تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

القرآنوالسنة " (ص 23) 0وأذكر في سياق هذه المسألة كلاماً جميلاً لفضيلة الشيخمحمد بن صالح العثيمين حيث سئل عن حقيقة وأدلة أن الجن يدخلون الإنس، فتراه يضعالنقاط على الحروف ويجيب – حفظه الله – بالآتي:

(نعم هناك دليل من الكتابوالسنة، على أن الجن يدخلون الإنس، فمن القرآن قوله – تعالى -: (الَّذِينَيَأكلونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُالشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ) (سورة البقرة – الآية 275) قال ابن كثير -رحمهالله-: " لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حال صرعه، وتخبطالشيطان له " 0 ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم (إن الشيطان يجري من ابن آدممجرى الدم) (متفق عليه) 0وقال الأشعري في مقالات أهل السنة والجماعة: " إنهم – أي أهل السنة – يقولون إن الجني يدخل في بدن المصروع " 0 واستدل بالآيةالسابقة 0وقال عبدالله بن الإمام أحمد: " قلت لأبي: إن قوماً يزعمون أنالجني لا يدخل في بدن الإنسي فقال: يا بني يكذبون هو ذا يتكلم على لسانه) 0وقد جاءت أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رواها الإمام أحمد والبيهقي،أنه أتي بصبي مجنون فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول ": اخرج عدو الله، اخرجعدو الله "، وفي بعض ألفاظه: " اخرج عدو الله أنا رسول الله " 0 فبرأ الصبي 0فأنت ترى أن في هذه المسألة دليلاً من القرآن الكريم ودليلين من السنة، وأنهقول أهل السنة والجماعة وقول أئمة السلف، والواقع يشهد به، ومع هذا لا ننكر أنيكون للجنون سبب آخر من توتر الأعصاب واختلال المخ وغير ذلك) (مجموع فتاوى ورسائلالشيخ محمد بن صالح العثيمين – 1/ 293، 294) 0ثانيا: الأدلة النقليةفي هذه المسألة متعددة، فظاهر القرآن، وصريح السنة الصحيحة يؤكدان حصول ذلك،وكذلك آثار السلف الصالح، وقد تم إيضاح ذلك سابقا 0ثالثا: لم ينقلالخلاف في هذه المسألة إلا عن بعض أفراد الرافضة والمعتزلة، أو من تأثر بعقيدتهمومنهجهم من المنتسبين إلى أهل السنة، وهم ندرة 0رابعا: يلاحظ من كافةالنقولات المذكورة آنفا خاصة ما نقله صاحب كتاب " الأسطورة التي هوت " هو تحكيمالعقل في تقرير المسائل وإصدار الحكم عليها، ولا يخفى على كل مسلم أن هذا الاتجاهيخص أصحاب المدرسة العقلية " الإصلاحية "، ومن روادها جمال الدين الأفغاني ومحمودشلتوت ومحمد عبده 0ولا ينكر مسلم قط أهمية العقل بالنسبة للإنسان، فالحق جلوعلا خاطب العقل في كثير من الآيات المحكمات، إلا أنه لا يجوز مطلقاً أن يترفعالإنسان بعقله فوق الأمور المادية المحسوسة ليخوض في قضايا غيبية لم ولن يصل إليهاوإلى طبيعتها وكنهها مهما بلغ من العلم والمعرفة، فقضايا الغيب تقرر من خلالالنصوص النقلية الصحيحة، وليس لأحد كائن من كان أن يدلو بدلوه في هذه المسائل دونالدليل النقلي الذي يؤكد ذلك، والعقل الصريح لا ينكر أيا من مسائل الصرع والسحروالعين، بل يدل على إمكانية وقوعها وحدوثها فعلاً 0خامسا: أما أن يقالبأن " الجن عالم لا تؤثر فيهم الماديات كما هو معروف بالنظر " فهو كلام باطل،فالعلاقة بين الجن والإنس علاقة قد تؤثر فيها الماديات لكلا الطرفين، والأدلةوالشواهد من السنة الصحيحة تؤكد ذلك، فقد ثبت من حديث أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار، ليجعله في وجهي، فقلت: أعوذ بالله منك – ثلاث مرات – ثم قلت: ألعنك بلعنة اللهالتامة، فلم يستأخر – ثلاث مرات – ثم أردت أن آخذه، والله لولا دعوة أخينا سليمانلأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة) (أخرجه الإمام مسلم في صحيحه – كتابالمساجد – صحيح الجامع 2108)، وفي رواية: (فخنقته حتى شعرت ببرد لعابه) 0يقول الإمام الماوردي في كتابه " أعلام النبوة " في معرض الحديث عن الجنوالشياطين، رادّاً على من أنكر خلق الجن 0 وقد بنى ردّه على شيئين: البرهانالنقلي والبرهان العقّلي لمن لم يؤمن بالنصوص الشرعية، وهو بحث قيم حرصت على ذكرهلارتباطه بهذه الجزئية، قال - رحمه الله -: (الجن من العالم الناطق المميز،يأكلون ويشربون ويتناكحون ويموتون، وأشخاصهم محجوبة عن الأبصار وإن تميزوا بأفعالوآثار 0 إلا أن يختص الله

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير