تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كانبأم زفر كان من صرع الجن لا من صرع الخلط انتهى) (فتح الباري – 10/ 115) 0قلت: اختلف أهل العلم في بيان صرع الصحابية الجليلة (أم زفر) - رضي اللهعنها - هل هو عضوي أم شيطاني، والذي يترجح لدي في هذه المسألة بأن الصرع الذي كانتتعاني منه هذه الصحابية هو النوع الثاني، أي الصرع الشيطاني بدليل نص الحديثالثاني الذي أوردته في سياق أدلة إثبات صرع الجن للإنس، وأعتقد أنه طريق آخر لحديث (أم زفر) الأول، حيث ورد في الحديث ما نصه: " أتت امرأة إلى رسول الله صلى اللهعليه وسلم بها طيف " وقد ورد في المعاجم بأن الطيف هو المس من الشيطان، وكذلك مانص عليه الحافظ بن حجر - رحمه الله - في تعقيبه على حديث (أم زفر) بقوله: " وقديؤخذ من الطرق التي أوردتها أن الذي كان بأم زفر كان من صرع الجن لا من صرع الخلط " والله تعالى أعلم 0

2) - عن عثمان بن العاص - رضي الله عنه - قال: (لمااستعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف، جعل يعرض لي شيء في صلاتي،حتى ما أدري ما أصلي 0 فلما رأيت ذلك، رحلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ابن أبي العاص؟) قلت: نعم! يا رسول الله! قال: (ما جاء بك؟) قلت: يارسول الله! عرض لي شيء في صلواتي، حتى ما أدري ما أصلي 0 قال: (ذاك الشيطان 0ادنه) فدنوت منه 0 فجلست على صدور قدمي0 قال، فضرب صدري بيده، وتفل في فمي، وقال: (أخرج عدو الله!) ففعل ذلك ثلاث مرات 0 ثم قال: (الحق بعملك) (أخرجه ابنماجة في سننه - كتاب الطب (46) – برقم (3548)، وقال الألباني حديث صحيح، أنظرصحيح ابن ماجة 2858 – وصححه البصيري في " مصباح الزجاجة " – 4/ 36 – السنن) 0

يقول العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله -: (وفيالحديث دلالة صريحة على أن الشيطان قد يتلبس الإنسان، ويدخل فيه، ولو كان مؤمناصالحا) (سلسلة الأحاديث الصحيحة – 2918) 0يقول الدكتور فهد بن ضويانالسحيمي عضو هيئة التدريس في الجامعة النبوية في أطروحته المنظومة لنيل درجةالماجستير: (الشاهد قوله صلى الله عليه وسلم: " أخرج عدو الله " وقول عثمان بنأبي العاص: ما أحسبه خالطني بعد 0 وجه الدلالة الخروج لا يكون إلا لشيء داخل الجسموكذلك المخالطة وذلك مما يدل على تلبس الجن بالإنس) (أحكام الرقى والتمائم – ص 116) 0

قلت: وفي هذا الحديث الصحيح دلالة قوية على مسألة صرع الجن للإنس، فالظاهر من سياق الحديث آنف الذكر أن هذا الصحابي الجليل كان يعاني من مس شيطانيبدليل قوله صلى الله عليه وسلم: " اخرج عدو الله " ولا يمكن بأي حال من الأحوال أنيكون المخاطب من قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم أو سراب أو خيال، بل كائنومخلوق موجود داخل جسد هذا الصحابي الجليل بكيفية وكنه لا يعلمه إلا الله سبحانهوتعالى، وكونه صلى الله عليه وسلم ينفث في فيّ الصحابي ويضرب صدره ثلاثا زاجراالشيطان متوعدا إياه، يدل بما لا يدع مجالا للشك على حقيقة إثبات صرع الجن للإنس،فتلك النصوص النقلية تؤكد هذا المفهوم، ومن أعياه شيطانه عن إدراك ذالك فليراجعنفسه وليعالج عقله، فربما أصابته لوثة شيطان أو نقص فهم وتجبر وطغيان 0ثالثاً: أقوال العلماء ممن قالوا بالصرع وأثبتوه:

أ) - قال محمد بنسيرين: (كنا عند أبي هريرة – رضي الله عنه – وعليه ثوبان ممشقان من كتان فتمخطفقال: بخ بخ، أبو هريرة يتمخط في الكتان، لقد رأيتني وإني لأخر فيما بين منبررسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حجرة عائشة مغشيا علي، فيجيء الجائي فيضع رجلهعلى عنقي ويرى أني مجنون وما بي من جنون، ما بي إلا الجوع) (فتح الباري – 13/ 303) 0

قال الدكتور فهد بن ضويان السحيمي عضو هيئة التدريس بالجامعةالإسلامية في المدينة النبوية: (والشاهد من الأثر: قول أبي هريرة " فيجيء الجائيفيضع رجله على عنقي ويرى أني مجنون " 0ويقول الدكتور الفاضل: أن وجه الدلالةإن من مر من الصحابة رضوان الله عليهم بأبي هريرة كان يظنه مجنونا فيضع رجله علىرقبته 0 لأن من علاج الجن وإخراجهم الضرب 0فهذا الأثر يدل على معرفة الصحابة – رضوان الله عليهم – لصرع الجن للإنس) (أحكام الرقى والتمائم – ص 121، 122) 0قال الذهبي معقبا على الأثر آنف الذكر: (كان يظنه من يراه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير