تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بلغنا أن رجالاً من أمتناكانوا يستخرجون الأرواح الشريرة من أجسام هؤلاء المصابين المساكين، ونحن نصدقهمونتأسى بهم! وقد شاع هذا القول منسوباً إلى ابن تيمية – رحمه الله – 0قلت: هناك أمراض نفسية أصبح لها تخصص علمي كبير، وهذا التخصص فرع من تخصصات كثيرة تعالجما يعتري البشر من علل 00 ولكني لاحظت أنكم تذهبون إلى دجالين في بعض الصوامعوالأديرة فيصفون لكم علاجات سقيمة ويكتبون لكم أوراقاً ملئ بالترهات، فهل هذا دين؟ إن الإسلام دين يقوم على العقل، وينهض على دعائم علمية راسخة، وقد استطاعتأمم في عصرنا هذا بالعلم أن تصل إلى القمر، وتترك عليه آثارها! فهل يجوز لأتباعدين كالإسلام أن تشيع بينهم هذه الأوهام عن عالم الجن، فيجروا وراءها هنا وهناك؟ إن الله عز وجل سائل المسلمين عما فعلوا بدينهم وعما لحق بهذا الدين البريء من تهم 00!) (نقلاً عن كتاب " الأسطورة التي هوت – علاقة الإنسان بالجان – باختصار - ص 5، 8) 0

قال الشيخ جاد الحق علي جاد الحق شيخ الأزهر – رحمه الله -: (أنه لا يوجد دليل قطعي في العقيدة الإسلامية على إمكانية دخول الجن في جسد إنسانوامتزاجهما جسداً واحداً 000 وقال: إنه لهذا من ينكر هذه الإمكانية لا يكفر أويفسق، لأنها ليست من العقائد أو الغيبيات 0وبين حقيقة المس حيث قال: إنهيكون بمثابة تسلط من الجن على الإنس كما يحدث في التنويم المغناطيسي الشائع حيثيتبع الإنسان الذي يتم تنويمه المنوم المغناطيسي في أقواله ولغته وربما في صوته 0وأضاف أنه لذلك فإن ما يحدث " للمصروع " ليس أثراً لتداخل جسمين " جن وإنس " وامتزاجهما جسداً واحداً أو نحوه وإنما نتيجة التسلط كما يحدث في التنويمالمغناطيسي) (جريدة الرأي الأردنية – العدد 8442، تاريخ 2 جمادى الثانية 1415 هـ، الموافق 6 تشرين الثاني 1994 م) 0قلت: هذا الكتاب وهو " الأسطورة التيهوت " كتاب يرد المسألة من أساسها – أعني بذلك صرع الجن للإنس – حيث رد أقوال علماءالأمة الأجلاء وتجرأ عليهم بأسلوب فيه انتقاص من قدرهم وتهكم لمعرفتهم، بل وصل بهالأمر إلى تضعيف الصحيح وتنميق السقيم، واتبع بذلك أسلوبا يعتمد على الكلام المنمقوالعبارات المعسولة دون اتباع الدليل النقلي الصحيح، والذي يرى – من وجهة نظره – أنها أدلة ضعيفة، ولا يهمنا الكاتب بقدر ما يهمنا المنهج والمعتقد الذي يحملهويروج له، ومن خلال تتبعي لصفحات هذا الكتاب وما سيق فيه من ترهات وتجاوزات وشطحاتوذكر لبعض القصص المختارة بعناية فائقة وكأنها أصبحت الدليل الذي يستند إليه الكاتبفي تقرير هذه المسألة الشرعية، أرى أن صاحبها من أصحاب المدرسة العقلية الإصلاحيةالتي تتجه في تقرير المسائل إلى تقديم العقل على النقل، وهذا منهج المعتزلة الذينخالفوا سلف الأمة وأئمتها فإلى الله المشتكى ولا حول ولا قوة إلا بالله) 0

يقول الشيخ محمد بن محمد الناجم الشنقيطي: (الغزالي أفضى إلى ما قدم،ومنهجه معروف ولا يحتج بكلامه، لأنه سلك مسلك العقلانيين في الدين وذلك عين الضلالإذ:-

ليس للعقل مجال في النظر00000000000000000000000إلا بقدر ما من النقلظهر

(منهج الشرع في بيان المس والصرع – الحاشية - ص 126) 0قالالدكتور محمد الشريف عميد كلية الشريعة في جامعة الكويت عندما سئل عن حقيقة مس الجنللإنسان هل هو حقيقة أم خيال؟

(إن طرق إثبات الحقائق في الواقع ثلاثة: إما عن طريق الحس، أي بالحواس الخمس، إذا لم يعتبرها لبس أو خطأ، أو بالعقلوالمقصود به القواعد العقلية المتفق عليها وليست عقل لكل فرد على حدة، أما الطريقالثالث والأخير فهو عن طريق الخبر الصادق أي الذي لا يختلف عليه أحد، والمقصود بهالخبر القطعي غير القابل للشك 0وقضية مس الجن للإنسان أو التلبس به لم يثبت عنأي طريق من هذه الطرق الثلاث، فأخباره إما صحيحة غير صريحة، وإما صريحة غير صحيحة 0 كما أن قصص وحكايات الناس عنه ناتجة عن أوهام وتخيلات، ولهذا السبب ذهب كثير منعلماء المسلمين إلى عدم إمكانه مشيراً إلى ضرورة وجود الأدلة والبراهين الصادقة لابالتخيلات والأوهام وبعض المعلومات السطحية التي قد يكون قرأها في بعض الكتب غيرالمثبتة، ولذا فلا أرى المس حقيقة يمكن تقديم الدليل عليها) (مجلة الفرحة – العدد 42 – مارس 2000 م – ص 30، 31)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير