تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل شبه ابن تيمية نزوله من المنبر بنزول الله إلى السماء الدنيا؟]

ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[16 - 05 - 07, 07:02 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إنَّ الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيِّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلِل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلَّا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمَّداً عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الغمة وجاهد في الله حق جهاده وتركها على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، فصلى الله عليه وعلى آله الطبين الطاهرين وصحابته أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا.

نص التهمة

قال ابن بطوطة (57/ 1):" فحضرته يوم الجمعة وهو يعظ الناس - أي ابن تيمية - على المنبر ... ونزل درجة من درج المنبر وقال - أي ابن تيمية - هكذا ينزل الله إلى السماء الدنيا ونزل درجة " , يقول أبو ناصر: وحاشاه أن يقول ذلك شيخ الإسلام.

أتهم شيخ الإسلام ابن تيمية بتشبيه الله تعالى بخلقه أو التجسيم على كثرة ردوده على المشبهة والمجسمة كما كان يرد على القدرية والجهمية والمعتزلة وغيرهم من المؤولة والمعطلة وهو لا يزيد على ما وصف الله تعالى به نفسه في قوله تعالى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} فقط ,

أثبت في هذه الآية لنفسه ذاتا وصفاتا وفيهما التنزيه عن المماثلة وهو سبحانه كما وصف نفسه سبحا نه بقوله: {رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ} وكل شيء محتاج إليه وهو مستغني عما عداه وهو مالك العرش ومدبره فهو مستول على عالم الأجسام وأعظمها العرش كما هو مستول على عالم الروحانيات وهي مسخرة له.

لقد صدق كثير من العلماء والأدباء في مختلف العصور هذه الرواية الآتية في رحلة ابن بطوطة الشهير وجعلوها قضية مسلمة يروونها ويتوارثونها إلى عصرنا هذا حتى أن دائرة المعارف الإسلامية التي تنقل الآن إلى العربية في مصر قد ترجمت لإبن تيمية ترجمة بقلم الأستاذ محمد بن شنب فيها أغاليط كثيرة ونقلت عبارة ابن بطوطة هذه.

إن ابن بطوطة رحمه الله لم يسمع من ابن تيمية ولم يجتمع به إذ كان وصوله إلى دمشق يوم الخميس من شهر رمضان عام ست وعشرين وسبعمائة هجرية وكان سجن شيخ الإسلام في قلعة دمشق أوائل شعبان من ذلك العام إلى أن توفاه الله تعالى ليلة الإثنين لعشرين من ذي القعدة عام ثمان وعشرين وسبعمائة هجرية فكيف رآه ابن بطوطة يعظ على منبر الجامع وسمعه.

لم يكن ابن تيمية يعظ الناس على منبر الجامع كما زعم ابن بطوطة (57/ 1) " فحضرته يوم الجمعة وهو يعظ الناس على منبر الجامع " بل لم يكن يخطب أو يعظ على منبر الجمعة كما يوهمه قوله:" ونزل درجة من درج المنبر" وإنما كان يجلس على كرسي يعظ الناس ويكون الناس غاصا بأهله.

على إن ابن بطوطة لم يكتب رحلته بقلمه وإنما أملاها على ابن جزي الكلبي وقال هذا في المقدمة (ونقلت معاني كلام الشيخ أبي عبد الله بألفاظ موفية للمقاصد التي قصدها موضحة للمعاني التي اعتمدها) , فيجوز أن يكون ذلك من تحريف النساخ أو وسوسة بعض الخصوم والله أعلم.

وقال ابن خزي الكلبي في آخرها:" انتهى ما لخصته من تقييد الشيخ ابن بطوطة " وهذا دليل واضح على أن الرحلة لم تصلنا بألفاظ مؤلفها.

يقول زين العابدين: ولو قال ذلك شيخ الإسلام لطار بها ألد أعداء ابن تيمية ولم يتفرد بالإخبار عنها رحاله وهو ابن بطوطة.

المراجع

تحقيق شرح حديث النزول لإبن تيمية لمحمد الخميس , ترجمة شيخ الإسلام لبهجت البيطار عليه رحمة الله.

ـ[فيصل الفطاني]ــــــــ[16 - 05 - 07, 09:13 ص]ـ

هل صحيح ما ذكره ابن بطوطة عن شيخ الإسلام ابن تيمية؟؟

استدل كثير من خصوم ابن تيمية للنيل منه بقصة ذكرها ابن بطوطة في رحلته المشهورة، حيث زعم أنه شاهد ابن تيمية على منبر الجامع بدمشق يعظ بالناس ويشبع نزول الله إلى السماء الدنيا بنزوله هو من درجة المنبر!

ما صحة هذه الرواية؟

وما هي حقيقتها؟

وهل كان ابن تيمية حقاً يعتقد بالتشبيه؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير