تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وإفريقيا،وعلى مقربة من قناة السويس قوة صديقة للاستعمار وعدوة لسكان المنطقة) أنظر كتاب " أورشليم قاتلة الأنبياء " لمحمود شرقاوي ص 15 وما بعدها.

وعلى هذا الأساس تسللت الصهيونية إلى عصبة الأمم التي يؤكد بعض الباحثين أنها صنيعة يهودية، وكان أول عمل قامت به هو قيام السير إيريك ديرموند بتوجيه رسالة إلى حاييم وايزمن أكد له فيها أن حماية حقوق اليهود ستكون من أهم واجبات عصبة الأمم، ….

يقول الزعيم الصهيوني ناحوم وسكوف في المؤتمر اليهودي الذي عقد في كارلسباد بتاريخ 27\ 8\1922 ونشرته جريدة نيويرك تايمز في اليوم التالي: " إن عصبة الأمم فكرة يهودية، لقد خلقناها بعد كفاح دام خمسة وعشرين عاما "أنظر كتابه " خطر الصهيونية " لعبد الله التل.

وإذا كانت هذه هي أيادي عصبة الأمم فقد أكملت هيئة الأمم المتحدة المسيرة الصهيونية المشئومة بعد ذلك إذ بادرت في أول قيامها إلى إصدار قرار تقسيم فلسطين .. وتغافلت تماما عن تنفيذ الجوانب التي صدرت في مقرراتها لمصلحة العرب، لقد صدر عن هيئة الأمم المتحدة أكثر من مائة قرار تم إهمالها: منها ما يتعلق بحقوق اللاجئين في التعويض والعودة، وما يتعلق بالجلاء عن الأراضي التي احتلت عام 1967، وما يتعلق بسلامة المواطنين العرب في الأرض المحتلة، وحقوقهم الإنسانية، وما يتعلق بإدانة إسرائيل لاعتداءاتها المتكررة على العرب الآمنين، فما معنى ذلك؟

بينما تسارع هيئة الأمم إلى وضع قراراتها ضد غير إسرائيل في نطاق المادة الخمسين من ميثاق هيئة الأمم المتحدة التي تدفع إلى التنفيذ الفوري بالقوة كما حدث مع العراق في الحرب العالمية ضده عام 1991 ثم في الحرب التي وقعت ضده منذ مارس 2003 ولا زالت، والأمر في ذلك هو كما قال الأستاذ عباس العقاد منذ عقود ولا تزال الأحداث تؤكد ما قال وتزيده وضوحا: (إن الحالة الواحدة لتطرأ على إسرائيل وتطرأ على بلد من بلاد الإسلام فينظرون إليها في الغرب بعينين مختلفتين: كل من الباكستان وإسرائيل دولة قامت على أساس العقيدة الدينية ولكنك تقرأ في كلام الغربيين أن الباكستان أمة متأخرة لأنها قامت على أساس دينها، ولا تقرأ شيئا من هذا القبيل بتة عن الصهيونية ودولة إسرائيل، بل تقرأ عنهم كل ما شاءوا من أوصاف التقدم والحضارة) أنظر كتابه " الصهيونية " ص 37

ولقد استيقظت هذه العنصرية الثعبانية في دورتها الحالية بعد إذ تنبه الغرب لخطر الصحوة الإسلامية التي بدأت منذ بداية القرن العشرين وتعاظمت حول منتصفه، وجاءت تصريحات حلف الناتو ليحدد ما أصبح واضح التحديد.

وذلك في اجتماعات الحلف في يوليو عام 1990 ليضع استراتيجية الحلف بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وتفتت حلف وارسو، ففي حديث أجرته جريدة نيوزويك بعددها 2 يوليو 1990 مع الوزير الإيطالي السنيور جياني ديميكليس سئل: مادام الغرب لم يعد يواجه بتهديد عسكري من الكتلة الشرقية فلماذا تحتاج أوربا إلى تلك القوة الضاربة التي يمثلها الحلف؟ قال الوزير الإيطالي: صحيح أن المواجهة مع الشيوعية لم تعد قائمة إلا أن ثمة مواجهة أخرى يمكن أن تحل محلها بين العالم الغربي والعالم الإسلامي) جريدة الأهرام 17\ 7\1990 مقال فهمي هويدي

و أعلنت فرنسا وإيطاليا في 18\ 3\ 1993 أن ظاهرة الصحوة الإسلامية هي الخطر الرئيسي في السنوات المقبلة – أي بعد اختفاء الاتحاد السوفيتي - وأن هذه الظاهرة تستهدف تخريب أوربا والغرب، وجاء ذلك في تصريحات لكل من وزير الخارجية الفرنسي رولان دوما، والمتحدث الرسمي باسم الخارجية الفرنسية موريس جودو، وعلى لسان وزير الداخلية الإيطالية نيكولا مانشيتو في تصريحاته للإذاعة الإيطالية، وأمام البرلمان الإيطالي. جريدة الخليج 19\ 3\1993

. .

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير