تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هاه!! إن ها هنا - وأومأ بيده إلى صدره - علما لو أصبت له حملة، بلى! أصبته لقنا، غير مأمون علىه، يستعمل آلة الدين للدنيا، يستظهر بنعم الله على عباده، ويحججه على كتابه، أو منقادا لأهل الحق لا بصيرة له في إحيائه، يقتدح الشك في قلبه، بأول عارض من شبهة، لا ذا، ولا ذاك، أو منهوما باللذة، سلس القياد للشهوات، أو فمغرى بجمع الأموال والادخار، ليسا من دعاة الدين، أقرب شبههمًا بهما الأنعام السائمة. كذلك يموت العلم بموت حامليه.

اللهم بلى؛ لن تخلو الأرض من قائم لله بحجة، لكي لا تبطل حجج الله وبياناته، أولئك الأقلون عددا، الأعظمون عند الله قدرا، بهم يدفع الله عن حججه، حتى يؤدوها إلى نظرائهم، ويزرعوها في قلوب أشباههم، هجم بهم العلم على حقيقة الأمر؛ فاستلانوا ما استوعر منه المترفون، وأَنِسوا بما استوحش منه الجاهلون، وصاحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحمل الأعلى. ها ها!! شوقا إلى رؤيتهم، وأستغفر الله لي ولك، إذا شئت فقم. (و)

ولما حبس شيخ الإسلام ابن تيمية في المرة التي مات فيها، ومنع من الأوراق والإفتاء، أخذ - رحمه الله - يقلب نظره في كتاب الله ?، ففتح الله علىه من الخواطر والعبر ما جعله يندم ندماً شديدًا؛ أنه لم يفن عمره كله في تدبر هذا الكتاب الكريم؛ هذا على ما كانت تحفل به حياة شيخ الإسلام من جهاد ودعوة وعباده.

......................

(أ) رواه أحمد في "الزهد".

(ب) سنن الدارمي (302).

(ج) "الفقيه والمتفقه" للخطيب البغدادي.

(د) أحمد في "الزهد" (1/ 137)، وأبو نعيم (1/ 211) وابن أبي الدنيا في "اليقين" (8).

(هـ) "الفقيه والمتفقه" للخطيب.

(و) "الفقيه والمتفقه" (1/ 182، 183).

(ج)

(نقل): قال شيخ الإسلام ابن تيمية - طيب الله ثراه -: (فأما وسم اليهود بالغضب، والنصارى بالضلال: فله أسباب ظاهرة وباطنة ليس هذا موضعها. وجماع ذلك أن:

كفر اليهود أصله: من جهة عدم العمل بعلمهم، فهم يعلمون الحق، ولا يتبعونه قولاً أو عملاً، أو لا قولاً ولا عملاً.

وكفر النصارى: من جهة عملهم بلا علم، فهم يجتهدون في أصناف العبادات بلا شريعة من الله، ويقولون على الله مالا يعلمون.

ولهذا كان السلف كسفيان بن عيينة وغيره يقولون: من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود، ومن فسد من عبادنا ففيه شبه من النصارى) ا. هـ "اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم" (صـ:5).

(د)

(حديث): عن عدي بن حاتم ? قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (إِنَّ الْمَغْضُوبَ عَلَيْهِمُ الْيَهُودُ، وَإِنَّ الضَّالِّينَ النَّصَارَى). (*)

(نقل): قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله -: ( ... فإن طريقة أهل الإيمان مشتملة على العلم بالحق والعمل به، واليهود فقدوا العمل، والنصارى فقدوا العلم؛ ولهذا كان الغضب لليهود، والضلال للنصارى، لأن من علم وترك استحق الغضب، بخلاف من لم يعلم. والنصارى لما كانوا قاصدين شيئًا لكنهم لا يهتدون إلى طريقه، لأنهم لم يأتوا الأمر من بابه، وهو اتباع الرسول الحق، ضلوا، وكل من اليهود والنصارى ضال مغضوب عليه، لكن أخص أوصاف اليهود الغضب، كما قال فيهم: (مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ) (المائدة:60). وأخص أوصاف النصارى الضلال، كما قال: (قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيرًا وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيل) (المائدة:77)، وبهذا جاءت الأحاديث والآثار، وذلك واضح بين) ا. هـ "تفسير القرآن العظيم" (1/ 141).

...

(*) صحيح: رواه أحمد والترمذي وابن حبان والطبراني في الكبير من حديث عباد بن حبيش عن عدي مرفوعا مطولا في قصة إسلامه، وتابعه الشعبي ومري بن قطري على هذه الفقرة كما عند الطبري في التفسير، وكذا له شاهد من مرسل عبد الله بن شقيق عند أحمد والطبري.

ـ[محمود آل زيد]ــــــــ[23 - 05 - 07, 03:44 م]ـ

8 - علم العقيدة هو أشرف العلوم كلها:

حيث أنَّ شرف كل علم يرجع إلى شرف معلومه، وقدره يعظم بعظم محصوله.

ولذا كان العلم الدال على الله - عز وجل -، والمقرب منه - جل علا -، والمُسَيّر إليه - وفق المنهج الذي شرعه وارتضاه - بين زخارف الحياة الدنيا = هو أشرف العلوم بحق؛

فكان النفع به أعم، والفائدة منه أتم، والسعادة باقتنائه أدوم. (ا)

.........

(ا)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير