تذكرت وأنا أتابع صدى هذه الأكذوبة الجديدة قول الله تعالى: {وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا}. فلا شكَّ أن الكذب أحد الأسلحة الفتاكة التي يقاتل بها أهلُ الباطل أهل الإسلام، وهو أحد الأساليب الخبيثة التي تستخدمها الفرق الهدامة للكيد لأهل السنة والهجوم على حملة السنة من الصحابة ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وإذا كان أهل التنصير اليوم يستخدمون هذه الوسيلة الوقحة مع شيخ الأزهر الشيخ محمد الفحام رحمه الله بأنه ارتد وتنصَّرَ فقد استخدمها الشيعة من قبلُ مع شيخ الأزهر الشيخ سليم البشري رحمه الله وأنه تشيَّع وترك مذهب أهل السنة!! واستخدموها أيضا مع الشيخ محمد عبده والشيخ محمود شلتوت أيضا وأنهما تشيعا!! يقول الدكتور محمد عمارة في كتابه " فتنة التكفير " ص 100: ((وإذا كانت الأوهام درجات ومستويات فيها البسيط والمتوسط والثقيل فإن ذروة الأوهام الشيعية قد تمثلت في ذلك الذي ادَّعاه الكذبة – المرتزقة – من تحول عدد من أئمة أهل السنة والجماعة وأعلامهم إلى المذهب الشيعي، لقد ادَّعوا ذلك على شيخ الأزهر ومفتي المالكية الشيخ سليم البشري، وادَّعوه على الإمام الأكبر الشيخ محمود شلتوت، بل وبلغ بهم الوهم الكاذب إلى حدِّ ادِّعاء ذلك على الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده!!)) اهـ
ولما كانت ظاهرة الكذب عل شيوخ الأزهر الراحلين قد استفحل أمْرُهَا إلى هذا الحد الذي ينذر بخطر على بسطاء أهل السنة - وفي الوقت الذي لم نسمع فيه للمؤسسة الأزهرية الرسمية حتى الآن بيانا يُكَذِّب هذه الافتراءات - فقد رأيت أن أقدم بعض الوقفات المهمة إيضاحًا للأمر وكشفًا للتلبيس وبيانًا لغرض هؤلاء ومكرهم وكيدهم، فأقول وبالله التوفيق ومنه أستمد الإعانة:
* * * *
(1) أما كذب أهل التنصير على شيخ الأزهر الأديب النحوي الشيخ محمد محمد الفحام رحمه الله (ت 1400هـ):
فيجاب عنه بما يلي:
أولا: الغرض من الأكذوبة ببساطة أيها السادة: هو تسهيل أمر الرِّدة على الناس، فإنهم يظنون بزعمهم أن ضعاف النفوس من المسلمين إذا رَأَوا أكبر رأس لمؤسسة دينية سنية بمصر قد ارتدَّ وتَنَصَّرَ فسيهون الأمر عليهم.
خاصة وهؤلاء الكذبة يبذلون كل جهد في التبشير والتنصير وإلقاء الشبهات والترغيب بكل ما يستطيعون، ومع ذلك لا طائل من وراء مايفعلون إلا الفلس. لاسيما وكتَّاب الإفك ممن يبيعون أنفسهم وأهليهم ودينهم لاهَمَّ لهم هذه الأيام إلا الطعن في حدِّ الرِّدة وإثارة اللغط حوله.
ثانيا: لماذا لم ينشر هذا الدَّجل أثناء واقعة الرِّدة المزعومة والرَّجل - حسب زعمهم - في دارهم بأوربا ومات ودفن فيها؟ فلماذا لم يظفروا منه بشيء يُدَلِّل على ما يقولون ويزعمون؟ فهم يقيمون الدنيا ويقعدوها إذا استضافوا روائيا أو كاتبا مغمورا قد ارتدَّ عن دينه! فيصنعون منه بطلًا ويعطونه أرفع الجوائز وتستضيفه الجامعات ودكاكين حقوق الإنسان تتحدث عنه في كل مكان، فماذا لو كان المرتد شيخا للأزهر أكانوا يسكتون عن هذا الحدث؟
ثالثا: حكى حفيد الشيخ الفحام رحمه الله المهندس محمد الفحام في حوار له بجريدة الأسبوع: ((أن جدَّه الدكتور الفحام كان رجلا صواما قواما حتى لاقى ربه، وأنه قبل وفاته بشهرين كان صائما وقام ليتوضأ فسقط على الأرض وأصيبت قدمه بكسر ونظرًا لظروف سنه - حيث كان قد بلغ ال 86 عاما - رفض الأطباء إجراء عملية جراحية له فلازم السرير لمدة شهرين حتى توفي ودفن بالإسكندرية)) اهـ.
ولا يكفي في هذا المقام ردُّ الحفيد بقوله: ((إن تاريخ جده الفحام أكبر من أي رد ومن أي محاولة للتصحيح))! فما يدرينا ماذا سيصنعون بعد ذلك؟ ربما يخرجون لنا كتبا تنسب للشيخ تطعن في الإسلام وتدعو المسلمين للردة عن الدين الحق. ولنا في أهل التشيع عبرة بما فعلوه مع شيخ الأزهر الشيخ سليم البشري رحمه الله كما سيأتي.
* * * *
(2) وأما دفع أكاذيب الشيعة على شيخ الأزهر ومفتي المالكية الشيخ سليم البشري رحمه الله:
فيحتاج منا لعدّة إيضاحات:
¥