تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

اتصلت بعدد من السادة الأشراف واتفقنا على ذلك، لكن لما علمنا أن الشيخ التقى بسماحة المفتي وبأعضاء هيئة كبار العلماء اكتفينا بذلك.

- بالمناسبة ولو خرجنا قليلا عن الموضوع، أراك تكرر كثيراً السادة الأشراف، هل هناك فرق بين السادة والأشراف، وما حكم التلقب بالسيد و الشريف؟

الواقع أنه ليس هناك فرق بينهما فكل سيد شريف، وكل شريف سيد، والمقصود بطبيعة الحال شرف وسيادة النسب، أما عند الله فـ {إن أكرمكم عند الله أتقاكم} وهناك من يظن أن (ذرية الحسن) يطلق عليهم الأشراف و (ذرية الحسين) يطلق عليهم السادة، وهذا الاستعمال منتشر في الحجاز، وسببه –فيما أظن- أن أهل الحجاز يطلقون على من كان من ذرية النبي صلى الله عليه وسلم الشريف، وأهل اليمن وحضرموت يطلقون عليه السيد، ولما كان أكثر أشراف الحجاز وخاصة بمكة حسنيون، وأكثر أشراف حضرموت حسينيون، ظن بعض الناس أن هذا مرتبط بذرية الحسن وذاك مرتبط بذرية الحسين، وهذا غير صحيح، وإلا فالحسنيون في اليمن وحضرموت يطلق عليهم السادة و في الحجاز يطلق عليهم الأشراف، فهو مصطلح حسب البلد. ما حكم التلقب بالشريف فلا حرج فيه، وللشيخ الشريف حاتم العوني بحث ماتع بعنوان: (مشروعية التلقب بالشريف) منتشر في الانترنت وأظنكم نشرتموه في الموقع، أما حكم التلقب بالسيِّد فلي بحث فيه أسأل الله أن يتممه.

- نعود فضيلة الشيخ إلى موضوع الشيخ ابن جبرين حفظه الله تعالى، ماذا بعد لقائه بالعلماء؟

الشيخُ جزاه الله خيرا، ذكر لهم أنه لم يقصد الإساءة لأحد وأبدى استعداده بكتابة بيان توضيحي، وهذا ما تم فعلا، حيث كتب حفظه الله البيان الأخير الذي تضمَّن توضيح رأيه، واعتذاره لكل من ساءته فتواه السابقة.

- لكن بعض الناس استغلوا هذه الفتاوى وطعنوا في العلماء، وخاصة من علماء نجد وادّعوا أنهم نواصب يبغضون آل البيت ولا يثبتون نسبهم، فما تعليقكم فضيلة الشيخ على ذلك؟

أمَّا أنهم نواصب، فلا يقول به إلا حاقد أو جاهل، فكتبهم تطفح بذكر محبة آل البيت، وينصون على هذا في شروحهم لكتب العقائد وأن ذلك من عقيدة أهل السنة والجماعة، وقد رأينا من كثير من طلبة العلم من النجديين –كما هو الحال مع غيرهم- من التقدير والرعاية لقضية إكرام أهل البيت، كيف وأن في بعض قبائل نجد في العصر الحاضر من يصح انتسابهم إلى بيت النبوة، أما الجفاء فهو موجود عند بعضهم وعند غيرهم للأسف. أمَّا إثباتهم للنسب الشريف، فهذا أمر معروف ومتقرِّر، ولكنه للأسف مما يجهله كثير من الناس مع أن أقوالهم وكتبهم منذ مؤسس الدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب –رحمه الله- إلى يومنا هذا مليئة بذلك، ونسب آل البيت واضح منير بحمد الله لا يحتاج إلى من يثبته، فهو أثبت وأشرف نسب وجد على وجه الأرض، كما قال ذلك الشيخ ابن جبرين نفسه في توضيحه الأخير، لكن أقول ذلك بياناً لموقف هؤلاء العلماء الذين سألت عنهم.

- لكن، يا شيخ بما أن هذا الأمر يجهله كثير من الناس ألا ترى أنه من المناسب جمعه في كتاب؟

فعل ذلك أحد محبي آل البيت، الشيخ خالد الزهراني وجمعه في كتاب بعنوان (الإمام محمد بن عبدالوهاب وأئمة الدعوة النجدية وموقفهم من آل البيت) وقد طبع في مؤسسة الدرر السنية.

- بلغنا أنكم ساهمتم مع آخرين في صياغة مسودة البيان التوضيحي والترتيب لها، فما صحة ذلك؟

ليست مساهمة في صياغة البيان، فالشيخ من العلم والخبرة والدراية بحيث لا يحتاج إلى أن يصوغ أحد له البيان، لكن إبداء بعض الآراء والمقترحات بعد مشاورة أهل العلم من السادة الأشراف، من أجل إزالة الإشكال، وتقريب وجهات النظر.

- مثل من؟

مثل الشريف حمزة الفعر، والشريف حاتم العوني، -وقد كان لهما مساهمات منذ البداية-، والسيِّد محمد الوشلي، والسيِّد حسن البار، والشريف شاكر الفعر، والشريف إبراهيم الأمير، والشريف محمد الصمداني المشرف على موقعكم المبارك.

- لكن ألا ترون أن البيان تأخر صدوره كثيراً؟

بطبيعة الحال أخذ الآراء والتوفيق بينها يحتاج إلى وقت، وهي كما ذكرت لك آراء وليست إملاءات على الشيخ، فالشيخ عالم جليل وله اجتهاده.

- ومع من كنتم تنسقون في كل ذلك؟

مع ابنه الدكتور عبدالرحمن، وقد كان لطيفا ومتفهما جداً، ولمست منه كل تقدير واحترام لآل البيت، وكنت على اتصال مستمر به.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير