[كلمات سلفية في أركان الإيمان ...]
ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[15 - 05 - 07, 09:35 ص]ـ
إنَّ الْحمْد لِلهِ نحمده، ونسْتَعينُه، وَنستغفِره، ونعوذُ بِاللهِ مِنْ شُرورِ أَنْفسنا ومنْ سيّئاتِ أعْمَالِنا، مَنْ يهْده الله فلا مُضلَّ له، ومنْ يُضْللْ فَلا هاديَ لهُ، وأشهدُ أَنْ لا إلهَ إلا الله، وحْدَه لا شَريكَ لهُ، وأشْهدُ أَنَّ مُحمدًا عبدهُ ورسُولُه.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون} (آل عمران:102).
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (النساء:1).
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيما} (الأحزاب:70 - 71).
أما بعد؛ فإنَّ خيرَ الحديثِ كتابُ اللهِ، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وشرَّ الأمورِ مُحْدَثَاتُهَا، وكُلَّ محدثةٍ بدعةٌ، وكُلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكُلَّ ضلالةٍ في النَّار.
إنَّ المتصفح للتاريخ الإسلامي يجد أن هذه الأمة الإسلامية الخاتمة كانت في سالف دهرها أمة موفورة الكرامة، عزيزة الجانب، مرهوبة القوة، قوية الشوكة، لكنها لما أضاعت أمر ربها، وبدلت سنة نبيها - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وراجت أسواق الشرك والبدع والتبعية؛ صار أمرها إلى إدبار، وعزها إلى إذلال، ومجدها إلى زوال، فهذا حالها لا يخفي على أحد:
من ضياع للهوية، ومن تمييع للقضية، ومن إهدار للأهمية، ومن تجريد من الأفضلية، حتى صارت أمة ذليلة بين الأمم؛ يتكالب عليها الأعداء من كل حدب وصوب، ولولا أنها الأمة الخاتمة التي تعهد الرب بحفظها؛ لأصبحت تاريخاً دابراً تتحاكاه الأجيال تلو الأجيال؛ ولكنها سنن الله الربانية في الكون التي لا تحابي ولا تجامل أحداً.
قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (الرعد:11). (ا)
أقول: في خضم هذه الفتن والابتلاءات، وتلك الشبهات والشهوات، ما لمثلي أن تَخُطَ يداه، ثم هو يَزْعُمُ أنه من الناصحين لله، ومن الذابين المدافعين عن سنة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ولكن لِمَا سبق من نية أرجو من الله عليها الإثابة، ومن رغبةٍ أرجو من الله لها استجابة؛ كيما يفيق من هذه الأمة شباب، يعظمون مقام ربهم، ويتمسكون بغرس نبيهم، ويرفعون شأن دينهم، بعقيدة سلفية أثرية، من البدع والأهواء والشبهات نقية، تقودهم في متاهات السبل، وغيابات الطرق، في عصر صار الإعراض عن دين محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عنوان، وصار لكل شاردة لسان، ولكل شاذة بنان، ولا حول ولا قوة إلا بالله المستعان.
فجمعت - بحول الملك الوهاب - كلمات من وحى الجنان، وخط البنان، من أقوال من سبق ولحق من العلماء الربانيين المحققين، ممن أفنوا في تقرير عقيدة السلف الصالح الأعمار، وسُفِكَتْ من أجل ذلك دماؤهم أنهار؛ فصاروا ممن تُسْتَنْزل بذكرهم الرحمات، وتعلوا بحبهم الدرجات، فجعلت:
أختصر اختصارًا كلام هذا، وأزيد تفصيلاً كلام هذا، وأبين مراد هذا، وخلاصة قصد هذا، وأضم شارد ذاك إلى هذا، ثم آثرت أن لا تخلوا هذه الكلماتب من فرائد الفوائد، ونكت اللطائف، لتكون هاديًا للشريد، ومعينًا للمريد، وزادًا للمستزيد.
وقد رتبتها على سبيل انتهجته، وطريق سلكته، أحسبه قريب من المبتدئين المقتصدين، غير بعيد من المتمرسين الدارسين، فبدأته ببيان لأهمية المعتقد الصحيح، ثم أتبعتها بمباحث رشيدة في كيفية تناول العقيدة، ثم تناولت صلب الكتاب وهو (أركان الإيمان)، بشيء من التفصيل، وذكر وعرض للدليل، وكيف لا أفعل؟! ونحن مع الدليل ندور؛ فنسير معه حيث سار، ونقف أينما حط الرحال. (ب)
¥