان الله، تناهق الحميرُ، وتمر قرون عِدّة، ويترجم الحفيد نهيق آبائه وأجداده إلى لسان العرب ... يا لها من ذاكرة عند طويل الأذنين الموصوف بالغباء ... أكثر من 700 خريف، ولم ينس حرفا مما شهق ونهق به أبوه، حتى أداه كما سمعه ووعاه ... يا لخيبة عقول تحمّرت ..... أفوق هذا اللغو لغو؟ وهل وراء هذا الغي غي؟

... فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون؟ تالله، لم يقصد واضعُ هذا التقول الشنيع إلا الطعن في المسلمين عامة، والمحدِّثين منهم خاصة ... لأن من جعل من النهيق حديثاً يُروَى لا يمكن أن يكون إلا زنديقاً من عبدة النار أو يهودياً باء بالغضبيْن فأمسى من جنود الغاوي يستهزيء بالمتشيعة الرافضة ويدعوهم إلى عذاب السعير بحثِّهم على التقرب من ربهم بهذا القول المقيت ... ليت شعري، لعل الحال يوافق المقال ويطابقه تماماً عندما يحمد الرافضي ربه بحمد " الراوي " في آخر الحديث ....

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير