تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والتبديل، نرجع إليه في خلافاتنا، وليس الفهم لهذه النصوص ملكاً لأحد دونأحد، بل لكل أحد أن ينظر فيها بالأصول المبنية على التفكير العلمي المزيدة باللغةومعرفة أساليبها 00 وما اختلفت الأمة إلا من أمرين: الأول في جهة الثبوت وعدمهلبعض النصوص، والآخر من جهة الدلالة والفهم، وليس تراكم النصوص من العلماء علىمدار قرون طويلة دليلاً على الصحة والقبول، وليس كل صحيح وصلنا 00 لذا فالبحث هوأصل العلم إلا فيما نصه صريح محكم، فنقف عنده بالتسليم دون تحريف أو تحوير 00 ولونظرنا إلى علماء الأمة في القرون الأربعة الأولى لوجدنا عند كثيرين منهم بعضالانفرادات التي لم يصل إلينا أن قال بهذه المسألة أحد آخر، ولا يعني هذا أنه لميقل أحد 00 وهكذا ما نقل بالتسليم، فلا يعني أن لا مخالفة له، بل لعله لم يصلنا،فقد تصلنا فكرة، وتندثر أخرى 00 فما كل ما قيل وصل، وكل يؤخذ منه ويرد إلا منينزل عليه وحي من السماء 00 فأقوال الأئمة قاضية بالأدلة، وينظر فيها إن عريت منهاوكانت اجتهادات ونحوها 0آمل من القارئ الكريم أن يكون قرأ هذه الرسالة بإمعانوإنصاف ونظر إلى الأدلة، فإن عيب عليَّ أمر فأنا أولى الناس أن أرشد إليه، ولانتكبر عن الرجوع إلى الحق، وبه نستعين) (الأسطورة التي هوت – علاقة الإنسانبالجان – ص 169، 170) 0قلت: بعد هذه الخاتمة المنمقة التي أبى صاحب هذاالكتاب إلا أن يعبر فيها عن منهجه ومذهبه المبني على العقلانية، وأعجب للكلامالمعسول الذي يعبر فيه الكاتب في بداية خاتمته حيث يقول: (أما نحن – المسلمين – فمن الواجب أن تكون المحبة والإشفاق، هما الطاغيين على قلوبنا، فلا منازعة ولامنافرة أن غيري خاصمني أو اتجه اتجاهاً يخالف ما أنا عليه) ومع ذلك يقدح ويطعن فيعلماء أجلاء وهبوا أنفسهم وأوقاتهم في سبيل هذا الدين والنصرة له، وأما قوله: (أولئك الذين زاغوا عن الحق بتلك الممارسات التي دونا بعضها، أولئك كانوا سبباً فيبناء صرح من الأوهام تخالف وتخلِّف الأمة)، فهذا غمز ولمز ليس في المعالجين فحسبإنما تعداه لعلماء الأمة الذين قرروا تلك الممارسات في طريقة الرقية والعلاج، وأماقوله: (وليس الفهم لهذه النصوص ملكاً لأحد دون أحد، بل لكل أحد أن ينظر فيهابالأصول المبنية على التفكير العلمي المزيدة باللغة ومعرفة أساليبها 00)، وكأنمايفهم من الكاتب بأن الفهم الصحيح للنصوص النقلية ملكاً له ولمن شذ عن طريق الإجماع، فهذه المسألة – أعني صرع الجن للإنس – أجمعت عليها الأمة، وليس لأحد كائن من كانأن يبني الأصول على التفكير العلمي كما أشار صاحبنا، فالشريعة مقدمة على ما سواها، وثبوت النصوص النقلية عند علماء الحديث لا عند مدعي هذا العلم، يعني أنها أصبحتمصادر للتشريع ولا يمكن ردها أو إنكارها، أو لي أعناق النصوص لكي توافق المنهجالعقلي والذي يعتبر صاحبنا من رواده والمدافعين عنه، وأما قوله: (وليس تراكمالنصوص من العلماء على مدار قرون طويلة دليلاً على الصحة والقبول، وليس كل صحيحوصلنا 00)، وأعجب من هذا الكلام ولا أعتقد أنه بحاجة إلى تعليق، فالكلام يعبر عنصاحبه، وأما قوله: (آمل من القارئ الكريم أن يكون قرأ هذه الرسالة بإمعان وإنصافونظر إلى الأدلة، فإن عيب عليَّ أمر فأنا أولى الناس أن أرشد إليه، ولا نتكبر عنالرجوع إلى الحق، وبه نستعين)، فإني أنصح الكاتب بمراجعة نفسه مرات ومرات عسى أنيقف عند الحقيقة التي أنكرها، ومن ثم يعود لجادة الحق والصواب، وكذلك أنصحه بطلبالعلم الشرعي خاصة علم الحديث الذي خاض فيه فصال وجال دون الاعتماد على الأسسوالقواعد الرئيسة لهذا العلم أو المعرفة المتقنة بالرجال واتخاذ مسلك العلماء فيالجرح والتعديل، وأختم كل ذلك بكلام مبدع يرد فيه العلامة الشيخ محمد ناصر الدينالألباني – رحمه الله - على أصحاب هذا الاتجاه، حيث يقول:

(لقد أنكرالمعاصرون عقيدة مس الشيطان للإنسان مسا حقيقيا، ودخوله في بدن الإنسان، وصرعهإياه، وألف بعضهم في ذلك بعض التأليفات، مموها فيها على الناس، وتولى كبره مضعفاالأحاديث الصحيحة في كتابه المسمى بـ (الأسطورة)!، وضعف ما جاء في ذلك منالأحاديث الصحيحة – كعادته، وركن هو وغيره إلى تأويلات المعتزلة!!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير