تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[عبارات عقدية فاسدة , للشيخ الفاضل عمر الحاج مسعود الجزائري]

ـ[أم مالك الكويتي]ــــــــ[20 - 05 - 07, 01:26 م]ـ

الحمد لله , و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه و بعد:

فهذه نقولات أنشرها لإخوتي في ملتقى اهل الحديث مقتطفة من مقالة للشيخ الفاضل عمر الحاج مسعود الجزائري التي نشرها في مجلة الإصلاح السلفية في عددها الثاني - ربيع الأول /ربيع الثاني 1428هـ - من الصفحة 87 حتى الصفحة 93 بعنوان " عبارات عقدية فاسدة " و ذلك لأهميتها و خطورة التلفظ بها فاليكموها.

أولا: " لَمْلِيحْ رَبِّي ":

إذا مدحت شخصا: و قلت فلان مليح يستدرك عليك بعض الناس و يقول لك " لَمْلِيحْ رَبِّي " و المليح هو البهيج الحسن المنظر - المعجم الوسيط 2/ 883 - و يقصد الناس بقولهم: فلان مليح , أنه عاقل متخلق سمح سهل , و المليح ليس من أسمائه تعالى و لا صفاته , و إنما الله جميل طيب , رفيق , قال النبي صلى الله عليه و سلم:إن الله جميل يحب الجمال -مسلم91 - و قال: إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا -مسلم1015 - و قال: إن الله رفيق يحب الرفق -مسلم 2593 - ا هـ

ثانيا: " رَبِّي يْدَبَّرْ رَاسُو"

و إذا أراد بعض الناس أن يقول: إن الله يفعل ما يريد و يخلق ما يشاء , قال " رَبِّي يْدَبَّرْ رَاسُو" , أو " رَبِّي عَلَى بَالُو" أو " رَبِّي حُرْ" و نحوها من الألفاظ.و في هذه العبارات عدة محظورات:

1 - نسبة الرأس إلى الله و هذا لا يثبت في الكتاب و السنة.

2 - يدبر: و التدبير في الأمر لغة: النظر إلى ما تؤول إليه عاقبته و التفكر فيه - الصحاح للجوهري 2/ 655 - أما في حق الله فهو القضاء , و الإنفاذ ,قال تعالى: " يُدَبِّرُ الأَمْرَ" -يونس3 - قال مجاهد: يقضيه وحده - تفسير الطبري7/ 84 ,السمعاني2/ 366 و 3/ 96 - و قال السعدي: ينفذ الأقدار في أوقاتها التي سبق علمه و جرى بها قلمه -تفسير السعدي436 - و لا معنى لقولهم هنا " يدبر راسو"

3 - نسبة البال إلى الله تعالى و هو غير ثابت , و البال لغة الخاطر - المعجم الوسيط1/ 77 -

4 - وصفه عزوجل بالحرّ و هذا لم بذكرفي الكاتب و لا في السنة.

إن العبارات الصحيحة المستقيمة أن تفول كما قال الله تعالى: " إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدْ" , " إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء " , " وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَ يَخْتَار". و مكان " على بالو" تقول: " العليم الأعلم " ,ومكان "حر" تقول: القادر المقتدر المهيمن العزيز القيوم".

الثالث: قولهم " لَمْعَلَّمْ رَبِّي"

و إذا قيل: وين لمعلم؟ كان الجواب عند بعض الناس: لَمْعَلَّمْ رَبِّي , يقصدون بذلك الحاكم المالك , لكن لا يجوز تسميته بذلك لعدم ثبوته , و المعلم عند المتأخرين لقب لأرفع الدرجات في نظام الصناع -المعجم الوسيط2/ 624 قول القائل: وين لمعلم. أي المسؤول الأول عن الشركة أو المصنع صخيخ لا حرج فيه , أما الله عزوجل فهو الرب الحكم الملك المالك

الرابع: " يَدْ الله طْوِيلَة"

يطلقون هذه العبارة و يريدون بها أن الله لا يعجزه شيء , و لا يفلت من أخذه أحد , و ربما يريدون بها سعة رزقه و عظم عطائه , و لكن هذه الصفة غير ثابتة , فالصواب أن تقول كما قال الله تعالى: "إِنَّ رَبَّكَ لَبِالمِرْصَادِ" و قوله: "إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ" , " إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ" , " إِنَّ الله عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ"

و وصف يديه بالبسطفي قوله: وَقَالَتِ اليَهُودُ يَدُ الله مَغْلُولَةٌ , غُلَّتْ أيْديهْمْ وَ لُعِنُوا بِمَا قَالُوا , بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَان يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ " و البسط " سعة العطاء و الكرم.

الخامس: قولهم " رَبِّي تْفَكْرُوا"

تقال في حق الفقير إذا رزقه الله او المبتلى إذا عافاه أو المريض إذا شفاه , و يفهم من هذه العبارة أن الله نسيه , و النسيان هنا خلاف الذكر و الحفظ , تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا , قال الله عزوجل: " لاَ يَضِّلُ رَبِّي و لاَ يَنْسَى" و هو عزوجل سميع بصير عليم خبير يعلم ما كان و ما يكون قال تعالى: " إِنَّ الله لاَ يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَ لاَ فِي السَمَاءِ " و قال سبحانه: " اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا " و قال سبحانه:"إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا " و هو حي قيوم لا ينام و لا ينبغي له ان ينام , كما قال تعالى: " اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ" و قال النبي صلى الله عليه و سلم: إن الله لا ينام و لا ينبغي له أن ينام يخفض القسط و يرفعه , يرفع ليه عمل الليل قبل عمل النهار و عمل النهار قبل عمل الليل.مسلم179.

و يأتي النسيان في اللغة بمعنى الترك , و منه قوله تعالى عن المنافقين: " نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ " يعني تركهم , و قوله: " وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى " أي تترك ي العذاب - الصحاح للجوهري 6/ 2508 , تيسير الكريم الرحمن للسعدي 357,552 و أضواء البيان للشنقيطي 4/ 550.

على أنه قد يكون مقصود بعضهم أن الله رحمه و أحسن إليه , فهذا المعنى صحيح لكن عبارة "رَبِّي تْفَكْرُوا" باطلة.

ووفقنا الله للعلم النافع،،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير