تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال: فأما إذا عرف المعاني الصحيحة الثابتة بالكتاب والسنة وعبر عنها لمن يفهم بهذه الألفاظ ليتبين ما وافق الحق من معاني هؤلاء وما خالفه فهذا عظيم المنفعة وهو من الحكم بالكتاب بين الناس فيما اختلفوا فيه كما قال تعالى كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبييين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وهو مثل الحكم بين سائر الأمم بالكتاب فيما اختلفوا فيه من المعاني التي يعبرون عنها بوضعهم وعرفهم وذلك يحتاج إلى معرفة معاني الكتاب والسنة ومعرفة معاني هؤلاء بألفاظهم ثم اعتبار هذه المعاني بهذه المعاني ليظهر الموافق والمخالف.

وقال: وبالجملة فمعلوم أن الألفاظ نوعان:

لفظ ورد فى الكتاب والسنة أو الاجماع (ولفظة الإعجاز هل ترى فيها نزاعا بين السلف؟!!) فهذا اللفظ يجب القول بموجبه سواء فهمنا معناه أو لم نفهمه لأن الرسول لا يقول الا حقا والأمة لا تجتمع على ضلالة!! والثانى لفظ لم يرد به دليل شرعى كهذه الألفاظ التى تنازع فيها أهل الكلام والفلسفة هذا يقول هو متحيز وهذا يقول ليس بمتحيز وهذا يقول هو فى جهة وهذا يقول ليس هو فى جهة وهذا يقول هو جسم أو جوهر وهذا يقول ليس بجسم ولا جوهر فهذه الألفاظ ليس على أحد أن يقول فيها بنفى ولا إثبات حتى يستفسر المتكلم بذلك فإن بين أنه أثبت حقا أثبته وإن أثبت باطلا رده وإن نفى باطلا نفاه وإن نفى حقا لم ينفه .... (وهذا في الألفاظ المجملة لا الألفاظ والمصطلحات الواضحة البينة كما هو معنا)

وقال: وأما الألفاظ التى ليست فى الكتاب والسنة ولا اتفق السلف على نفيها أو إثباتها (هذا فيما لم يتفق السلف على نفيه أو إثباته، بخلاف مسألتنا هذه التي تتابع السلف على استعمال لفظها) فهذه ليس على أحد أن يوافق من نفاها أو أثبتها حتى يستفسر عن مراده فان أراد بها معنى يوافق خبر الرسول أقر به وان أراد بها معنى يخالف خبر الرسول أنكره.

وقال: الجواب الرابع جواب أهل الاستفصال: وهم الذين يقولون لفظ التحيز و الجهة و الجوهر ونحو ذلك ألفاظ مجملة ليس لها أصل فى كتاب الله ولا فى سنة رسول الله ولا قالها أحد من سلف الأمة وأئمتها فى حق الله تعالى لا نفيا ولا اثباتا.

وحينئذ فاطلاق القول بنفيها أو اثباتها ليس من مذهب اهل السنة والجماعة بلا ريب ولا عليه دليل شرعى بل الاطلاق من الطرفين مما ابتدعه أهل الكلام الخائضون فى ذلك فاذا تكلمنا معهم بالبحث العقلى استفصلناهم عما أرادوه بهذه الألفاظ (وكل هذا في الألفاظ المجملة التي وردت عن أهل البدع، لا في المصطلحات الواضحة غير المجملة والتي تتابع السلف على استعمالها من غير نكير)

وقال في درء التعارض: وكل قول لم يرد لفظه ولا معناه في الكتاب والسنة وكلام سلف الأمة فإنه لا يدخل في الأدلة السمعية ولا تعلق للسنة والبدعة بموافقته ومخالفته فضلا عن أن يعلق بذلك كفر وإيمان وإنما السنة موافقة للأدلة الشرعية والبدعة مخالفتها ..

هذا في الأقوال التي لم يرد لفظها ولا معناها في الكتاب ولا في السنة، فلا تعلق للسنة والبدعة بموافقتها، وهذا لا خلاف فيه، فما بالك تستدل بحديث " كل محدثة بدعة " وليس دليلا على ما ذكرت إجماعا، والإجماع مخصص كما تعلم، أما إذا ورد معناها في كتاب الله تعالى فلا إشكال إذا وافقت اللفظة معنى الكتاب والسنة إجماعا لم يخالف في ذلك أحد من المسلمين فضلا عن أهل السنة ..

أرأيت كيف أن قولك هذا محدث، بل الأصل الذي اتكأت عليه محدث، ولم يسبقك أحد إلى قولك، والسكوت أولى من الخوض فيما لا يعلم المرء، " ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام "، فأين الورع الذي ذكرته عن السلف وأقررتَه، وعموما فليست المسألة من أصول الدين حتى أثرب عليك أو تثرب علي، وإن أردت التعبير بالآية والبرهان فأنعم بذا التعبير، لكن إياك أن تحرم أمرا لم يحرمه أحد قبلك، وإياك أن تنكر أمرا بأدلة لا دليل فيها على ما ذكرت بالإجماع، وإياك أن تسلك مسلكا بعيدا عن مسلك أهل السنة، وعليك بالدليل والاتباع، فحماد بن أبي سليمان كان فقيها عالما رحمه الله ورضي عنه، لكنه لما لم يتبع وصف هو ومن معه بمرجئة الفقهاء، فتأمل ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير