ثم قال: ومن حَلِفِهِم جميعًا قولهم: لا والذي احتجب بسبع سماوات.)) [12]
قال ابن درباس: ((ولقد عرضها بعض أصحابنا-أي الإبانة- على عظيم من عظماء الجهمية المنتمين افتراءً إلى أبي الحسن الأشعري ببيت المقدس، فأنكرها وجحدها، وقال: ما سمعنا بها قط، ولاهي من تصنيفه، واجتهد آخرًا في إعمال روايته ليزيل الشبهة فطنته، فقال بعد التحريك – تحريك لحيته -: لعله ألفها لما كان حشويًا، فما دريت من أي أمريه أعجب؟ أمن جهله بالكتاب مع شهرته وكثرة من ذكره في التصانيف مع العلماء، أو من جهله لحال شيخه الذي يفتري عليه بانتمائه إليه واشتهاره قبل توبته بالاعتزال بين الأمة عالمها وجاهلها؟ وشبهت أمره في ذلك بحكاية: أنبأناها الإمام أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي الحافظ رحمه الله قال: فإذا كانوا بحال من ينتمون إليه بهذه المثابة يكونون بحال السلف الماضي وأئمة الدين من الصحابة والتابعين وأعلام الفقهاء والمحدثين، وهم لا يلوون على كتبهم ولا ينظرون في آثارهم، وهم والله بذلك أجهل وأجهل، كيف لا و قد قنع أحدهم بكتاب ألفه الجهمية بعض من ينتمي إلى أبي الحسن بمجرد دعواه، وهو في الحقيقة مخالفة لمقالة أبي الحسن التي رجع إليها واعتمد في تدينه عليها، قد ذهب صاحب ذلك التأليف إلى المقالة الأولى وكان خلال ذلك أحرى به وأولى، لتستمر القاعدة وتصير الكلمة واحدة.)) [13]
----
(10) الحموية بتلخيص وقد استغرق ما نقله عن الكتاب من ص403 إلى476 والكتاب له عدة نسخ خطية ولم يطبع بعد.
(11) وقد نقل بخاري عصره محمد صفي الدين البخاري الحنفي صاحب القول الجلي عن كتاب الكوراني (إتحاف الزكي) نصاً طويلاً قال في أوله عن الإبانة: ((وهو آخر مصنفاته والمعول عليه بين كتبه كما ذكر ذلك الحافظ ابن عساكر والحافظ ابن تيميه في الفتوى التدمرية فلنورد منه ما يقتضه المقام .... )) إلخ، وصاحب القول الجلي نفسه يذكر عن نفسه أنه ماتريدي! ويذكر نصاًُ عن المناظرة في العقيدة الواسطية ويقول بعده: ((فهذه العقيدة بعينها عقيدة السلف والأئمة الأربعة!)) ص56 وفي كتابه هذا يرد على من زعم من أهل عصره أن الماتريدية يقولون بالتأويل!! ص 64 وينظر للفائدة ص100 - 106 وهو وإن لم يوافق الحق في مواضع لكن تأثره بشيخ الإسلام واضح، رحمه الله وجزاه الله عنا خيرا.
(12) نقض التأسيس ص88 تحقيق الدويش وج1 ص 140 من الطبعة الجديدة ورسالة في الذب عن أبي الحسن الأشعري ص111 - 112
(13) رسالة في الذب عن أبي الحسن الأشعري ص131 - 132
---
وسألخص في الرد القادم إن شاء الله حاصل الرد على هذه الشبهة بخصوص الحافظ ابن كثير.
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[14 - 06 - 07, 02:40 ص]ـ
جزاك الله كل خير اخي فيصل
وفي انتظارك بارك الله فيك وزادك علما
وجزى الله جميع مشايخنا واخواننا على المساعدة
والسلام عليكم
ـ[فيصل]ــــــــ[19 - 06 - 07, 04:44 ص]ـ
وإياك أخي.
==
والجواب أن يقال:
أولاً: يقال اثبت العرش ثم انقش وهذا الكلام لا يثبت فقول ابن حجر ((من نوادره)) إلخ بلاغ غير متصل فلا يثبت عنه-مستفاد من أخي ابن وهب في الرد رقم6 -
ثانياً: هب أننا سلمنا بصحة العبارة فهي لا تنفعهم، فالخصوم -بل عامة العقلاء- على التسليم بأنه لو قال شخص -على سبيل المثال-أنا "سني" ورددها مراراً وكتبها في كتبه ونشرها بين الناس وهو مع ذلك يكفر الخلفاء الثلاثة رضي الله عنهم ويقول بنفي الصفات كلها وينفي الرؤية والعلو ونحو هذا، لم يفده هذا الزعم شيئا، لماذا؟ لأن مذهب أهل السنة له قواعد وأصول معروفة ومسائل مشهورة فليس الأمر مجرد لفظة تقال! ولو قالها مبتدع لفظاً ونقضها قولاً وعملا لم يفده هذا الزعم الكاذب شيئا!
الآن إن فهمنا هذا فللنظر في مسألتنا ولنجب على هذه الأسئلة بإنصاف:
¥