تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وفي شهادة نادرة يقول الدكتور مفيد شهاب وزير التعليم العالي بمصر سابقا في ندوة رابطة الجامعات الإسلامية بعنوان " الإعلام الدولي وقضايا العالم الإسلامي " المنعقدة برحاب جامعة الأزهر في 30\ 11 \ 1998:) إن الهجوم على الإسلام والمسلمين ليس وليد اليوم أو الأمس القريب، ولكنه يرجع إلى نشأة الإسلام نفسه، ولم يتوقف الهجوم ولم ينته.) وترجع أسباب ذلك كما يقول إلى عوامل متعددة (بعضها تاريخي يتمثل في العداء التقليدي الأوربي للعالم الإسلامي، وبعضها اجتماعي يتمثل في تباين أسلوب الحياة بين المسلمين والغرب، وبعضها سياسي يرجع إلى فترة الاستعمار حيث مازالت الدول الغربية تنظر إلى العالم الإسلامي باعتباره ثائرا ومتمردا عليها، فالعالم الغربي لا يريد للعالم الإسلامي أن يستكمل نهضته) جريدة الشعب في مصر 31\ 11 \ 1998

عداء تكشف في العصر الحديث بدءا من حملة اللورد اللنبي على القدس أثناء الحرب العالمية الأولى: وتصريحه عند دخولها بقوله (اليوم انتهت الحروب الصليبية)، وتهنئة وزير الخارجية لويد جورج له لإحرازه النصر في آخر حملة من الحملات الصليبية، والتي سماها لويد جورج (الحرب الصليبية الثامنة).وتصريح الجنرال غورو الفرنسي عندما تغلب على جيش المسلمين في ميسلون - خارج دمشق - في العصر الحديث عندما توجه فورا إلى قبر صلاح الدين الأيوبي عند الجامع الكردي، وركله بقدمه وقال: (ها قد عدنا يا صلاح الدين)، واليوم عندما أعلن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جورج دبليو بوش الحرب على الإرهاب فإنه سماها حربا صليبية، أعلن ذلك في وعي، أو في زلة لسان كما يقول المثبطون للمسلمين، ولكنها معبرة عما هو مطمور في أعماق النفس كما يعرف أتباع فرويد.

وعلى مستوى العقيدة: ترجع حركة الأصولية المسيحية الصهيونية التي تهدد مقدسات الإسلام إلى ما يسمى حركة الإصلاح البروتستانتي التي قامت في أوربا في القرن السادس عشر. وتبدأ القصة مما قامت به البروتستانتية من إعادة الفرد المسيحي إلى الكتاب المقدس لفهمه مستقلا عن الكنيسة، وجعل العهد القديم – ما فيه مما يُزعم أنه توراة – مادة للقراءة والتفسير الديني مرة أخرى، مما أدى إلى إعادة اكتشاف الجذور اليهودية للمسيحية .. ، ولقد أدت هذه الحركة إلى فتح السفر المختوم – سفر رؤيا يوحنا – اللاهوتي أحد أسفار العهد الجديد، هذا السفر الذي كان مغلقا أيضا، لا يقرأ إلا من قبل الكنيسة الكاثوليكية، وهو يمثل الآن الأساس الأكثر تفصيلا لما يسمى (عقيدة الملك الألفي). ومع ذلك فإن هذه العقيدة لم يؤمن بها في بداية الأمر إلا بعض فرق البروتستانت، ثم ظهرت حركة " الأطهار" في انجلترا، حيث رأى هؤلاء أن أمريكا هي بالنسبة لهم أرض الميعاد الجديد، لذا كانت الهجرة الأولى للأطهار تحمل معها نزعة عبرية. وتتجلى عقيدة الملك الألفي – كما يقول الدكتور القس رفيق حبيب - في ثلاث دوائر متداخلة: يأتي في قلبها الأصولية المسيحية المعاصرة، وهي بالتحديد ما أصبح يسمى بالحركة الأصولية المسيحية الصهيونية. ويأتي في الدائرة الوسطى ما يسمى الأصولية الاقتحامية وتشمل التيار المتشدد للحركة الإنجيلية، وفي الدائرة الخارجية يأتي ما يسمى الأصولية التبشيرية وهي الجسم الأكبر للحركة الإنجيلية أو الإنجيلية المحافظة.

أما الحركة الأصولية الاقتحامية فهي الأصولية المؤمنة بالملك الألفي وعودة المسيح بعد عودة اليهود وإعادة بناء هيكل سليمان، وقيام الحرب النووية بين الخير والشر، وهؤلاء يؤيدون إسرائيل باعتبارها تحقيقا لنبوءات الكتاب المقدس.

لكن السؤال هو: متى يعود المسيح؟ هنا تظهر نظريتان عند أصحاب العقيدة الألفية: النظرية الأولى وتسمى الأصولية البعد ألفية، وهي تعتقد أن المسيح سوف يعود للأرض بعد أن يحكم المسيحيون العالم، ويبنون ملكا مسيحيا أرضيا لمدة ألف عام.

والنظرية الثانية وتسمى الأصولية القبل ألفية، وهي أن يسوع المسيح سوف يعود للأرض ليبدأ هو حكم الأرض بنفسه لمدة ألف عام

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير