3 - (المعصوم من الزلل) هذا إطلاق غير صحيح فالأنبياء معصومون في التبليغ و معصومون من الكبائر دون الصغائر وهو قول أهل السنة وكذلك قول أكثر الأشعرية قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى - (ج 4 / ص 319): (القول بأن الأنبياء معصومون عن الكبائر دون الصغائر هو قول أكثر علماء الإسلام وجميع الطوائف حتى إنه قول أكثر أهل الكلام كما ذكر أبو الحسن الآمدى أن هذا قول أكثر الأشعرية وهو أيضا قول أكثر أهل التفسير والحديث والفقهاء بل هو لم ينقل عن السلف والأئمة والصحابة والتابعين وتابعيهم إلا ما يوافق هذا القول)
فسبحان الله أنظر كيف الهوى يفعل بصاحبه فابن أبي العز أصبح قادحا في عصمة النبي ? والأشاعرة الموافقين لقوله ليسوا كذلك (وإن تعجب فعجب قولهم)
4 - وأما تفضيل الملائكة على صالحي البشر فهذه مسألة لا فائدة منها فإن الواجب علينا الإيمان بالملائكة و النبيين ,وليس أن نعتقد أي الفريقين أفضل، وقال شيخ الشافعية في زمانه عبد الرحمن الفزاري المعروف بالفركاح في كتابه (الإشارة في البشارة في تفضيل البشر على الملك) بعد عرض المسألة: (وحاصل الكلام أن هذه المسألة من فضول المسائل, ولهذا لم يتعرض لها كثير من أهل الأصول, وتوقف أبو حنيفة رحمه الله في الجواب عنها كما تقدم والله أعلم بالصواب) أ. هـ ولو كانت من المسائل التي يضلل المخطئ بها لما سكت وتوقف عنها الإمام أبو حنيفة و الطحاوي و (كثير من أهل الأصول) , وأما قول ابن أبي العز – رحمه الله – بتفضيل الملائكة قد جانب فيه الصواب ولكن هذا لا يقدح في عقيدته.
الشافعية
قال د. سفر الحوالي:
- عند الشافعية:
قال الإمام أبو العباس بن سريج الملقب بالشافعي الثاني، وقد كان معاصراً للأشعري: ((لا نقول بتأويل المعتزلة والأشعرية و الجهمية والملحدة والمجسمة والمشبهة والكرامية والمكيفة بل نقبلها بلا تأويل ونؤمن بها بلا تمثيل)).ه
قال الإمام أبو الحسن الكرجي من علماء القرن الخامس الشافعية ما نصه: ((لم يزل الأئمة الشافعية يأنفون ويستنكفون أن ينسبوا إلى الأشعري ويتبرؤون مما بنى الأشعري مذهبه عليه وينهون أصحابهم وأحبابهم عن الحوم حواليه على ما سمعت من عدة من المشايخ والأئمة))، وضرب مثالاً بشيخ الشافعية في عصره الإمام أبو حامد الإسفرائيني ((الملقب الشافعي))
((ومعلوم شدة الشيخ على أصحاب الكلام حتى ميز أصول فقه الشافعي من أصول الأشعري، وعلق عنه أبو بكر الراذقاني وهو عندي، و به اقتدى الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في كتابيه اللمع والتبصرة حتى لو وافق قول الأشعري وجهاً لأصحابنا ميزه وقال: ((هو قول بعض أصحابنا وبه قالت الأشعرية ولم يعدهم من أصحاب الشافعي، استنكفوا منهم ومن مذهبهم في أصول الفقه فضلاً عن أصول الدين)).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال (السقاف وصاحبه):
أولا: أقول: هذا كلام باطل غير صحيح اعلم أنّ ابن سريج لم يقل هذا وذلك لأنّ ابن سريج مات قبل الأشعري بـ (21) سنة، وأبو الحسن الأشعري عاش (64) سنة ولما مات ابن سريج كان عمره (43) سنة ولم يظهر إذ ذاك مذهب الأشعري بعد، لأنه كما ذكر عنه أنه صحب الجباني يدرس عليه ويتعلم ويأخذ عنه (40) سنة، وهو خاله، وكم كان عمره لما بدأ بالأخذ عنه؟ ربما كان عشر سنوات أو ثمانية مثلاً فيستحيل إذ ذاك أن يدرك ابن سريج الأشاعرة حتى تقول ما نقلته عنه!!
وأمر آخر أن د. سفر الحوالي نقل هذا الكلام اعتمادا على ابن القيم في "إجتماع الجيوش" والذي فيه مروي بسند فيه إنقطاع بين الزنجاني وابن سريج
وابن القيم مخطئ في ذلك!! بل مدّلس وقليل نظر وتحقيق!! فإنه بعد أن ذكر تلك العبارة المكذوبة عن ابن سريج
وثانيا: تقول:
أما ما نقلته عن الكرجي فغير صحيح بين ذلك الإمام السبكي في طبقات الشافعية عند ترجمته للكرجي ومما جاء فيها: (( ... وقد حكى الحافظ أبو محمد الدمياطي .. وذكر أن هذا الكرجي من أكابر أصحاب الشيخ أبي إسحاق ... ثم قال ابن السمعاني وله قصيدة بائية في السنة شرح فيها اعتقاده واعتقاد السلف تزيد على مائتي بيت قرأتها عليه في داره بالكرج.)) اهـ
¥