تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثم استدل يماني بالحديث المروي بلفظ: (من لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم) رواه الطبراني.< o:p>

وهذا الحديث مع شهرته إلاّ أنه لا يصح عن النبي r .

وقد سمعت شيخنا ابن باز – رحمه الله تعالى – يقول عنه: لا أصل له، ومعناه صحيح.< o:p>

وهو عند الطبراني من حديث: حذيفة رضي الله عنه كما ذكر، وإسناده ضعيف، لأنه من رواية عبدالله بن أبي جعفر الرازي عن أبيه، وعبدالله ليس بالقوي في روايته عن أبيه كما أشار إلى ذلك الحافظ ابن حجر في "التهذيب" (5/ 154)، وشيخ الطبراني محمد بن شعيب الأصبهاني، قال عنه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 252): (يروي عن الرازيين بغرائب).< o:p>

وقد ذكره الشوكاني في "الأحاديث الموضوعة" (83) من حديث أنس بن مالك.< o:p>

وقال السخاوي في (المقاصد الحسنة): (إسناده واهٍ بمرة، وإن كان المعنى صحيحاً).< o:p>

ومما يجدر التنبيه عليه في مقال الأخ نجيب قوله: (وقد وردت أحاديث كثيرة في استحباب زيارته والسلام عليه، والوقوف على قبره واستحضار أخباره وسيرته ... ).< o:p>

والمطلوب من الأخ نجيب يماني: أن يعد لنا هذه الأحاديث! شريطة صحتها!!!، وقد أطلق شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – عدم صحة أي حديث يروي في تخصيص قبر النبي r بالزيارة.< o:p>

وأما مقال الأخ إبراهيم مصطفى آل عبدالله فأعتب عليه أولاً طريقة عتابه لشيخي العلامة الدكتور صالح الفوزان حفظه الله، وتذكيره بالأدب وكأن شيخنا بحاجة إلى تأديبه؟!، وهو المؤدب حقاً في دروسه العلمية التي شارفت على نصف قرنٍ تقريباً، وقسوة الشيخ في عبارته على من خالف السنة لا تشينه بل تزينه إظهارا لشناعة القول، ولم تكن قسوة شيخنا – حفظه الله – في مسألة شد الرحل من عدمها، وإنما مقابل المقالة الغريبة العجيبة الغالية في أن سبب فضيلة مكة والمدينة هو مجرد دخول شخص النبي r فيها!!، وهذا القول لم يقل به أحد يحتج برأيه من الصحابة والتابعين وأئمة الدين، وقد بينت فساد هذا القول في عدد الرسالة الأسبوع الماضي.< o:p>

ثم ذكر الأخ المذكور أدلته على شرعية شد الرحل إلى قبر الرسول r ، وليس فيها دليل يعتمد عليه إما من حيث الدلالة أو من حيث صحة الدليل!.< o:p>

أما الآية الأولى: وهي قوله تعالى: (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً) (النساء: من الآية64).< o:p>

فيستدلون بها على أن من أراد التوبة فإنه يقدم للنبي r حياً أو ميتاً!!، وهذا ما لم يقل به أحد من الصحابة ولا من أئمة التابعين، ولا من العلماء المحققين، والقرآن الكريم يفسّر بالقرآن وبالسنة وبكلام من نزل القرآن عليهم من صحابة رسول الله r ، وبكلام أقرب الناس لهم عهداً من التابعين وأتباعهم، ولم يذكر أحد من المفسرين المعتمد عليهم أن معناها طلب الاستغفار من الرسول r ، فالآية صريحة و واضحة، وقضيتها واضحة وصريحة في حث المتحاكمين ومن ظلم نفسه أن يستغفر الله ويقدم إلى الرسول r فيستغفر له الله تعالى، أما بعد موت النبي r ، فإنه لا يملك ذلك لأحدٍ، لتحقق موته ومفارقة الحياة الدنيا، وهو حي في قبره حياة برزخية، وقد انفصل عن الحياة الدنيا ولم يبقَ له فيها إلاّ شرعه الذي جاء به.< o:p>

أما دليله الثاني: وهو قوله تعالى: (وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) (النساء: من الآية100).< o:p>

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير