تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

برؤيتهم من يشاء، وإنما عرفهم الإنس من الكتب الإلهية،وما تخيلوه من آثارهم الخفية) (نقلاً عن كتاب " حقيقة الجن والشياطين من الكتابوالسنة " للمؤلف الأستاذ " محمد علي حمد السيدابي " – ص 12) 0ومن هنا فإنعلماء الأمة يقررون الآثار المادية بين عالم الإنس وعالم الجن، وبالتالي فإن علاقةالجان بالإنسان قد تتعدى الدخول والتلبس؛ لتصل إلى الإيذاء، والمس، والصرع،والخطف، والقتل، وغيره، لا سيما أن التجربة تعضد ذلك، وهي خير شاهد عليه 0يقول الدكتور عبدالكريم نوفان عبيدات: (الاتصال بين الجن والإنس اتصال مننوع خاص، يختلف فيه عن الاتصال بين الإنسان وأخيه الإنسان، بل هو اتصال يناسبطبيعة كل منهما، وفي الحدود التي رسمتها سنن الله تعالى وقوانينه الكونية والشرعية 0 والجن موجودون في كل مكان يكون فيه إنس، ضرورة أن يكون لكل إنسي شيطاناً وهوقرينه من الجن كما ورد في الحديث، وهم على هذا يحضرون جميع أحواله وتصرفاته، لايفارقونه إلا أن يحجزهم ذكر الله تعالى 0والجن مسلَّطون على الإنس بالوسوسةوالإغواء تارة، وتارة أخرى يلبسون جسم الإنسان، فيصاب عن طريقهم بمرض من الأمراضكالصرع والجنون والتشنج، وقد يضلون الإنسان عن الطريق، أو يسرقون له بعض الأموال، أو يعتدون على نساء الإنس، وغير ذلك) (عالم الجن في ضوء الكتاب والسنة – ص 254) 0

سادسا: ليس مع المنكرين لتلك المسائل سواء كانت متعلقة بالصرع أوالسحر أو العين، سوى شبهات عقلية واهية، وحجج نظرية متهاوية، وإذا أمعنت النظرفي صفحات كتاب " الأسطورة التي هوت " لا تجد منطلقاً ومنهجاً صحيحاً في الحكم علىالأحاديث، ولا تجد اتباع مسلك العلماء في النقد والتجريح، ومن ذلك قوله: (أنتكون النصوص الحديثية ضعيفة ضعفاً لا يقبل معه الاحتجاج بها، ولا تصلح بمجموعها أنتتقوى، لأن أغلبها شديد الضعف واضح النكارة في بعض رواتها، ولأن قسماً منها نشأمن خطأ بعض الرواة فأعرضنا عنها) 0ولو تتبعت المنقول في هذا الكتاب – أعنيالأسطورة - لوجدت قصصاً صيغت بأسلوب يثبت للقارئ، بأن موضوع الصرع وما يدور فيفلكه من أمور أخرى، هي عبارة عن أوهام وخرافات وأساطير، ولا أشك مطلقا بأن مناستشهد بهم الكاتب من معالجين على أصناف ثلاثة: الأول: صنف نسجه الكاتب من وهمهومخيلته، والثاني: جاهل لا يفرق بين أساسيات الرقية الشرعية كحال كثير منالمعالجين اليوم، والثالث: صنف أغوته الجن والشياطين ولبّست عليه في عقله وقلبه،حتى أصبح لا يدرك ما يقول، بل وصل به الأمر فتجرأ على علماء الأمة وأفذاذها، كحالصاحبنا هذا، وانظر إلى ما يقول: (وأكثر العلماء في جميع العصور مبتلون بالتقليدلمن سبقهم، ذلك أنهم يخشون أن يناقشوا ما أجمع جمهورهم عليه) 0وقال: (وذهبجمهور المفسرين الذين تعرضوا لهذه الآية – يعني آية " إلا كما يقوم الذي يتخبطهالشيطان من المس " – إلى أنها دليل على الصرع، والمعنى: لا يقومون إلا كما يقومالمصروع حال صرعه وتخبط الشيطان له حقيقة 0والواقع أن هذا التفسير بعيد، ولايعرف المس بهذا المعنى!!

ولو استقرأنا ما ورد في كتاب الله تعالى من المس، لماوجدناه يخرج عن الوسوسة التي نبه الشيطان نفسه أنه لا يحسن غيرها كما في آيات كثيرة، ويقول أيضاً: (ولم تشتهر مسألة الصرع اشتهاراً قوياً إلا في عصر شيخ الإسلامابن تيمية – رحمه الله – فقد حذا حذو تلك القصص المذكورة في الأحاديث غير الصحيحةوالأحداث الواردة عند بعض السلف، والتي لم تثبت صحتها)، وقوله أيضاً: (يقولشيخ الإسلام ابن تيمية أن الإنس قد يؤذون الجن بالبول عليهم، أو بصب ماء حار، أوبقتلٍ ونحو ذلك، دون أن يشعروا، فيجازي الجن حينئذ فاعل ذلك من الإنس بالصرع 00ثم يقول: وهذا مردود لأسباب، منها: أن لا دليل على تأذي الجن من ذلك، ومنها أنالجن عالم لا تؤثر فيهم الماديات كما هو معروف بالنظر) 0سابعا: ومن لمتوجد لديه القناعة في إثبات تلك المسائل، فله الحق في التوقف في إثباتها حتى يتبينله الحق، أما اللجوء إلى أسلوب الإنكار والنفي وتجاوز ذلك لحد عدم إثبات ذلكللإسلام أو نفيه مطلقاً، فهذا لا يجوز قطعاً، وليس في الشرع ما ينفي هذا الأمر أويرده 0ثامنا: أما مسألة كلام الجني الصارع على لسان المصروع فلم أقف

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير